لعب كل من الإعلام والتعليم دورا مهما فى ظل جائحة كورونا، فهناك أبطال على الشاشات وخلف الميكرفونات، وأصحاب أقلام قاموا بدور بطولى فى التوعية والتحذير بخطورة هذا الفيروس الفتاك.
وقدم الإعلام بكفاءة المحترفين النصح والإرشاد وتابع ويتابع على مدار الساعة كل المستجدات، وهناك أبطال من نجوم الإعلام نالهم المرض.
كما كان التعليم حاضرا فى المشهد وبقوة من خلال الاستعدادات المبكرة التى رفعتها الدولة المصرية فى القطاعات كافة ومنها قطاع التعليم الذى يخدم ما يقرب من 25 مليون طالب فى التعليم قبل الجامعى والجامعي، من خلال رقمنة التعليم والاعتماد على امتحانات الـ «أون لاين» والتعليم الهجين، ونظرا لهذا الدور البطولى الذى لعبه الإعلام والتعليم استضافت «مجلة أكتوبر» فى صالونها كل من الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور، ليتحدثا مع أسرة أكتوبر عن جائحة كورونا وكيف نجحا فى خلق حالة وعى رشيدة لدى المواطن البسيط وكيف تصدى لمؤامرات إعلام الخارج الذى استغل الأزمة ليوجه سيل من الهجوم والشائعات عن تعامل الدولة المصرية مع الجائحة، كما تحدث رئيس جامعة دمنهور عن دور الجامعة المجتمعى فى مواجهتها للجائحة وتجربة التعليم عن بعد، ودور المستشفيات الجامعية فى التعامل مع الأزمة وكيف تعاملت الجامعة كمؤسسة بحثية مع كورونا وكيف تعاملت خدميا مع المجتمع من خلال المطهرات والكمامات وغيرها من أساليب الوقاية.. وإلى تفاصيل الندوة.
شارك فى الندوة:
أحمد النومى - رمضان أبو إسماعيل - خالد عبد الحميد
تصوير: رمضان على
فى البداية رحب الأستاذ محمد أمين رئيس التحرير بالضيوف فى صالون أكتوبر من خلال ندوة «الإعلام والتعليم فى مواجهة جائحة كورونا» ولا سيما وأن عنوان الندوة متزامنا مع ما تواجه الدولة من إجراءات مع هذه الجائحة.
وأشار رئيس التحرير إلى أن الإعلام والتعليم لهما دور كبير فى مواجهة جائحة كورونا، فالإعلام استطاع خلق حالة وعى كبيرة لدى المواطن وأيضا التعليم خلق شكلا جديدا للتعلم واستطاعت المؤسسات التعليمية أن تعبر هذه الأزمة وتستكمل العملية التعليمية بنجاح.
وقال الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، إنه سعيد بوجوده فى دار المعارف هذا الصرح الثقافى والصحفى الكبير، وهذه الندوة بالفعل تتوافق مع توجه الدولة فى مواجهة الأزمات وتثبت الدور الحقيقى الذى من المفترض أن تلعبه المؤسسات الصحفية والإعلامية أن تكون كتفًا بكتف مع الدولة.
وأضاف عبيد أن توجه الدولة المصرية هو العمل كفريق واحد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصلحة الوطن وكل ذلك يصب لصالح مصر، وهى مصلحة يكون فيها الاستفادة أعظم والتنفيذ أيسر.
أما الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ فقال: أتفق مع ما ذكره الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور فيما يخص العمل التكاملى بين مؤسسات الدولة ونحن الآن فى حضرة دار المعارف ومجلة أكتوبر والتى تعى الدور المطلوب منها فى هذه المرحلة، وبالتالى يأتى بالنفع على كل أركان الدولة قيادة وشعبا، ونحن الآن نعى ما تمر به الدولة من أزمات، ويجب علينا أن نقوم بالدور المطلوب منا حتى نستطيع تحقيق الرسالة المطلوبة وهى رفع درجة الوعى لدى المصريين من خلال المثلث التعليمي، الممثل فى الجامعة بأساتذتها أو الكتاب المدرسى أو الكتاب الجامعي، وكيفية استيعابه إلكترونيا فى عهد تحول سريع وإجباري، ويجب علينا جميعا أن نكون ملمين بكل النواحى الجديدة لنواكب التطور السريع الذى يحدث فى العالم من حولنا.
