صور| 600 دراجة نارية نسائية بالأسكندرية تنافس الرجال فتيات «الإسكوتر»

صور| 600 دراجة نارية نسائية بالأسكندرية تنافس الرجال فتيات «الإسكوتر»صور| 600 دراجة نارية نسائية بالأسكندرية تنافس الرجال فتيات «الإسكوتر»

غير مصنف15-1-2021 | 22:50

  • سالي الجندي : أول مدربة فتيات لركوب "الإسكوتر"
  • الهروب من الزحام والتحرش وتأخر المواصلات
  • أم وأبنتها : أرخص من ركوب السيارة وأسرع
  • ثورة 2011 خلصت النساء من القيود الإجتماعية

تحقيق - إبراهيم رضوان  تصوير - محمد بدوي

لا تندهش إن رأيت فتاة تقود دراجة نارية حديثة أو ما يطلق عليها " سكوتر " ، تنطلق بين السيارات تتفادى الزحام غير مبالية بمن حولها ..

فهذه الفتاة وغيرها ، تدربن جيدا ، وتخرجن من أكاديمية خاصة لتعليم قيادة الدراجات النارية ..

هذه الفتاة وغيرها نجحن في الهروب من مشاكل الزحام والتحرش والتأخر عن المواعيد ..

لقد ظلت الدراجات النارية التي يستخدمها الكثير من المصريين حكراً على الرجال، فالمجتمع الذي قبل قيادة المرأة للسيارة على مضض، من الصعب أن يستوعب رؤيتها تقود دراجة نارية وتراوغ بها في الطرقات والأزقة كلاعب السيرك للهروب من الازدحام وما يجمع من لئام هدفهم التحرش ببنات حواء وتعريضهن للإيذاء النفسي والجسدي.

وما حدث بالفعل ان الأمر أصبح الآن واقعا، فهناك أكثر من 600 فتاة يقدن الدراجات النارية بالأسكندرية وحدها ..

وهناك أسباب منطقية منها الأزمة المرورية الخانقة والزحام وما يصاحبه من تحرش وخروج عن الذوق، دفعت كثيرات لاقتناء "سكوتر" أو "دراجة نارية" كملاذ آمن من شرور الطريق، وأدى ذلك بدوره لظهور مدارس لتعليم ركوب الدراجات النارية وتشجيع الفتيات على اتخاذ تلك الخطوة على غرار مدارس تعليم قيادة السيارات.

600 فتاة

التقت " دار المعارف" بسالى الجندى مؤسسة اول أكاديمية بالإسكندرية لتعليم البنات قيادة الإسكوتر ونجحت تجربة سالي، وساعدت الكثير من الفتيات والأمهات على تخطي المصاعب والنظر إلى الحياة بشكل إيجابي.

وتقول سالي وهي أم لبنت تبلغ من العمر 11 عاماً :" أحب قيادة الموتوسيكلات منذ فترة طويلة، وقبل 4 سنوات جمعتني المصادفة بأول مجموعة نشرت هواية قيادة " الإسكوتر" فى مصر كلها فى الإسكندرية، ونجحت في أن أكون مسئولة عن القسم الخاص بالسيدات، وأسست ضمن نطاق المجموعة أكاديمية لتعليم البنات فقط ركوب "الإسكوتر" الذي أعتبره من ضروريات الحياة الآن؛ فهو يوفر فى الوقود والوقت، وتم تخريج أكثر من 80 فتاة في 4 دفعات ووصل عدد الفتيات حاليا 600 فتاة يقدن " الإسكوتر " على الطريق ، وعندما كانت الفتيات يشاهدننا في الشارع أثناء قيادتنا الموتوسيكل كن يسألن عن كيفية تعلم القيادة، ففكرنا في إنشاء الأكاديمية، وقد تمسكت بالفكرة لاقتناعي التام بها. بدأنا بثلاثة مدربين ثم أصبح لدينا مدربات، ونحن ندرّس في الأكاديمية المنهج عملياً ونظرياً ونقوم بالتوعية بمخاطر القيادة وكيفية حل المشكلات التي قد تواجه المشتركات، عبر محاضرات مقسمة إلى خمس حصص.

أما عن الملابس التي يجب ارتداؤها أثناء القيادة فتقول سالي: يجب وضع خوذة الرأس «الهيلمت» إضافة إلى قفازات خاصة، وركبة، وجاكيت ثقيل يحتوي على عاكس للضوء عند القيادة ليلاً، وحذاء أمان، ويجب أن تكون الملابس مريحة.

