مهنى أنور يكتب: الشرطة المصرية وملحمة نضال مستمرة

غير مصنف24-1-2021 | 14:04

يأتى غدًا الإثنين 25 يناير عيدًا للشرطة المصرية حيث تحتفل مصر كلها بالذكرى التاسعة والستين لمعركة الإسماعيلية التى جسدت كفاح الشرطة المصرية وبطولاتها ضد الاستعمار الإنجليزى، فقد كانت هذه المعركة الباسلة تمهيدًا لثورة يوليو 1952 وإرهاصًا قويًا لهذه الثورة التى قادها الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأيدها الشعب المصرى بكل فئاته.. هذه الملحمة التاريخية لنضال الشرطة المصرية مستمرة حتى وقتنا هذا، فهى تقدم الكثير من الشهداء والأبطال فى شمال ووسط سيناء وغيرها حيث يقوم رجال الشرطة مع أبطال جيشنا الباسل بمكافحة الإرهاب، وقد نجحت مصر بالفعل لتعود الحياة فى شمال سيناء إلى طبيعتها. هذه الملحمة التى سطرها رجال الشرطة المصرية فى 25 يناير 1952 فى معركة الإسماعيلية وضربوا أروع الأمثلة فى الدفاع عن شرف الوطن بالروح والنفس بعد أن احتل الإنجليز مدينة الإسماعيلية وسيطروا على قاعدة قناة السويس وبدأ الفدائيون يواجهون قوات الاحتلال. حاصرت القوات البريطانية المدججة بكل الأسلحة الثقيلة من مدرعات ودبابات ومصفحات ومدافع ورشاشات مبنى الحكمدارية (مدينة الأمن) حاليًا ومبنى بلوكات النظام (قوات الأمن) بأكثر من 7 آلاف ضابط وجندى إنجليزى وكان عدد رجال الشرطة المصرية 880 ضابطًا وجنديًا مسلحين بالأسلحة الخفيفة حيث واجهوا هذا العدد الكبير من قوات الاحتلال والذين طلبوا منهم تسليم أنفسهم وأسلحتهم وقد تحدى رجال الشرطة المصريون الإنذار البريطانى ورفضوا التسليم وقاموا بالدفاع عن شرف الشرطة المصرية وقد أيد فؤاد سراج الدين وزير الداخلية موقفهم وطلب منهم عدم الاستسلام للإنجليز واستمر الحصار ما يقرب من 10 ساعات كاملة من منتصف ليل الخميس إلى صباح الجمعة 25 يناير 1952 حيث تبادلوا معهم إطلاق النيران حتى نفذت ذخيرتهم وسقط من رجال الشرطة المصرية 50 شهيدًا و80 جريحًا ومصابًا من الضباط والجنود الأبطال، فقد كانت معركة غير متكافئة من حيث العِدد والأسلحة والمعدات وبعد نفاذ الذخيرة رفضوا الاستسلام أيضا مما جعل القائد الإنجليزى ينحنى لهم ويؤدى التحية العسكرية احترامًا وإجلالاً لدفاعهم المستميت أمام القائدين اللواء أحمد رائف واليوزباشى مصطفى رفعت قائدى المعركة لشجاعتهما واستبسال رجال الشرطة المصرية وتعبيرًا عن انتصارهم فى هذه الملحمة الوطنية من النضال بعد أن تكبد الإنجليز من الضحايا 13 ضابطًا و12 جريحًا من الضباط والجنود. لقد كانت هذه الملحمة الوطنية التى سطرت بطولات رجال الشرطة إرهاصًا أساسيًا وشرارة لثورة يوليو 1952 فبعد حريق القاهرة جاءت ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر ورفاقه من تنظيم الضباط الأحرار ليخرج الشعب مؤيدًا هذه الثورة التى قادها ويلتحم الشعب مع جيشه وشرطته ويحدث الجلاء فى 1954 من آخر قاعدة بريطانية فى مدن القناة. وفى حرب أكتوبر 1973 التى تحقق فيها النصر العظيم لجيشنا الباسل كانت الشرطة المصرية تقوم بتأمين الجبهة الداخلية وتحمى الشعب فى الداخل لتؤدى رسالتها فى حماية وتأمين الجبهة الداخلية وتتحطم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر ويتم تدمير خط بارليف بعد العبور العظيم وتقف الشرطة والشعب خلف الجيش البطل الذى حقق النصر. وتستمر تضحيات أبطال الشرطة المصرية طوال سنوات الثمانينيات والتسعينيات فى مكافحة تنظيمات التطرف والإرهاب إلى أن جاءت أحداث 28 يناير 2011 ويتم اقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة على أيدى الخونة والإرهابيين وجماعة الإخوان وأتباعهم من قيادات حماس وحزب الله ليدفع رجال الشرطة شهداء جدد وتستمر مسيرة العطاء والتضحيات وتزداد العمليات الإرهابية بعد وصول الإخوان الإرهابيين للحكم وقيام ثورة 30 يونيو 2013 الشعبية التى وقف جيشنا العظيم وأيد مطالب الشعب وتمت إزاحة حُكم الإخوان ليقدم أبطال الشرطة مع أبطال قواتنا المسلحة الباسلة تضحيات ويقع منهم شهداء حيث قدم رجال الشرطة منذ يناير 2011 وحتى الآن أكثر من 1600 شهيدًا من رجال الشرطة وأكثر من 21 ألف مصاب وجريح من هؤلاء الأبطال فداء للوطن ولا زال هؤلاء الأبطال يؤدون رسالتهم فى شمال ووسط سيناء بكل بسالة وشجاعة مع رجال وأبطال جيشنا الباسل لتطهير كل شبر من سيناء من هؤلاء الإرهابيين والخونة. كل التحية فى هذا اليوم لكل رجل شرطة حيث تأتى ذكراه التاسعة والستين وقد احتفلت مصر كلها قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة الوطنية، كما تحتفل كل عام، لأن عيد الشرطة هو عيد لكل المصريين فهذه المناسبة الوطنية يكرم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي أسر الشهداء وأبطال الشرطة المتميزين من الضباط والأفراد والجنود. كل عام والشرطة المصرية تنتصر برجالها الأبطال الذين يحققون البطولات ويكافحون مع أبطال جيشنا الباسل الذى يحمى حدودنا على كل الجبهات وفى كل المجالات ويحمى أمننا القومى لتحيا مصر مرفوعة الرأس بجيشها العظيم وشرطتها الوطنية وشعبها الوفى.. كل سنة ورجال الشرطة ينتصرون فى معاركهم الأمنية فهذا عيد لكل المصريين.
    أضف تعليق