دار المعارف
أحيانا تولد فكرة في خيال فنان تتبلور في كلمات، أو اسم، ليعبر عنها العمل الفني، وفي معرض "حالة حوار" للفنانة مها عبد الكريم والذي يستضيفه أتيليه العرب للثقافة والفنون "ضي"، اختارت "مها" اسمه بعد إنتهاء الأعمال وإمعان الفكر فيها، فتبين لها أنها عبرت عن حوار مختلف مع الزجاج.
علي عده مراحل، بدأت "مها" بنموذج تقنيات تشكيل العمل الفني بالزجاج، من الطين نهاية بالصهر ووصولا لما يتيح تطوير العمل بشكل بشكل حر، فليونة الزجاج تخلق حالة حوار بينها وبينه.
تقول مها عبد الكريم إنها عندما تنتهي من العمل يغمرها شعور داخلي بأنه "يطلب" منها جزءا ثانيا ليتوازن أو يتناغم أو يتكامل معه، وهنا تجسدت فكرة "الحوار" كعنوان يعبر عن روح تلك الأعمال، بل اتسع المفهوم ليخرج من إنسان أو نبات، وفى كل المخلوقات من أسماك وطيور وغيرها.
المعرض يحتوى 29 عملا فنيا تختلف فيها نوعيات الزجاج وتقنياتها، لكن يجمعها الحس الفني وتجانس الألوان، وتأمل صاحبتها أن يثير كل عمل أو حالة حوارية، حالة حوار جديدة مع متلقي فنها.
يقول الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس جاليري ضي، إن عبد الكريم تلميذة رائد فن الزجاج المصري زكريا الخناني وزوجته الدكتورة عايدة عبد الكريم رائدة فن النحت، تفوقت على نفسها واستطاعت إقامة حوار رائع بين الكتلة والفراغ داخل أعمالها الفنية الزجاجية بالغة الحساسية والتى لا تغفر أي خطأ أو سهو.
وتناولت مها عبد الكريم فى هذا المعرض مضامين إنسانية عالية واستطاعت إقامة توافق حميمي بين شكل العمل ومضمونه ولم تقتصر على الجمالي فقط بل تناولت مفردات المرأة بالتصريح والتلميح فى معظم الأعمال.