حسام عبد القادر يكتب: السفر وسنينه (9) شقة ومرتب لكل مهاجر!

غير مصنف25-1-2021 | 20:57

هل تعلم أن الحكومة الكندية تعطي لكل مهاجر مجرد أن ينزل من المطار شقة مفروشة ومجهزة ومرتب شهري ثابت، لكي يبدأ حياته؟ وهل تعلم أن استراليا أيضا توفر شقة لكل مهاجر يصل إليها وبها حجرة لكل طفل، ومرتب له ولكل طفل من أطفاله؟ هل تعلم أن كل دول المهجر تبحث عن المهاجرين وتقدم لهم أراضي مجانا عليها بيوت مجهزة؟ هل تعلم أن كل ما سبق كذب وتضليل؟ وأنك لو صدقت فاعرف أنك صيد سهل للنصب عليك. هناك قصص نجاح رائعة لشباب سافروا ونجحوا نجاحا كبيرا، وهناك شباب آخرون سافروا وفشلوا، ولكن ما الفرق؟ تأكد أن أي شاب ناجح في بلده ومتميز، يستطيع أن ينجح في أي مكان، وأن الفاشل والمتواكل أيضا سيفشل خارج بلده، هي معادلة واضحة وبسيطة جدا، الاجتهاد والتعب والمثابرة لابد أن تكون نتيجتهم النجاح، والعكس صحيح. لا تبحث إذن عن العناوين البراقة التي تخدع قارئها وترميه إلى التهلكة دون أن يدري، ويظن أنه سوف يذهب إلى الجنة حيث كل شيء مباح وسهل، وعندما تقرأ قصص النجاح لا تقرأ نهاية القصة فقط، بل اقرأ القصة من البداية وتفاصيلها والمشقة والمتاعب التي تحملها البطل. ويحضرني مشهد مهم جدا في فيلم "الرهينة" بطولة أحمد عز، والذي قام بدور الشاب مصطفى الذي كان كل طموحه السفر ليكون مستقبله، وكان يعرف عن عماد جاره وابن منطقته، والذي قام بدوره باقتدار محمد شرف الله يرحمه، أنه سافر وأصبح غنيا وميسور الحال، ولذلك قرر أن يسافر إليه ويعمل عنده ويصبح غنيا مثله. وبعيدا عن قصة اختطاف العالم المصري بالفيلم، إلا أن مصطفى يفاجأ بأن عماد يعيش في شقة مكدسة بالشباب ومعظمهم ليس معه إقامة، ويقيم بشكل غير شرعي، وأنهم يكادون يجدون لقمة العيش وسط مطاردة من البوليس بسبب عدم وجود إقامة وأوراق صحيحة، وعندما سأله لماذا تكذب؟ رد عليه أنه يريد أن يطمئن والدته. هذا حال شباب مصري كثير جدا مع الأسف في الخارج، هو سافر ورمى نفسه وظن أنه سيجد من يلتقطه ويأخذه بالأحضان ويعطيه السكن والمرتب والسيارة وغيرها، ورغم أننا في 2021 وفي قمة التكنولوجيا التي تتيح المعلومات بكل سهولة إلا أن المعرفة وسط هذا الكم من المعلومات قليلة مع الأسف والخداع سهل جدا. صحيح أن هذه الدول تبحث عن مهاجرين وتفتح باب الهجرة، ولكن هناك شروط للهجرة لابد من توافرها، تحدثت عن بعضها في مقالات سابقة، وحتى عند توفر الشروط لن تجدهم فاتحين لك ذراعيهم ويأخذونك بالأحضان في المطار لأنك وافقت أن تهاجر إليهم، ولكن أعرف بعد أن تصل أن رحلتك قد بدأت، وأنك بدأت قصتك التي إما أن تنتهي بالنجاح أو لا سمح الله بالفشل. السفر مشروع يجب أن يكون له دراسة جدوى، تدرس بها جميع النقاط السلبية قبل الإيجابية، تتعرف على المخاطر المحتملة، وآلية مواجهتها، تدرس بها التجارب السابقة، تقوم باستقصاء عن كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، وليس مجرد تذكرة سفر تأخذها وتذهب إلى المطار. ونلتقي في المقال القادم.
    أضف تعليق