إبراهيم رضوان يكتب : أطباء .. ولكن. !
لم أكن أتخيل كل ردود الأفعال هذه على مقالي السابق الذي ذكرت فيه ما فعله طبيب الصدر الشهير في محطة الرمل من رفع تسعيرة الكشف على المرضى في ظل جائحة كورونا ، وفي الحقيقة أنا لا أعرفه ، ولم أقابله ، ولكني سمعت شكوى المرضى المترددين عليه وأنا أجلس على المقهي المجاور لعيادته ، وللأسف كل الذين ردوا ورددوا مآثر الطبيب الشهير زملاء أطباء له ، وكأن المرضى لا حق لهم ولا مدافع عنهم ..
أنا لا أقصد الحديث هنا عن هذا الطبيب بالذات الذي وصفه الجميع بـ "المحترم" ، ولكني أقصد الحديث عن حالة من السعار أصابت كثير من الأطباء ، فأصبح لا هم لهم سوى تفتيش جيوب المرضى ، وجمع المال في أواخر عمرهم ، بدون مراعاة لحالة المرضى الفقراء الذين يفدون عليه يوميا ..
لماذا ينسى هؤلاء الأطباء أنهم تعلموا مجانا ، وفي منشآت بنتها أموال دافعي الضرائب من فقراء هذا الوطن ، وتدربوا على المرضى مجانا ، لماذا يتناسون هذا كله ، ويصبح كل همهم ذبح المرضى ، حتى أن كثير منهم يتحالفون مع معامل تحاليل معينه ، ومراكز أشعة محددة ، ليكون لهم قسمة ونصيبا فيما يدفعه هؤلاء المساكين ..
والله أعرف طبيب قلب شهير وأحد ملاك لأغلى مركز لعلاجات القلب بالأسكندرية يرفض حتى التحدث في تخفيض مجرد تخفيض فاتورة العلاج ، وكأنه يحيى الموتى ، وأعرف طبيب جراحة في مستشفى بمجرم بك يضع الحصيلة اليومية من العمليات في حزام مخصوص يلفه حول خصره حتى لا يتعرض للسرقة ، وطبيب ثالث يضع أموال المرضى داخل شوال بطاطس ، ومع هذا أعرف أطباء ولاد ناس ، فمثلا أتذكر أن طبيب شهير في جراحات المخ مثل ناجي علواني أجبرته ذات يوم أن يفتح عيادته يوم العيد للكشف على مريضة فقيرة ويجري لها جراحة خطيرة مجانا ..
ما أود أن أقوله ، يجب أن يكون هؤلاء قدوة لشباب الأطباء ، فلو كان شيوخهم هكذا ، فماذا يفعل الشباب ، وأشيد مجددا بمواقف أطباء مستشفيات العزل الذين يواجهون الموت يوميا بشجاعة وبسالة مجانا ، وكل همهم أن ينقذوا حياة الناس من هذا الوباء .. يا ناس والله الكفن بلا جيوب ، وماكان ربك نسيا .
** رسائل :
- رئيس جامعة الإسكندرية د. عبد العزيز قنصوة : لماذا هذا التعامل الفوقي والسئ مع الموظفين من أصحاب الحالات المرضية المزمنة والذين يستحقون إجازات إستثنائية ، قل لي بالله عليك ما معنى أن يكون موظف عامل عملية قلب مفتوح ولا يحصل على إجازة إستثنائية لأن قلبه يعمل بكفاءة 50 بالمائة ، والشرط الأساسي أن يكون أقل من هذا ، وما معنى أن يرفض طلب موظفة مصابة بالسرطان لأن مرضها ليس في مكان خطير ، ما هذا الهراء ، هل هكذا تعاملون الزملاء من موظفي الجامعة المبتلين بالأمراض المزمنة ، أتذكر أنني ذات يوم وجدت الدكتور عصام سالم - أحد رؤساء الجامعة منذ 20 سنة – وجدته مهموما ، فقال لي : أنا في صراع لرفع شهور نهاية الخدمة للموظفين الي 75 شهر ، هكذا يكون القائد ، يرأف بحال من يعمل معه ، قل لي بالله عليك ما معنى أن يخرج وكيل أحدى الكليات النظرية ليصرخ في الموظفين قائلا : أن تموتوا على مكاتبكم بالكوورنا خير لكم من الموت في بيوتكم .. هل هذا كلام مسئول .. يا ناس أرحموا من في الأرض .. ستسئلون يوما ..
- محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف : الفوضى في محطة مصر أقل ما يقال عنها أنها عيب أن تحدث في الإسكندرية ، إنها تمثل اللادولة ، لا يمكن أن نبنى كل هذه الصروح في بلادنا ثم نجد كل هذه الفوضى والقبح .. إفعل شئيا ..
- شرطة المرافق في الإسكندرية .. صح النوم .. حتى الأرصفة تمت سرقتها ..
- وكيل وزارة الصحة الجديد بالإسكندرية د. سعيد السقعان : أمامك مسئوليات جسام ، إما أن تواجهها بشجاعة وإلا الرحيل سيكون مصيرك أهمها الإهتمام بمستشفيات العزل ، توفير الأجهزة الطبية في مستشفيات الصحة ، البحث عن مقر بديل لأن الموجود به مكتبك حاليا متداعي وسينهار قريبا ..