سارة حامد تكتب: من شابه مجسده فما ظلم..

سارة حامد تكتب: من شابه مجسده فما ظلم..سارة حامد

الرأى10-1-2021 | 08:59

لكن هل يوجد حقا من يحاكي؟!، لا أعني هُنا تقارب الملامح والبنيان الجسدي، لكن تقمص الشخصية والتركيب الإنسانية المبهمة الملتبسة يصعب تخللها و إلمامها إلا من ذو موهبة وإبتداع فطري، يندر إكتشاف حائزها لندرة الأعمال التي تستهدف السيّر الذاتية لشخصيات مصرية أثرت الحياة الفنية والسياسية و الإجتماعية والعلمية و.....إلخ. عمومهم يتشبث بشخصيات مظنة وتباهي إستطاعته على تقمص إيماءات الوجه أو الحركات الجسدية، لكن الجلل هو الروح والأحاسيس، وحين عرض الصنيعة الفنية يكون الجمهور و القاضي والديّان بإعلاء المُجسد لقيمة المتجسد أو محوه و محقه أبدياً. و على ذاك المنوال مسيرة حياة مثلث الرحمات البابا شنودة التي يتبارى عليها عمالقة مبخلون ممن أبهتوا أعيننا بأدائهم الفني لكن يظل للتجسيد منزلة لايقواه أي ممثل مهما نمت أدواره الدابرة، فالفنان حسن يوسف جلى في تجسيد دور الشيخ متولي الشعراوي الذي أبدى براعة إستثنائية قد لا ينجزها حال تجسيده دور البطريرك الراحل، كذا الحال بالنسبة للفنان ماجد الكدواني الذي يدنو ويقارب البابا شنودة في ملامحه لكن قد لا يتقن فكرة التجسيد غير المسبوقه له.. وكلاهما مُفتَى به فور وفر تبرعات أقباط المهجر ومصر، و تخيُر أحد الأحدين أو غيرهما. مصر دولة حافلة بجهابذة في كل منحى، لكن التجسيد الفني للسير الذاتية يستدعي كُتاب ومؤلفين مهرة على مقدار الشخصيات المتجسده والجمهور، و رغم ضعف إمكانيات مسرح البالون إلا أن رئيسه القائم "إيهاب فاروق" إستطاع تسليط الضوء على رمز وطني وفني هو "الشيخ سيد درويش" من خلال عرض مسرحي يجسده الفنان "ميدو عادل" الذي يقارب ملامح وجهه ويطابقه في بهاء الصوت ويجاهد في الإلمام بمعطيات الشخصية. فاعلية وتأثير وبهجة لبطلة العرض مع الشيخ "ميدو" وهي الراقصة جليلة أو الفنان الشاملة لقاء سويدان بدورها الإستعراضي المتلائم لأرشيفها الحافل منذ أن كانت طفلة في برنامج البرلمان الصغير..كذلك المخرج أشرف عزب والمؤلف السيد إبراهيم إستطاعا على مدار 3 ساعات إيجاز مسيرة الشيخ درويش المولود في الإسكندرية 1892 حتى وفاته 1923 وذلك دون إرداف كلل أو ملل لأنظار وأذهان المشاهد، بتطعيم الدور بالفنان الصاعد محمد حامد الشربيني الذي جسد دور بديع للمؤلف المسرحي الراحل بديع خيري، كذلك الفنانة الإستعراضية الممتعة رشا سامي، والفنان سيد جبر الذي أضفى المرح والإبتسامة على العرض الغنائي المسرحي الذي إكتمل بعزف رائعة "درويش" أنا المصري كريم العنصرين..بنيت المجد بين الاهرامين..جدودي أنشأوا العلم العجيب..ومجرى النيل في الوادي الخصيب..لهم في الدنيا آلف السنين..ويفنى الكون وهم موجودين.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2