ملامح مشروع الدستور الليبي الجديد تنطلق من مصر
ملامح مشروع الدستور الليبي الجديد تنطلق من مصر
دار المعارف - حسام أبو العلا
في خطوة جديدة تؤكد استمرار الدعم المصري للقضية الليبية والسعي نحو المسارات السلمية من أجل وقف الاقتتال وعودة أمن واستقرار ليبيا، توصل المشاركون في أعمال اللقاء الثاني للجنة الدستورية الليبية الذي أقيم في مدينة الغردقة إلى اتفاق كامل بشأن مشروع الدستور الليبي.
وافقت جميع الأطراف المشاركة فى اللقاء الذي ترعاه الأمم المتحدة والحكومة المصرية على إجراء الاستفتاء على الدستور المعد من جانب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور.
وأكد المشاركون على إجراء الاستفتاء مع تعديل المادة السادسة باعتماد نظام الدوائر الثلاث بنظام 50+1 وإلغاء المادة السابعة منه وتحصين المراكز القانونية التي ستنتج عن هذا الاستفتاء وذلك من خلال إيقاف نظر الطعون المتعلقة بقانون الاستفتاء وقانونية إصدار مشروع الدستور والتعديل العاشر للإعلان الدستوري الصادر فى نوفمبر من العام 2018.
دعم مصر
وقال رئيس اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا، اللواء أيمن بديع، إن مصر تتعهد بتقديم كافة الدعم والإمكانيات من أجل إنهاء الأزمة الليبية. وأشاد بمواقف الأطراف الليبية التي حضرت إلى مدينة الغردقة خصوصا رغبتهم فى إنهاء الأزمة التي تعاني منها البلد الشقيق.
وأكد رئيس اللجنة المصرية خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماع المسار الدستوري بمدينة الغردقة، على أهمية نبذ الخلافات بين الأطراف الليبية واستغلال هذه الفرصة التاريخية للتوافق على قاعدة دستورية ليبية موحدة تتيح إجراء الانتخابات الوطنية الليبية فى 24 ديسمبر المقبل لإنهاء الأزمة الليبية. وقدم رئيس وفد مجلس النواب الليبي د.إسماعيل الشريف، الشكر والتقدير لمصر قيادة وحكومةً وشعبا على دعمهم للشعب الليبي ثم اختتم الكلمات بكلمة لرئيس وفد المجلس الأعلى للدولة .
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق إن المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز أكدت فى كلمتها عبر الاتصال المرئي على جهود البعثة الأممية وأهمية المسار الدستوري.
وأثنت المبعوثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني وليامز على الجهود المصرية لحلحلة الأزمة الليبية وحرص القيادة المصرية على استقرار ليبيا، مشيدة باتفاق وفدي البرلمان ومجلس الدولة فى الغردقة على الترتيبات الدستورية فى المرحلة القادمة، نظراً لأهمية ذلك وارتباطه بمُخرجات المسارات الأخرى.
وأكدت وليامز دعمها المُستمِر للحوار البناء بين المجلسين، مضيفة أنها تترقب نتائج هذا الحوار فى ختام مهلة الستين يوما وفقاً للمادة الرابعة من خارطة الطريق، متمنية أن يسفر عن نتائج إيجابية تساعد فى المضي قدما بهدف تحقيق الاستقرار ودعم نتائج ملتقى الحوار السياسي الليبي.
ووصفت عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي نادية عمران، اتفاقات أعضاء اللجنة الدستورية بأنها تطور إيجابي.
وأكدت على أهمية احترام المسار التأسيسي والتعويل على الإرادة الشعبية بضرورة طرح مشروع الدستور الذي أصدرته هيئة منتخبة من الشعب الليبي على الاستفتاء.
ترحيب الجامعة
ومن جانبها، رحبت جامعة الدول العربية، بالتقدم المهم فى إطار ملتقى الحوار السياسي الليبي فى اتجاه تنفيذ الخطوات والاستحقاقات التي تم الاتفاق عليها فى خارطة الطريق التي أقرها الملتقى فى نوفمبر الماضي لتسوية الأزمة الليبية.
وأشاد مصدر مسئول بالأمانة العامة، بما أعلنت عنه بعثة الدعم الأممية فى ليبيا بخصوص اعتماد أعضاء الملتقى آلية اختيار السلطة التنفيذية للفترة التمهيدية المقبلة، ودعا الأطراف الليبية إلى الاستمرار فى هذا الجهد المهم والتحلي بالروح الوطنية فى سبيل الاتفاق على بقية الخطوات التنفيذية المطلوبة لتسوية الأزمة على كافة مساراتها المختلفة.
قادة الميليشيات
من جانب آخر، أثار قرار رئيس حكومة الوفاق التي تسيطر على العاصمة طرابلس فايز السراج بتعيين قادة الميليشيات المسلحة على رأس جهاز أمني أسماه «دعم الاستقرار» غضبا واسعا بين الأوساط السياسية الليبية.
وقال الدبلوماسي الليبي رمضان البحباح: هذه القرارات تعكس العقلية الإجرامية للسراج وأعوانه وليست مستغربة فما تشهده الليبية منذ الفوضى التي أسقطت الدولة هي أعمال تخريبية ممنهجة وبإشراف دولي لتتحول ليبيا إلى ساحة للإجرام الدولي بغرض تفتيتها وقتل وتهجير شعبها.
وأضاف البحباح : المجتمع الدولي حول ليبيا إلى حلبة صراع، ومن دولة ذات سيادة تحظى باحترام العالم إلى وكر للمجرمين، متسائلا: هل يتصور عاقل بأن هناك نية للدول التي تتنافس على نهب خيراتنا لإعادة الاستقرار لليبيا.
تعيين إرهابيين
كان السراج قد عين المتطرف عبد الغني الككلي الشهير بـ «غنيوة»، رئيسا لجهاز أمني اسماه» دعم الاستقرار»، علما بأن «غنيوة»، أحد أبرز أمراء الحرب بطرابلس ويرأس ميليشيا» الدعم المركزي أبوسليم «كما عين كلا من: أيوب أمين
أبو راس، حسن محمد حسن أبو زريبة، وموسى
أبو القاسم موسى مسموس»، فى مناصب النواب وهم قادة لميليشيات مسلحة متورطون فى قتل المدنيين وتعذيب الشباب والمعارضين لجماعة الإخوان الإرهابية.