بعد تصريحات «حورية فرغلي» .. اكتئاب المشاهير يعود إلى الواجهة!
بعد تصريحات «حورية فرغلي» .. اكتئاب المشاهير يعود إلى الواجهة!
-
د. جيفري بورنشتاين: الناس يجدون صعوبة في فهم أسباب هذه الظاهرة
-
د. جمال فرويز: علاج الاكتئاب صعب في حالة اللجوء إلي الطبيب متأخرا
-
د. هالة حماد: بعض الفنانين يصلون لمرحلة فقد الأمل في الحياة
دار المعارف – رمضان أبو إسماعيل
سلطت تصريحات الممثلة حورية فرغلى، الأخيرة، الضوء على ملف اكتئاب المشاهير، الذين حولت الشهرة حياتهم إلي جحيم، وذلك في الوقت الذي يظن كثيرون أن المال والشهرة كفيلان بأن يجعلوا أصحابهم يعيشون في سعادة ورغد من العيش، بل قد يصيب الاكتئاب الفنان أو المبدع جراء هجر الأصدقاء وابتعاد الأضواء والشهرة عنه، ما يمثل في حالات عديدة خطورة بالغة علي حياة هذا المشهور.
سبق فرغلي إلي عالم الاكتئاب من المشاهير والمبدعين صلاح جاهين وداليدا وسعاد حسني وغيرهم الكثير ممن تمكن الاكتئاب منهم فكانت النتيجة الانتحار مثل الممثل الأمريكي روبين ويليامز، الذي انتحر هروبا من الاكتئاب، وغيره الكثير من المشاهير منهم من قضي عليه هذا العدو اللعين ومنهم من انتصر وعاد إلي حياته مرة أخرى.
ثمن النجومية
ذكرت دراسة منشورة في صحيفة أوف فينومينولوجيا قال سايكولوجي، أن الشهرة التي تجلب المال وخلود الذكر والتميز عن الناس غالبا ما يكون لها ثمن على مستوى الصحة النفسية، وأن صورة الشخص المشهور قد تختلف تماما عن الصورة الحقيقة البعيدة عن الأضواء.
وذهبت الدراسة المنشورة بهذه الصحيفة المهتمة بقضايا الطب النفسي إلي أن الأمراض النفسية تصيب المشاهير من الفنانين والمبدعين وغيرهم، وأن احتمالية وجود هذه الأمراض تزيد كلما زادت شهرة هذا الفنان أو المبدع، وهذا ما يفسر زيادة معدلات الاصابة بالاكتئاب بين الحائزين علي جائزة نوبل علي مدار تاريخها.
وأشار البروفيسور جيفري بورنشتاين، رئيس معهد أبحاث العقل والسلوك الأمريكي، إلي أن الناس غالبا ما تجد صعوبة في فهم الأسباب، التي تجعل إنسانا مشهورا وذا مزايا اجتماعية ومالية، مصابا بالاكتئاب، مؤكدا أنه يسود اعتقاد بين الناس أن الاكتئاب مصدره صعوبات الحياة.
وأوضح بورنشتاين أن صحيح ما يظنه الكثيرون أن مصاعب الحياة تقف وراء الإصابة بالأمراض النفسية، إلا أن الإصابة بمرض الاكتئاب غالبا ما يكون ذا مصدر غير واضح، وأن الوقوف على أسباب محددة للاصابة بهذا الأمر صعب للغاية لتعدد الأسباب وتشعبها بشكل يصعب الوقوف عليه.
أمراض المشاهير
أكد د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الاكتئاب والوسواس القهري، أكثر الأمراض انتشارًا بين المشاهير، لما يتعرضون له من تقلبات حياتية، فضلا عن تعرضهم بشكل مستمر لجرعات كبيرة من الانتقاد، وربما تخلق الشهرة لديهم حب الظهور، ومن ثم تراجع الطلب عليهم يصيبهم بصدمة نفسية.
وأضاف أن طريقة علاج هذه الأمراض النفسية تتوقف على مدى شدة الحالة، بل كثيرا ما يلجأ المشاهير إلي التصريح بالاصابة بالأمراض النفسية بل واللجوء إلي أطباء الأمراض النفسية بهدف الحفاظ على المستوى الاجتماعى أمام الآخرين، والحصول علي خبرات تؤهلهم نفسيًا لمواجهة الانتقادات وكيفية التعامل معها.