وأرى أن ولى الأمر يبذل كل غال ونفيس ليرى ابنه أفضل منه، وأعتبر أن مصر هى ولى أمرنا جميعا وهى تحب أن ترى أولادها فى المؤسسات كافة أفضل الأشخاص لتباهى بهم العالم لأن العنصر البشرى إذا تم إعداده بشكل جيد كان قادرا على بناء حضارة، ونحن لدينا رصيد قديم من الممكن أن نستحضر منه أو نستعيد منه بعض هذه النواحى الموجودة، ولدينا تاريخ فرعونى قديم وأيضا إسلامى وقبطى قديم، وكفاح للمصريين عبر العصور، وتصدى فورى لكل الهجمات الشرسة بدءا من المغول والتتار، وكل من حاول أن يقترب من الدولة المصرية وشعبها، أو يهدم تاريخها لم يستطع، فدائما تبقى مصر بكافة مؤسساتها ولحمتها هى سيدة الموقف والفيصل الوحيد للبرهنة على بقائها كتلة واحدة أرضًا وسماءً وشعبًا.
التعليم عن بعد
فى ظل جائحة كورونا أصبح التعليم عن بعد مصطلح جديد على الشعب المصرى، البعض يرى أنه لم يؤت ثماره والبعض الآخر رأى أنها تجربة استطاعت الدولة من خلالها أن تخرج من المحنة إلى منحة بعد تطبيق هذا النمط الجديد من التعليم، وباعتبارك عضوا بالمجلس الأعلى للجامعات ورئيس جامعة دمنهور كيف تم إدارة عملية التعليم عن بعد وهل سيشهد المستقبل تطورا كبيرا فى هذا النمط من التعليم أم سنعود إلى التعليم التقليدى بعد انتهاء الأزمة؟
- جامعة دمنهور بدأت قبل جائحة كورونا تطبيق نظام التعليم عن بعد لأننا نؤمن باستخدام التكنولوجيا، ولا أنسى مقولة «بيل جيتس» مؤسس مايكروسوفت، فله جملة جميلة جدا وهى يجب أن تأخذ الذكاء الاصطناعى كصديق، وأتفق مع هذه المقولة لأنه من واقع عملى يستطيع الكمبيوتر أن يعمل 600 ألف عملية فى الثانية الواحدة، وإذا أحضرنا سكان العالم كله لعمل هذه العمليات لن يستطيعوا تنفيذها، وبالتعليم الإلكتروني استطعنا أن نشغل الروبوت تحت الماء فى أعماق البحار لإنشاء الكبارى واكتشاف الغاز والبترول، وهذا من الأشياء الرائعة والجميلة وهذا النوع من التعليم موجود منذ فترة طويلة وقبل جائحة كورونا.
فريق عمل
وكيف ترجم نظام التعليم عن بعد إلى واقع بالجامعة؟
- نحن فى جامعة دمنهور عملنا كفريق واحد، حيث نفذنا منذ ما يقرب من 3 سنوات مبادرة التعلم الإلكتروني وقمنا بتدريب 600 عضو من أعضاء التدريس والهيئة المعاونة لأنه كان لدينا 477 عضو هيئة تدريس فقط، لأن الجامعة كانت وليدة النشء، وصدر قرار جمهورى رقم 303 بإنشائها فى 26/10/2010، ولم يكن لدينا أعضاء تدريس كثيرون فأستعنا من الهيئة المعاونة، كما تم تدريب الطلاب لأن الطالب هو المتلقى وقامت شركة ميكروسوفت بتدريبهم فى الجامعة سواء تدريب بشكل تقليدى من خلال محاضرات داخل الجامعة أو «أون لاين»، والحقيقة استجاب الطلاب لذلك لأن معظم الطلاب لديهم «اسمارت فون» وهو بديل لنظام الكمبيوتر، ويعتبرون جيل التكنولوجيا حاليا، وحصل الطلاب على جوائز من هذه الشركات بعد التدريب، وهذا يؤكد أن الطلاب تستجيب بشكل كبير للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
وماذا عن البروتوكولات والاتفاقيات مع الجامعات العالمية؟
- قامت جامعة دمنهور بتوقيع اتفاقية مع جامعة ستانفورد لتدريب 60 عضوا من أعضاء التدريس للتعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد وأصبحوا مدربين إلكترونيين محترفين كما تم الاتفاق مع جامعة بريدج بورت، ومعهد علوم الكمبيوتر وهندسة الآلات والذكاء الاصطناعى، الأمريكي، وتم دعوة رئيس المعهد للحضور إلى الجامعة وتم استضافته لمدة أسبوع.
