بهاء زيتون يكتب: إدمان «الموبايل»!
لم أتصور أن يصبح «الموبايل» متحكمًا ومسيطرًا على كل حياتنا وسلوكياتنا بهذا الشكل المخيف بين جميع المراحل العمرية دون استثناء، بدءًا من الطفل فى الحضانة وحتى الكهل الكبير.. ليقلب حياتنا رأسًا على عقب حيث وصل الأمر أن البعض منا أصبح يمتلك «موبايلين» وثلاثة بخطوط متعددة رغم ارتفاع قيمة الفواتير وأسعار كروت الشحن يضعونهم فى جيوبهم وكأنهم سنترال متنقل.. الأمر الذى يشعرنى بأنهم يعملون فى البورصة ويتابعون أخبار صعود وهبوط الأسهم، حيث وصل الأمر إلى
أنه لا يمكن الاستغناء عن «الموبايل»
ولو لحظة واحدة.. فقد وصل بنا الأمر إلى حد «إدمان الموبايل».
فقد تحول «الموبايل» بين أيدى الكثيرين من أداة نافعة إلى شيء مضر ومضيع للوقت.. فلا تمشى فى شارع أو تذهب لأى مكان إلا وتجد الكل مشغولا بتليفونه المحمول يقلب على «الفيس» و«الواتس» و«الماسينجر» ويرسل «لايكات» غير عابئ بما يجرى حوله وكأنه فى عالم آخر.. ليس لديه وقت حتى أن يرد عليك أو حتى يستمع لكلامك وحتى الموظفين داخل المصالح الحكومية أصبحوا هم الآخرين مشغولين بالمحمول أثناء فترة العمل وتفرغوا للتقليب على «الفيس والواتس» وإرسال «لايكات» وبلاها مصالح المواطنين.
فقد وصل الأمر إلى أن أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت أصبحوا مشغولين «بموبايلاتهم» ولا يتكلمون أو يتواصلون مع بعضهم البعض.. وهذا هو الخطر.. فقد وصلنا فى مصر إلى مرحلة الإدمان فى استخدام «الموبايل».. وتركنا أنفسنا لمواقع التواصل الاجتماعى تتحكم فى أفعالنا وسلوكياتنا بما تحمله من شائعات مغرضة وأخبار كاذبة.. واستخدمناه فى الشتائم والسباب بعضنا البعض.
الواقع أنها ظاهرة تستحق الدراسة من خبراء الاجتماع ليجدوا لنا الأسباب والعلاج قبل أن يتحول الأمر إلى ظاهرة مرضية.. وهذا لا يعنى أننا نقلل من أهمية «الموبايل» ولكننا نطالب باستخدامه بالشكل الصحى والمفيد.