وشدد د. فرويز علي أن بعض المشاهير يستعينون بالطبيب النفسي على سبيل "المنظرة"، ولكن النسبة الأكبر يحتاجون للتأهيل النفسي والسلوكي، وأن السبب في تفاقم آثار اصابة الفنانين والمشاهير بالأمراض النفسية يتمثل في أن الكثير منهم يأتي إلي المعالج بعد مرحلة الانهيار نفسيًا، الأمر الذي يتطلب جهدًا كبيرًا من أجل استعادة الثقة من جديد.
المشاعر الجياشه
الحس العالي والمشاعر الجياشة، في رأي د. هالة حماد، استشارية الطب النفسي، أهم الأسباب التي تجعل الفنانين الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، حيث يعرف عن هؤلاء الفنانين أن حسهم عالٍ ومشاعرهم تتحكم بهم طوال الوقت، وأن هذه المشاعر يستخدمونها ويعبرون عنها من خلال التمثيل والغناء والموسيقى والكتابة والرسم.
وتبدأ مرحلة الاكتئاب عند الفنان عندما يتقدم في السن وتقل نجوميته وتبتعد عنه الأضواء، وهنا يبدأ الاكتئاب في الملك منه؛ فيكون من الصعب مواجهة هذا المرض، لأن الانتصار علي الاكتئاب في هذه الحالات أمر في منتهي الصعوبة، لكونه يحتاج إلي العمل علي إزالة أسبابه وهذا أمر يصعب تحقيقه بالنسبة للمشاهير، الذين اعتادوا حياة الشهرة والنجومية، حيث تلقى الأضواء عليهم باستمرار، لذلك تركيبتهم النفسية التي تتحكم بها المشاعر يصعب عليها إدراك شكل حياتهم الجديدة.
وتصل حالة الاكتئاب، والكلام لـ "د. حماد، عند بعض الفنانين إلي مرحلة صعبة يفقد من خلالها المريض الأمل في الحياة، ويصبح الشعور بالسعادة بالنسبة له أمر مستحيل، فيكون قرار الانتحار ، لذلك تؤكد الدراسات أن نسب الانتحار في بلدان الغرب أكبر، لضعف الوازع الديني في هذه البلدان وغياب دور المؤسسات الدينية التي تزرع في الإنسان المتدين حب الحياة وتحريم سلوك الانتحار.
هجر الصحاب
كانت حورية فرغلي قد شكت، في لقاء لها مؤخرا مع أحد المواقع الإلكترونية، من معاناتها الشديد الأيام الأخيرة من جراء الوحدة والاكتئاب، التي تسيطر عليها عقب اصابتها الأخيرة في الفن، التي دفعت كل الوسط الفني للابتعاد عنها، التي خضعت علي {أثرها لعدة عمليات جراحية لتعديل الأنف، إلا أن هذه العمليات باءت بالفشل .
وأكدت أن أغلب الأشخاص والأصدقاء ابتعدوا عنها، وأنه لم يتبقى لها من عشرات الاصدقاء غير أثنين فقط يسألون عنها، وهما، الفنانة القديرة لبلبة والفنانة رانيا محمود ياسين، اللذان يتواصلان معها ويتحدثن إليها في أغلب الأوقات.
جديرا بالذكر أن فرغلى اسمها الحقيقى عذابة محمد بن على، وشهرتها في الإمارات، عذابة الفارسة، وأنها من مواليد دولة الإمارات عام 1977، وأنها تحمل الجنسية الإماراتية بالإضافة إلى الجنسية المصرية، وأنها درست إدارة أعمال في إنجلترا، ومشهور عنها عشقها الفروسية، وأنها فازت بلقب بطولة مكتوم لقفز الحواجز عام 2001.
حصلت حورية فرغلي في أول ظهور بالأسم الجديد على لقب ملكة جمال مصر في 2002 ، ثم تنازلت عنه بعد 4 أشهر فقط، وذلك لوصيفتها نور السمري، على خلفية ما اثير من شائعات لاحقتها بسبب اللقب، ثم كانت بدايتها مع التمثيل عام 2010 عن طريق الصدفة، فكان أول ظهور لها في فيلم (كلمني شكرًا) ثم مسلسل (الشوارع الخلفية) عام 2011، وفيلم (كف القمر) وزاد بريقها في مسلسل (المنتقم) عام 2012 ودورها في فيلم (قلب الأسد) و(القشاش) عام 2013، ثم مسلسل (ساحرة الجنوب).