إسماعيل منتصر.. سبعون عاما من العطاء

توفى اليوم الكاتب الصحفي إسماعيل منتصر، رئيس مجلس إدارة دار المعارف السابق، عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد مسيرة حافلة وصراع مع المرض في الفترة الأخيرة.

مسيرة حافلة

ولد إسماعيل منتصر في 29 نوفمبر من العام 1949 بالقاهرة، بدأ حياته الصحفية بمجلة أكتوبر منذ عام 1976 ثم مساعد لرئيس التحرير 1989، كما تولى منصب مدير التحرير عام 1994، حيث أصبح مسؤولا عن متابعة أعمال التحرير والتنفيذ بالإنابة عن رئيس التحرير في اختصاصاته أثناء غيابه، ثم اختير عضوا بالجمعية العمومية لمؤسسة دار المعارف عام 1981، فعضوا بمجلس إدارة مؤسسة دار المعارف فرئيس تحرير مجلس أكتوبر، ورئيس لمجلس إدارة دار المعارف.

شغف الصحافة

وفى مقالة المنشور فى بوابة دار المعارف في إبريل الماضي، تناول حياته وعلاقته بعمه الكاتب صلاح منتصر، حيث أعتبر عمه مثلة الأعلى، فكان يحاول تقليده إذ كان يعيش مع عمه الذى كان شديد الأعجاب به، الذى انتقل إلى العيش بمفرده ليبدأ حياته العملية، ويروى كيف كان والدة شديد القرب من عمه، حيث كان دائم الزيارة له في مكتبة بمبنى جريدة الأهرام بشارع مظلوم بباب اللوق، ولأول مرة أعرف مهنة الصحافة.

ويقول بعد انتهاء الزيارة وطول طريق العودة إلى منزلنا بحي شبرا، وكنت دائم السؤال عن طبيعة المهنة،وإتخذت قرار بأن أكون صحفي مثل عمى، منذ ذلك اليوم أصبحت الصحافة هوايتى ولعبتى التى أمضي في ممارستها ساعات طويلة، واتخذ يتتبع اخبار عمه فى الصحف والمجلات ومع مرور الوقت قرر تقليده فاصدر جريدة الأسرة والتى لم ينقطع عن إصدارها حتى التحق بكلية الزراعة، الا أن دراسته في كلية الزراعة لم تمنعه من ممارسة هواية الصحافة.. فقام بعمل عدد من مجلات الحائط.. وتحولت الصحافة بالنسبة له من لعبة منزلية إلى هواية جامعية، وجاءت مجلة الحائط التى كان يصدرها عملا صحفيا شاملا ضم الخبر والتحقيق والمقال والكاريكاتير وحتى مواد التسلية.

أول تحقيق

بعد حرب 1973 تحولت مجلة الحائط إلى مجلة مطبوعة أطلق عليها إسم مجلة البداية.. وقد ظلت تصدر بانتظام حتى تخرجة من كلية الزراعة، يقول إسماعيل "كافأتني الأقدار بدخول بلاط صاحبة الجلالة في عام 1976 عندما وافق الأستاذ أنيس منصور على انضمامى لأسرة تحرير مجلة أكتوبر فعملت بها قبل صدورها واجتهدت فى عملي وكانت أجمل مكافأة على اجتهادي هي صدور العدد الأول لمجلة أكتوبر، ومن بين الموضوعات المنشورة فيه تحقيق صحفي يحمل اسمى.. إسماعيل منتصر!..

وقد قام  بعمل مئات التحقيقات الصحفية الجريئة التى تحمل قدرًا كبيرًا من النقد الموضوعى، وعلى امتداد سنوات طويلة بدأ يتحول من كتابة التحقيق الصحفي إلى كتابة المقال الصحفي.. وعندما تولى مسئولية مدير التحرير أصبح يكتب مقالا أسبوعيا تحت عنوان “حوار الأفكار”، وكانت مقالاته محل اختيار حمدى قنديل فى برنامجه الشهير رئيس التحرير، ثم حدثت نقلة موضوعية فى مسيرته الصحفية.. فقد تم اختياره فى عام 2005 لرئاسة تحرير مجلة أكتوبر ورئاسة مجلس إدارة دار المعارف التى تصدر من خلالها مجلة أكتوبر، والتى وصفها بأنها مهمة صعبه وشاقة.

واستمر منتصر في منصبه حتى بلوغه سن المعاش فى نهاية 2012م، وكان يكتب مقالا أسبوعيا بمجلة أكتوبر بعنوان «حوار الأفكار» وكان يكتب فى بوابة دار المعارف سلسلة «خواطر حرة جدا».