وقام خلالها هذا العالم الهندى بتفعيل ورش عمل مع أعضاء هيئة التدريس بالهيئة المعاونة والطلاب وفى نهاية الأسبوع تم توقيع اتفاقية للتعاون والتى بموجبها حصل أعضاء من هيئة التدريس بالجامعة على منح تعليمية بجامعة «بريدج بورت» وقمنا بعمل أبحاث مشتركة فى استخدام الكمبيوتر فى التعليم الجامعى وما قبل الجامعى بالاشتراك مع جامعة ستانفورد وقدمنا 7200 بحث دولى فى استخدام الكمبيوتر فى التعليم الجامعى وما قبل الجامعى.
منذ 3 سنوات
ومتى تم تطبيق نظام التعليم عن بعد؟
- أنا مؤمن بالتعليم الإلكتروني ونحن فى الجامعة نعمل منذ فترة طويلة بهذا النظام، وبالفعل تمت اختبارات استطلاعية العام الماضى فى 3 كليات «علوم، صيدلة، طب بيطرى» ونجحت هذه الاستطلاعات وكان أحد تصريحاتى فى مجلس الجامعة قولت فيها بالنص: «الطالب الذى يريد الامتحان إلكترونيا يرسل رسالة من إيميله بأنه يريد الامتحان إلكترونيا، والطالب الذى لا يريد الامتحان إلكترونيا يرسل أيضا رسالة من إيميله أنه يريد الامتحان ورقيا، والرسالة التى يرسلها الطالب من إيميله سواء بالامتحان إلكترونيا أو ورقيا تكون وثيقة أو إقرارا منه باختياره لطريقة الامتحان، «كما يوجد فى الجامعة إيميل جامعى مفعل لكل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
ولم نكتف بالتعليم الإلكتروني مع الطلاب فقط، فى جامعتنا حيث قمنا بتوقيع برتوكول تعاون مع مركز المعلومات واتخاذ القرارات لمجلس الوزراء للإدارة الالكترونية، وبدأت الجامعة تعمل بالإدارة الإلكترونية والذكية وبذلك يتم توفير الوقت والجهد والأحبار وماكينة الطباعة ويكون هناك سرعة فى الدقة والإنجاز.
وأرى أن اتجاه الدولة فى الذكاء الاصطناعى والتعلم عن بعد والتحول الرقمى شيئا رائعا ومكسبا كبيرا على كل المستويات سواء لتوفير الوقت أو الجهد والمال وكذلك الإنجاز والدقة فى العمل.
وبالرغم من أن جائحة كورونا ترتب عليها أضرار صحية واقتصادية، لها أيضا مكاسب مثل التعلم عن بعد، والرقمنة، والسؤال الآن هل الجامعات قادرة على ذلك، أعتقد أنها قادرة وهناك منافسة بين الجامعات المصرية وأيضا بها نجاحات كثيرة وليس جامعة دمنهور فقط والتى أصبحت فى المركز الثانى فى ترتيب الجامعات المصرية.
