ونحن نقترب من عام دراسى جديد ظهرت معالمه فى الأسواق والمكتبات وبيع الحقائب والإعلان عن وصول الزى المدرسى وبدء الحجز للدروس الخصوصية وتسارع دقات قلوب الأسر المصرية عند الحديث عن ميزانية العام الدراسى. صادف أن شاهدت أحد الفيديوهات التى تتحدث عن التعليم فى فنلندا التى كانت تعانى من مرتبة متأخرة فى مستوى التعليم على مستوى العالم، ولم يكن الأمر مرضيا لهم كدولة، ثم حدثت طفرة تغيير قفزت من خلالها فنلندا إلى المرتبة الأولى.
وعند البحث عن السبب أجمع أغلب مديرين المدارس والمعلمين هناك أن أهم أسباب التفوق عندهم تتلخص فى عبارة واحدة وهى: "ممنوع الواجب المنزلى" ، .. على الأطفال أن يعيشوا طفولتهم وأن يقضوا أطول وقت ممكن فى اللعب لأن سنوات الطفولة محدودة واللعب هو أفضل طريقة لاستكشاف العالم حولهم، فما المانع أن يتسلق الأطفال الأشجار وفى اليوم التالى يسأل فى المدرسة عن الحشرات التى شاهدها وهو عالق على الشجرة ، فى فنلندا يخلع التلاميذ أحذيتهم فى بداية اليوم الدراسى حتى يشعروا بالراحة .
النقطة الثانية أن كلا من اليوم الدراسى والعام الدراسى هما الأقصر فى العالم والتركيز على مضمون مايتعلمه التلاميذ بعمق بدون تعقيد أو إطالة أو مط.
ومما يلفت النظر أنه لو سألت أى مدير مدرسة هناك: ماهو أفضل مكان للتعليم؟ فالإجابة واحدة وهى بالطبع مدرسة الحى لا داعى أن يذهب الطفل أو التلميذ بعيدا عن بيته فكل المدارس تسير على نفس النهج سواء كانت في مناطق ريفية أو حضارية، فقيرة كانت أو غنية يحصلون على جودة تعليم متساوية، ويتم توزيع المال بالتساوي على المدارس ، كما أنه لا يوجد تصنيفات ومنافسة بين المدارس، فجميعها تعمل وفقا لأهداف قومية واحدة مع ملاحظة أن التعليم هناك مجانى وكذلك المواصلات للمدرسة مع توفير وجبة مجانية كل يوم ..
فى فنلندا من الصعب أن تكون مدرسا لأنه يتم اختيار المعلمين بعناية ولابد من الكفاءة والحصول على درجة الماجستير على أن تكون لديهم الموهبة فى التعامل مع التلاميذ.
وعندما تشاهد تلك الفيديوهات والتقارير عن التعليم فى مثل هذه البلاد سوف تشعر أنهم يتحدثون ببساطة وتلقائية مع التأكيد على أن أهم أهدافهم هى مساعدة الأطفال والتلاميذ والطلاب فى الشعور بالسعادة وسوف تتأكد أن الأمر أبسط ما يكون ومن السهل تطبيقه فى أى مكان فى العالم إلا فى البلاد التى ينتحر فيها الطلاب خوفا من نتائج الامتحانات.