سعيد عبده يكتب: البرلمان الأوروبى وأشياء أخرى

سعيد عبده يكتب: البرلمان الأوروبى وأشياء أخرىسعيد عبده يكتب: البرلمان الأوروبى وأشياء أخرى

الرأى25-12-2020 | 20:29

صدر تقرير البرلمان الأوروبى عن حقوق الإنسان فى مصر وبه تسعة عشر بندًا.. هذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة لصدور مثل هذا التقرير. يأتى التقرير على الرغم من أن الرئيس السيسي فى زيارته الأخيرة لفرنسا أعلن وناقش مع الرئيس ماكرون أن مصر لها دور فعال وليست كما يطرح البعض أو يتصور عن حقوق الإنسان ومدى التزام مصر بذلك. مصر التى يتعدى سكانها مائة مليون نسمة مطلوب تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لهم لكى تتحقق التنمية وبدون الأمن والاستقرار لن تكون هناك تنمية أو فرص عمل. مصر التى تعرضت لأسوأ أنواع الإرهاب والتطرف من الجماعات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمون وما عانى منه الشعب المصرى من إرهاب طوال الفترة التى قضاها الإخوان أو بعد ثورة 2011 وعدم الاستقرار وأحداث الفوضى والترهيب وفزاعة الأمن التى استطاع الإخوان أن يحولوا مصر خلالها إلى مخازن للأسلحة وفرق دينية مسلحة لا تقبل رأى الغير أو التعامل مع الآخر، إلى أن قام الشعب المصرى بثورته المجيدة فى 30/6/2013 وخلع الإخوان من سدة الحكم وتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب والتطرف ونبذ العنف، سنوات عصيبة قامت الدولة خلالها بجهد كبير لكبح جماح التطرف وإعادة هيبة الدولة وتحقيق الأمان لكى نستطيع استكمال الطريق.. طريق البناء والتنمية. ومن أهم النجاحات للدولة المصرية منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من إفريقيا وهذه من الأمور المهمة لأمن أوروبا. إن ما تقوم به الدولة المصرية لحماية أمن البلاد والمواطن له أهمية كبيرة فهو ركيزة التنمية والنهوض بالاقتصاد، لذا كانت نهضة الدولة خلال الأربع سنوات الماضية لتطوير العشوائيات وإنشاء مساكن آدمية بديلة وهى أبسط حقوق الإنسان فى السكن الملائم وقد أنشئ أكثر من 750 ألف وحدة سكنية لتوفير السكن أيضًا وهذا دور الدولة لجميع فئات الشعب سواء المتوسط أو الفاخر.. خلاف المخصص للعشوائيات أو المواطن الذى يفقد مسكنًا بسبب التطوير أو إنشاء طرق مثلاً. وكان من بين أهداف الدولة أيضًا المهمة الرعاية الصحية للمواطن خاصة غير القادر بمشروعات عديدة مثل 100 مليون صحة - القضاء على فيروس C - ومشروع بهية للكشف على سرطان الثدى وصحة المرأة - وأيضًا فحص شامل لكل المواطنين للكشف عن الأمراض المزمنة وعلاجها مع بدء مشروع التأمين الصحى الشامل لجميع المواطنين الذي بدأ من محافظة بورسعيد. ولولا ذلك لكان لنا شأن آخر مع كورونا هذه الجائحة التى أثرت على دول العالم أجمع غنية وفقيرة.. صغيرة أو كبيرة.. واستفادت مصر من البنية الأساسية الصحية. والهدف من بناء الدولة هو الاستقرار وتحقيق معدل نمو يهدف إلى بناء اقتصاد قوى قادر على تلبية احتياجات المواطن وجذب المستثمر من الداخل أو الخارج، وهذا يتطلب أن يكون هناك بنية أساسية من كهرباء وبفضل الله وعمل الرجال المخلصين استطعنا أن ننتقل من نقص كهرباء وانقطاع متكرر وعدم وصول الخدمة إلى أماكن كثيرة وعدم إمكانية تلبية احتياجات المصانع الحالية أو احتياجات المستثمر.. قامت الدولة باستثمار المليارات فى إعادة تطوير وبناء قدراتنا الكهربائية مع تعدد مصارفها من المياه والطاقة النظيفة وطاقة الرياح وغيرها.. وتم تلبية جميع الاحتياجات بل هناك فائض يمكن تصديره عن طريق ربط الشبكات مع أوروبا ودول الجوار مثل الأردن والسعودية والسودان وغيرها. أيضًا شبكات الطرق وما تم إنشاؤه يفوق ما تم إنشاؤه من طرق فى مصر خلال خمسين عامًا وتم تحسين تصنيفنا على المستوى الدولى.. وهذا يساعد على توفير مناخ للاستثمار وزيادة معدلات النمو. ومع كل ما سبق هناك أمور ممكن مناقشتها فى تقرير البرلمان الأوروبى وتؤكد على ضرورة أن يكون هناك لوبى مصالح يشرح ما يتم فى مصر فى كل المجالات خاصة حقوق الإنسان.. وهذا يتم فى جميع الدول لأن هناك مصالح لنا مع أوروبا وأمريكا وكل القوى الكبرى سواء الشرق أو الغرب وهذا يستدعى أن يكون لنا دور إعلامى قوى وقيام هيئة الاستعلامات بعقد مؤتمرات يحضرها مندوبو وكالات الأنباء العالمية لشرح الأبعاد والمواقف وما يتم على أرض الواقع بمصر أولاً بأول. تربطنا مع معظم دول أوروبا مصالح عديدة وعلاقات قوية لكن البرلمان شىء آخر، وهذا يستدعى أن تكون هناك سياسة مختلفة غير الشجب أو الرفض.. أو حتى التوضيح عند اللزوم. وأيضًا نعلم أن هناك سياسة الكيل بمكيالين، فعندما تتعرض سياسة الدول للخطر فى أوروبا أو غيرها تسقط حقوق الإنسان. ولا ننسى مظاهرات ذوى السُتر الصفراء فى فرنسا وكيف تصدت لهم الشرطة بعنف شديد يتنافى مع كل الأعراف.. وكيف تعاملت أيضًا الأجهزة الشرطية فى كل من ألمانيا وإسبانيا عقب أحداث التفجيرات أو التصدى لمسألة الانفصال فى إسبانيا! بل كيف تصدت الشرطة فى أمريكا للمظاهرات التى قام بها السود والمواطنون بصفة عامة احتجاجًا على قتل مواطن أسود على يد رجل الشرطة أثناء القبض عليه! الغرب له معاييره.. وتركيا أيضًا فى فض المظاهرات وقمع المعارضة والزج بهم فى السجون والمعتقلات ليس هناك تعليق! وما تم فى إثيوبيا واقتحام الجيش لتيجراى وفرار الآلاف إلى السودان خشية القتل وقيام الجيش الإثيوبى بقتل المواطنين هناك، والغريب أن الرئيس أبى أحمد نال جائزة نوبل للسلام مقدمًا.. على ماذا.. لا أعرف.. هناك مقاييس لنا ومقاييس لهم.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2