قرار رائع
كيف رأيت قرار تأجيل الدراسة؟
- قرار الدراسة «أون لاين» لما بعد الإجازة قرار رائع من الدولة المصرية والقيادة السياسية لحرصها على صحة الطلاب والمحافظة عليهم وعدم انتشار العدوى لأن ذلك يعود على الاقتصاد القومى المصرى وصحة المواطنين، وأن يكون لدينا قدرة مؤسسية لتفعيل التعلم عن بعد فهذا نجاح كبير ويوفر الكثير على الدولة وأثني على هذا القرار كما أثني على الجامعات التى كانت مستعدة لتطبيق هذا النظام وأيضا المستشفيات الجامعية قامت بدور كبير ومهم فى التعامل مع هذه الجائحة.
ولا ننسى إشادات منظمة الصحة العالمية بتعامل الدولة المصرية مع الجائحة وهناك قاعدة تقول: «التخطيط المسبق يمنع الأداء الضعيف»، وكانت الدولة لديها هذه الرؤى وخطط قبل الجائحة من وفرة فى المنتجات الغذائية، مثل مزارع السمك والإنتاج الحيوانى ومشروع الصوب الزراعية فى قاعدة محمد نجيب العسكرية.
وماذا عن الدور الخدمى فى مواجهة الجائحة؟
- فى جامعة دمنهور كفكر وتعليم قمنا بمجابهة فيروس كورونا وأنا قمت شخصيا بتدريب الطلاب على كيفية التطهير والتعقيم وتم توفير المطهرات من قبل الجامعة للطلاب وقمنا بتطهير المنشآت، وتطهير وتعقيم القرى نهارا وفى المدينة ليلا برش مواقف السيارات والشوارع ومحطة القطار ووحدة المرور، الأمر الذى يجعلنا قد قمنا ولا نزال بدورنا المجتمعى لخدمة وطننا.
وما الدور البحثى والعلمى فيما يتعلق بالبحوث التطبيقية الذى قامت به الجامعة للمساهمة فى الأزمة بعيدا عن الدور الخدمى؟
- عندما توليت المسئولية كنت أردد عبارة أن «الجامعة خادم للمجتمع» وبالتالى الجامعة التى لا تقوم بالدور الخدمى تصبح جامعة بلا تأثير، وهناك جوائز حصلت عليها الجامعة فيما يتعلق بالأبحاث، وحصلنا على جوائز فى التعلم المدمج فضلا عن حصولنا على جائزتين فى استخدام علوم الكمبيوتر فى تطوير التعليم الجامعى وما قبل الجامعي، وجائزة أخرى عن أفضل طالب باحث مع عدد من الجامعات العالمية.
وفى مؤشرات الجامعات حصلنا على المركز الثالث فى تصنيفات الجامعات، فضلا عن المجهودات والأنشطة التى نعمل عليها.
وفيما يتعلق بمجابهة فيروس كورونا ففى بداية جائحة كورونا أنشأنا غرفة عمليات مركزية وأيضا فرعية وبدأنا فى التوعية بأضرار الفيروس وكيفية حماية نفسك والآخرين من كوفيد-19، والتعريف بالجائحة وكيف تنتقل؟.. وقمنا بتوزيع الطلاب وأعضاء التدريس والعمال والموظفين فى الجامعة جغرافيا على القرى والمراكز المنتمين لها، وأطلقنا حملة «طرق الأبواب» والتى قام بها مجموعة من الطلاب تم تدريبهم على كيفية التوعية من كورونا، ويقومون بتوزيع المطهرات والكمامات بالمجان على المواطنين.
وهذه التوعية نقدمها على هيئة مسابقات، حيث قمنا بمسابقة لأفضل طالب يفوز فى التوعية باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمجابهة كورونا وأيضا مسابقة لأعضاء التدريس والعاملين بالجامعة، وعلى مستوى الكليات لأفضل كلية تفوز بمسابقة التوعية لمواجهة الفيروس.
