عام ثقيل لم يمر بالبشرية فى العصر الحديث مثله، لم يترك شيئا إلا وبه بصمة لن تنسى بسهولة.. احتفلنا كثيرا بقدوم 2020 وصدقنا توقعات النجوم والمنجمين بأنه عام جميل مليء بالأحداث ولكن كانت كلها أحداث غير سارة منها:
فى العالم العربي.. انفجار ميناء بيروت والانهيار الاقتصادى فى لبنان وسقوط الشهداء وكيف دفع المواطن اللبنانى ضريبة عدم الاستقرار السياسى والاقتصادي.
السودان وفيضان النيل وغرق العديد من القرى وحرب تجراى ونزوح الآلاف من اللاجئين من إثيوبيا إلى داخل السودان.
مفاوضات سد النهضة.. أطول مفاوضات للاتفاق على ملء سد النهضة وأيضًا حصص المياه لدول المصب واحترام المواثيق والقواعد الدولية التى تحدد قواعد التعامل على المياه الدولية بين دول المصالح المشتركة.
الانتخابات الأمريكية والسقوط المدوي لترامب وحزبه حتى فى الولايات التى تربع عليها حزبه منذ سنوات طويلة وعدم اعتراف ترامب بالنتيجة فترة ليست بالقليلة فى أطول انتخابات رئاسية تابعها العالم لحظة بلحظة.
ثم الحدث العظيم
ظهر فى أوائل العام فيروس كورونا المستجد فى أكبر جائحة مرضية مرت بالعالم، هز كافة الدول ولم تستطع كبرى الدول بأنظمتها الصحية الوقوف أو الصمود أمامه كثيرًا.. وسمعنا ورأينا انهيار أنظمة صحية والمرضى لم تستطع المستشفيات استيعابهم داخلها أو فى الممرات.. وأيضًا لم تكف أجهزة التنفس تغطية احتياجات المرضى لدرجة تحول بعض مصانع السيارات فى بعض خطوط إنتاجها لتصنيع أجهزة تنفس صناعى.
ورأينا المقابر الجماعية وحظر التجول فى مدن عديدة لوقف انتشار الوباء ولكن دون جدوى وتدخلت الجيوش فى بعض الدول للمساعدة مع الأجهزة الحديثة.
مرض استعصى على العالم إلى أن ظهرت بوادر لقاحات جديدة لهذا المرض الذى يتحور ويظهر منه أعراض جديدة وسلالات تذهل العالم.
والأمل الآن فى اللقاحات التى تم التوصل إليها والتقدم العلمى وسباق العلماء للعلاج الذي بدأ ونحتاج إلى شهور فى السنة الجديدة 2021 وحتى الآن مازال الانتشار سريعا ولأول مرة لا تقام احتفالات كريسماس فى كل دول العالم وتغلق بريطانيا حدودها وأيضًا السعودية توقف السفر لمدة أسبوعين وغيرها من الدول.
هناك مستفيدون..
أكثر الفائزين: شركات التوصيل المحلية والعالمية وكذلك شركات التكنولوجيا وتسهيل الخدمات وغيرها فهو عصر التكنولوجيا والحلول الرقمية.
القطاع الطبى وشركات الأدوية والمستشفيات وصناعة المستلزمات الطبية.. وشركات المنتجات الغذائية.. أما الخاسرون دون حصر فهم كُثر: صناعات الطيران وشركات السياحة والفنادق والرحلات حول العالم حتى الداخلية منها.
لا توجد صناعة لم تتأثر أو اقتصاد دولة لم يعان فقد تركت كورونا بصمة سيئة على اقتصادات دول العالم صعب التعافى منها سريعا.
مؤشرات أخرى
ولولا ستر الله وحكمة القيادة السياسية ووضع الاقتصاد المصرى لما استطعنا الصمود كثيرا.. بل وتحقيق الآتى:
انخفاض معدلات البطالة لأول مرة فى مصر بل أيضًا انخفاض معدل الفقر لما قامت به الدولة مثل القيام بالعديد من المشروعات الكبرى فى الكهرباء والطرق والإسكان والصحة والتعليم والتى أقامت بنية أساسية جيدة ساعدت فى رفع معدل النمو وإتاحة فرص عمل كثيرة.
ومشروعات تكافل وكرامة بتوقيع بروتوكولات تعاون بين وزارات التضامن والصحة والتخطيط ثم انضم لها وزارات أخرى لتصبح 7 وزارات مع جهاز المشروعات الصغيرة ودخول المشروع المرحلة الثانية فى المناطق ذات الفرص الاستثمارية الأعلى لاستكمال الخدمات والمناطق الصناعية.
مشروع «حياة كريمة» بالقرى فى مجالات الإعانة والحضانات والطفولة المبكرة والخدمات الأساسية من تعليم وصحة وإسكان وبنية أساسية.
لقد قامت الدولة بعدة مشروعات صحية ومائية مثل مبادرة 100 مليون صحة ومشروع تبطين الترع وتطوير نظام الرى للاستفادة القصوى من المياه.
لقد وصل عدد المستفيدين من مشروع حياة كريمة إلى 1.5 مليون أسرة فى مرحلتها الأولى عام 2015 ووصل إلى 8.5 مليون أسرة مباشرة وغير مباشرة، كما تمكن مشروع تكافل وكرامة خلال الفترة من 2015 – 2020 من خدمة 3 ملايين مواطن كل بياناتهم مسجلة 26% من ذوى الإعاقة و10% المسنين و12% للسيدات المعيلات.
مشروع «كفاية 2» لتنظيم الأسرة بعد ارتفاع معدلات الزيادة السكانية التى تهدر كل جهود التنمية وهو من المشروعات الرائدة التى تواجه مشكلة الزيادة السكانية بعد إهمالها لسنوات كبيرة إلى أن وصل معدل الزيادة إلى أرقام غير مسبوقة تحتاج إلى خدمات صحية وتعليم ورعاية ووظائف يعجز أى اقتصاد على مواجهتها فى مثل الظروف التى تمر بها البلاد من إعادة بناء الاقتصاد الوطنى بشكل جديد وتحقيق معدلات نمو مستهدفة للوفاء باحتياجاتنا الأساسية.
لذا لابد من زيادة الوعى بأهمية المرحلة الحالية لكى نمر من هذه المرحلة الصعبة فى ظل عام محفوف بالمخاطر.