قنا – محمد فتحي
فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قال الدكتور محمود عبد الوهاب مدني مدير عام الشئون الأثرية بمنطقة أثار نجع حمادي شمال قنا أن مناخ منطقة جنوب الصعيد شديد الحرارة تشتد فيه درجات الحرارة نهارا مما يجعل المباني والمسطحات المعرضة للشمس تختزن قدرا هائلا من الحرارة في النهار وتعكسه ليلا لذا فان مثل هذه البيئة تحتاج إلى مواصفات خاصة في عمارتها للتكيف معها مما جعل المعمار يستخدم كل ما لديه من مواد متاحة بالبيئة المحيطة به والاستفادة منها لتوفير سكن مناسب يمكن المعيشة فيه .
[caption id="attachment_60239" align="aligncenter" width="300"]
صورة نادرة العمدة فرج يوسف ابن العمدة يوسف حمد صاحب الدار وهو الثانى على اليمين[/caption]
وأوضح " مدني " يعد منزل العمدة يوسف حمد العركى هو أحد النماذج الباقية والتى تمثل العمارة الريفية بهذه المنطقة وهو يقع بالناحية الجنوبية من قرية العركى بمركز فرشوط بمحافظة قنا وقد بني هذا المنزل في العقد الأخير من القرن 19م .
وأضاف مدير عام الشئون الأثرية بآثار نجع حمادي لقد بني المنزل من الطوب اللبن والطين في طابقيه الأول والثاني واستخدمت الأقبية في تغطية الحجرات والممرات في الطابق السفلى والأسقف في الطابق العلوي وقد راعى المعمار فتحات التهوية والإضاءة وأماكن تواجدها في مهبات الريح وشعاع الشمس وأماكن وضع لمب الإضاءة كما زود دروة المبنى بعناصر معمارية للدفاع والتحصين مثل المزاغل والمراقب بالجهة الغربية والجنوبية واظننى وجدت في هذا المبنى إجابة على سؤال كان يشغل بالى منذ عشر سنوات على الأقل وهو كيفية تحويل سطح القبة إلى مسطح مستوى يصلح أن يكون أرضية للطابق الثاني وذلك عن طريق حشو الأركان الأربعة بأجزاء من جذوع النحيل الخفيفة والليف وبوص الذرة والقيضى والدهس أو الخلط يعلوها طبقة من مونه القصرمل أو الحيبة وهو ما وجدناه في أبراج الحراسة بقلعة شيح العرب همام بنفس القرية حيث استخدمت الحجرة السفلية المغطاة بقبة كسكن للجند والحجرة العلوية كمكان لنوبات الحراسة .
يُذكر أن العمدة ، واسمه بالكامل: يوسف حمد فرج غلاب على موسى تولى عمودية ناحية العركة والدهشة "العركى والدهسة " عام 1900م حتى توفاه الله تعالى عام 1914م ثم تولى من بعدة ابنه العمدة فرج يوسف وقد جدد العمدة المسجد المجاور لمنزله والمعروف باسمه عام 1904م، و تبرع بمساحة 16 قيراط لبناء مدرسة ثانوية صناعية، ولكنها لم تبنى لأمور غير معلومة