مواقف محرجة

وعن المواقف المحرجة في بداية عملها ، تقول سالي :" في البداية كانت الأكاديمية شيئاً جديداً علي مجتمع الإسكندرية، كان الجميع ينظرون إلى الفتيات فوق الإسكوتر وكأنهن كائنات فضائية، ولكن الناس اعتادوا المشهد بعد ذلك. وأنا نفسي واجهت الكثير من النقد ممن حولي حتى من أصدقائي المقربين، ولكن اقتناعي بالفكرة جعلني أواجه هذه التحديات بكل ثقة وشجاعة؛ ففي معظم دول العالم يُستخدم الإسكوتر في التنقل، كما أنه يعد رياضة، وهو وسيلة عملية جداً في أزمة الزحام التي تشهدها شوارعنا معظم أوقات اليوم، كما أنه موفر للوقود، ويقلل من فرص التحرش بالبنات، وقد نظمت حملة «حافظوا علينا» على فيسبوك التي نادينا فيها بمنع معاكسة قائدات الإسكوتر، ونجحت الحملة وصارت الأتوبيسات والسيارات أيضاً تتوقف لنا حتى نمر ، وعن شروط الألتحاق بأكاديمة " سكوتر" ، تقول سالي : يُشترط أن يبدأ عمر المشتركة من 18 سنة، ونشترط وجود رخصة قيادة. ولدينا مشتركات من مختلف الفئات والثقافات، محجبات وغير محجبات، وكلهن يردن أن يتعلمن ويستفدن من المحاضرات ليعرفن قواعد السلامة والأمان.

المرأة الحديدية

وكُرمت سالي في مؤتمر «مصر أولاً» الذي كرم رموز الإعلام والاقتصاد في مصر، واختيرت مثالاً للمرأة الطموح التي تنظر إلى الحياة نظرة إيجابية على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهها. كما أُطلق عليها لقب «المرأة الحديدية»، وتحضّر حالياً لإطلاق مبادرة «خليكي إيجابية» بعد موافقة وزارة التضامن الاجتماعي، والتي تناقش فيها مشكلات النساء المنفصلات عن أزواجهن وأولئك اللاتي يتعرضن لضغوط الحياة والمسؤوليات الكبيرة والعمل على مساعدتهن مادياً ومعنوياً.

شهادات وأعترافات

كما التقت " دار المعارف " بعدد من الفتيات المتدربات وسائقات " الإسكوتر " ، فتقول رانيا هاشم " طالبة بكلية العلوم " : أحببت قيادة " الإسكوتر" بسبب زحام المواصلات في الإسكندرية ، وحتى لا أتأخر عن محاضراتي ، فعن طريق هذه الوسيلة السهلة أكون في المكان والزمان بدون تأخير .

أما حسناء السيد " مدرسة " فتقول :" أقتنعت أخيرا أن " الإسكوتر" أفضل من السيارة ، فهي وسيلة رخيصة ، وغير مكلفة ، وسريعة ، وآمنة ، اما نهال احمد " طالبة طب أسنان " فتقول :" الإسكندرية أصبحت زحمة وخاصة صيفا ، والسيارات تتوقف تقريبا في الشوارع ، والسرعة لا تتجاوز مشي الإنسان ، ولذلك إتجهت الي تعلم قيادة "الإسكوتر" ، وطلبت من والدي شراء واحد لي وبدأت تعليم القيادة ، وتضيف ماجدة 55 عاما وإبنتها سلمى 18 عاما ، انهما تعلما قيادة " الإسكوتر" لأنه وسيلة عملية ومريحة للقضاء على الزحام ، ولا يهمنا نظرة الناس أو تعليقاتهم ، المهم أن نصل الي وجهتنا في الوقت المناسب بعيدا عن الزحام والتحرش .

تغير مجتمعي

ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإسكندرية د. إسماعيل سعد ، أن المجتمع المصري حدثت له طفرة تحررية بعد ثورة 25 يناير 2011، وخاصة بعد نجاحه في التخلص من حكم جماعة الإخوان في 30 يونيو 2013، حيث شعر المواطنون بأنهم باتوا أكثر حرية بعد أن تخلصوا من القيود الاجتماعية، ومن ثم اتجهوا للبحث عن حلول غير نمطية للمشاكل التي تواجههم في حياتهم اليومية ، والنساء تحديدا أصبحن يفكرن بشكل أكثر تطوراً في أغلب المجالات الحياتية، بعد أن شعرن بقوتهن واستقلاليتهن، بل ومساواتهن مع الرجال بشكل مطلق، لذلك لم يكن غريباً أن تقود الفتاة دراجة نارية أو أن تعمل في المهن التي كانت حكراً على الرجال، وسيتقبل المجتمع هذه التغيرات إن عاجلاً أو آجلاً، فعقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء.

وأكد أن المشكلات التي تواجه المجتمعات المزدحمة، مثل مصر، لها تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية، فالازدحام والتكدس مثلما يخلقان حالة من الكبت وانتشار العنف فإنهما أيضاً يخلقان رغبة في إيجاد حلول سريعة للتحايل على تلك الظروف، وذلك ما يحدث مع "فتيات الإسكوتر والدراجات النارية".

    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2