يحيى هاشم يكتب: كلمة السر .. القرية المصرية

غير مصنف30-1-2021 | 18:46

يعيش أهل مصر كلها طفرة كبيرة في البناء و التنمية و تحقيق الاستدامة في كل الموارد التي منحها الله لنا على أرض مصر الحبيبة و لا سيما انطلاق المبادرة الرئاسية العملاقة لمشروع مصر القومي  لتنمية قرى مصر و الذي سيشمل ما يزيد عن أربعة آلاف و خمسمائة  قرية  و يستفيد منها ما يقرب من خمسين مليون مواطن ثم تنطلق لتغطي قرى مصر المحروسة و ذلك لأن القيادة السياسية الحكيمة تدرك ان كلمة السر لصناعة المستقبل هي القرية المصرية  .
و قبل ان نستعرض أهمية هذه المبادرة المجتمعية التي سوف تغير شكل القرية المصرية و بالتالي ستغير شكل  الريف في مصر بل ستغير شكل الحياة على أرض مصر كلها علينا أن نستعرض الصورة الحالية للقرية المصرية  و نرصد معاناتها حتى ندرك مدى الاهمية الكبرى لهذه المبادرة التي انتظرها سكان الريف لسنوات طويلة حتى تحققت الآن على أرض الواقع .
و بما أنني أحد ابناء قرى الريف المصري حيث أنتمي لقرية انشاص الرمل مركز بلبيس محافظة الشرقية و افتخر بأني من أبناء الريف المصري فسوف أغوص معكم في اعماق القرى المصرية لنرصد ما بها من احتياجات أساسية مهمة لكي تتحقق جودة الحياة الكريمة لأهل الريف في مصر فسوف نجد أن هناك قرى لا يوجد بها خدمات صرف صحي و ان وجد في بعضها فهو لم يستكمل ليشمل القرية كلها و كذلك عدم وجود وحدات صحية و مستوصفات علاجية في كل القرى لكي تقدم الخدمات الطبية الاولية و الضرورية التي تساعد في انقاذ حياة الناس بالاضافة الى احتياج كافة المنشئات التعليمية في القرى الى رفع الكفاءة لكي تتمكن من تحقيق مستوى لائق من التعليم لاولادنا في الريف المصري و تعاني هذه القرى ايضا من نقص شديد في وحدات الغسيل الكلوي مما يدفع المرضى للسفر مسافات طويلة للوصول الى اقرب مركز غسيل كلوي علما بان مريض الفشل الكلوي يذهب الى وحدة الغسيل الكلوي ثلاث مرات اسبوعيا طول العمر لكي يظل على قيد الحياة .
و تفتقد القرى الى مراكز شباب كاملة التجهيز بمعنى ان مراكز الشباب الموجودة بها ملعب لكرة القدم الخماسية ان وجد دون الاهتمام بأستكمال كافة الادوات و المعدات التي تحقق من مركز الشباب مكان رياضي يحقق استقطاب اكبر عدد ممكن من الشباب لممارسة شتى انواع الرياضة لكي يفيدوا أنفسهم على المستوى الشخصي و يقضون وقت فراغ مثمر .
و نحتاج في القرى المصرية ايضا الى قصور ثقافة تفجر المواهب الكامنة في اولادنا بالريف و تستوعب المواهب الموجودة بالفعل لكي نحول هذه المواهب من الهواية الى الاحتراف لكي تكون مصدر في احيان كثيرة لتوليد الدخل و تحسين نوعية الحياة لأصحابها .
و نحتاج في القرى المصرية الى مواصلات داخلية للانتقال الداخلي في القرية الواحدة او بين القرى يكون لآئقا بأهلنا في اللايف عن الوسائل الموجودة الان من سيارات نقل البضائع التي يركبها سكان الريف في الانتقال الداخلي بالاضافة الى احتياج اهلنا في الريف الى طرق ممهدة بالاسفلت تعينهم على الحركة بسهولة في القرية و خاصة في اوقات الشتاء و الامطار الغزيرة التي تجعل الحركة في القرية شبه مستحيلة .
و يمكننا ان نستفيد من عناصر القوة الموجودة في كل قرية من موارد طبيعية و بيئية و بشرية  تمكنها من ان تكون قاطرة التنمية بالمشروعات الصغيرة و المتناهية الصغر التي تعتمد على انشطة تجارية تشارك فيها الاسرة كاملة من مشروعات زراعية و مشروعات الثروة الحيوانية و الثروة الداجنة و صناعات الالبان و مناحل عسل النحل و غيرها من الانشطة التي يمكن من خلالها أن نغير شكل الحياة الاجتماعية الاقتصادية في الريف المصري .
ان كلمة السر فعلا في بناء المستقبل هي القرية المصرية من خلال مشروع مصر القومي لتنمية و تطوير قرى مصر الذي سيغير شكل الريف في مصر مما سينعكس على شكل الهجرة الداخلية من الريف الى الحضر ليكون الريف أكثر جاذبية للحياة من الحضر حتى نتمكن من استخراج الكنوز المصرية الطبيعية الكامنة في القرية المصرية .
يجب على كل مواطن مصري مخلص لهذا الوطن و عاشق لتراب مصر أن يدعم هذا المشروع القومي الانساني الذي انتظرناه طويلا و ها هو ذا أصبح بين أيدينا لكي نحقق احلامنا في تغيير شكل القرية المصرية بما ينعكس بشكل ايجابي على مستقبل كل المصريين لكي تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر .
    أضف تعليق

    رسائل الرئيس للمصريين

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2