أحمد عاطف يكتب: مونيكا ضحية جروبات الفيس بوك

أحمد عاطف يكتب: مونيكا ضحية جروبات الفيس بوكأحمد عاطف يكتب: مونيكا ضحية جروبات الفيس بوك

*سلايد رئيسى28-8-2017 | 14:27

لم تعد الإجتماعات الأسرية في الوقت الحالي ترسم نفس الإطار الحميمي لـ "لمتنا "الحلوة ، باتت إنفصالية وليست تكاملية وتفاعلية مثلما كان في الماضي، حين كانت العائلات تجتمع في الأعياد والمناسبات والعطلات، يتجاذب أفرادها أطراف الحديث لينهل الصغار من خبرات الكبار علما وخبرة تبني شخصيتهم وتصحح مساراتهم الفكرية وتدفعهم دفعا نحو الرصانة والإعتدال . أصبحت التكنولوجيا تقوم بدور رأس الحكمة بديلا عن أهل الخبرة ، لتنتج لنا مواقع التواصل الإجتماعي شبابا شاذا في أفكاره معوجا في ردود أفعاله، ومتقوقعا، أسيرا للتواصل الصامت والمدمر أحيانا . ومن ضمن حلقات الفشل المتصلة المنفصلة لمسلسل ضياع الشباب داخل متاهة مواقع التواصل الإجتماعي ، قصة "مونيكا صدقي " طالبة كلية الصيدلة جامعة القاهرة والتي تنتمي لإحدى محافظات الصعيد ،وذلك عندما نشرت الفتاة فيديو لها علي أحد مواقع التواصل تحاول من خلالة تبرير موقفها ، حيث إستغل أحد الأشخاص صورها العارية قليلا والتي كانت قد نشرتها علي موقع " إنستجرام" . وبررت ذلك بأنها كانت تعمل منذ فترة كعارضة أزياء ، وقام ذلك الشخص معدوم الضمير بنشر تلك الصور علي نطاق واسع . بل وقام بعمل حساب مزيف علي " الفيس بوك بإسم سلمي ، واشترك بأحد الجروبات ويسمي " كيف تشقطين ذكرا " وعلق علي الصور بأن صاحبتها أي مونيكا تستغلها في الإيقاع بالرجال ، وصلت تلك الصور لأصدقائها عن طريق تداولها من حساب لآخر ثم لأهلها بالصعيد وبعض الدول العربية وانقلبت الدنيا فوق رأسها وأنهارت سمعتها ، ليتعاطف معها بعض أصدقائها ممن يعرفونها جيدا وبدأوا في شرح موقفها والظلم الذي تعرضت له من شخص مختل . وبالرغم من تعاطفي مع " مونيكا " ورفضي التام لتلك الطريقة الشاذة والبغيضة من هذا الشخص الموتور الذي شهّر بها ، إلا أنني أجد أيضا أن ثمة بعض المسؤلية المشتركة بين مونيكا وأولئك الذين قاموا بإعادة نشر " تشيير " تلك الصور والتعليقات غير اللائقة دون وعي أو تمييز ، والتي لا تمت للحقيقة بصلة حسب رواية وتأكيد صاحبتها ، فمونيكا نفسها لم تراعي تباين واختلاف المجتمع الذي تعيش فية وتعدد ثقافاتة ، فبطريقة أو بأخري كان عليها عدم نشر تلك الصور ، ومشتركي تلك المواقع " الإنفصالية الإتصالية " لاسيما الشباب يجب عليهم أن يدركوا قيمة الأسرة والجيل القديم ، وأن يخصصوا بعض من وقتهم للتعلم منهم والإستفادة من خبراتهم والإندماج معهم ، فهم حتي وإن كانوا " دقة قديمة " كما يطلقون عليهم  إلا أن تلك " الدقة " هي خلاصة الأصالة والوعي والثقافة وإحترام الآخر . بدلا من تضييع كل الوقت تنقلا بين مواقع جامدة لن تفيد أكثر مما تضر .
أضف تعليق