كما قام الطلاب فى جامعة دمنهور بتوزيع آلاف الملصقات التوعوية بمخاطر كورونا ولصقها على جميع السيارات بالشوارع وعمل فيديوهات ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعى للأطفال وذلك لتوعية كافة المجتمع البحراوى بالفيروس، وذلك للمساهمة فى الحد من انتشاره، ولدينا أيضا أشخاص لديهم القدرة على فن الخطاب بالتوعية وعقدنا ندوات توعية عن بعد، وكان هناك تعاون مع المحافظة فى تطهير الكنائس والمعاهد والمصالح الخدمية بالمحافظة.
الإعلام مهمة وطنية
الإعلام كان له دور كبير فى مواجهة كورونا بصفتك نقيب الإعلامين وعضو مجلس الشيوخ كان هناك حالة من الوعى ساهم الإعلام بشكل كبير فى خلقها، تلك الحالة التى حمت مصر من الإنزلاق إلى سيناريوهات مأساوية، ومع المخاطر التى تعرض لها العديد من الزملاء الإعلامين ومنهم من أصيب جراء عمله، وهو ما يعكس الدور البطولى لهم.. كيف رأيت هذا الدور؟
- فيروس كورونا فرض نفسه على العالم، وأيضا على الدولة المصرية التى تعتبر جزءا من العالم وبناء عليه لا بد أن يقوم كل شخص بدوره حسب موقعه وعمله فى المهمة الوطنية لمواجهة الجائحة المباغتة للعالم أجمع.
ويبقى للإعلام دوره المهم جدا فى مواجهة فيروس كورونا، فأنا اعتبر الإعلام هو المرآة الناقلة لكل ما يدور فى المجتمع من أحداث ولم يتوقف دور الأعلام على هذا الحد ولكن دائما يقدم الحلول للمشكلات وأيضا يستقى تلك الحلول من خبرات لها مركزها العلمى فى كل التخصصات، وهناك ثلاث اتجاهات نتحدث عنهم بالتفصيل:
أولها يتمثل فى أداء الإعلام والإعلاميين فى الوسائل الإعلامية، المرئية والمسموعة الرسمية والخاصة فيما يخص التغطية ونقل الأحداث ولعب دور المرآة فيما يخص أحداث كورونا محليا وعالميا.
وعند تقيم دور الإعلام من خلال المرصد الموجود فى النقابة ومتابعة كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ونرصد فى التقارير اليومية وتفريغات للحلقات سواء كان الإعلام المصرى أو العالمى الذى تناول الجائحة نجد الإعلام لعب دورا مهما فى اتجاهين؛ الاتجاه الأول هو نقل الأحداث بحيادية كما هى سواء كانت فى الداخل المصرى أو المستوى العالمي، والاتجاه الثانى الإعلام لعب دور بارزا من ناحية حملات التوعية والأفضل من ذلك هو استقاء كل الأخبار والمعلومات من مصادرها، وتوثيق الأخبار ببيانات سواء من مجلس الوزراء أو وزارة الصحة والجهات المعنية صاحبة الرأى والقرار، وفيما يخص الحجر المنزلى استطاع أن يوضح كافة الإجراءات التى تخص التعامل مع المستشفيات، ونظام المسحات وتحديث البرتوكولات العلاجية، شهر بعد شهر وفقًا لتحور الفيروس.. كل هذا كان يتابعه الإعلام خطوة بخطوة.
أما النقطة الأخرى فهى تتعلق بعمل الإعلاميين أو العنصر البشرى فى المنظومة الإعلامية وهناك ما يسمى بخطوط الضبط أو قضبان الضبط التى يسير عليها الإعلامى وهو ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى التى نشرت فى الجريدة الرسمية فى ديسمبر 2017 وهى توضح للإعلامى ما له وما عليه من الحقوق والواجبات ولكن يلاحظ فى الآونه الأخيرة تقدم ملحوظ فى الرسالة الإعلامية والقضاء على حالة الفوضى التى ظهرت بعد 2011 وضبط المشهد الإعلامى إعادة المهنة الاعلامية لأصحابها الاعلاميين وأيضا محاربة الكيانات الوهمية ومنتحلى الصفة.
هناك أكثر من محور تتعامل معه النقابة منها؛ ما هو الإعلامى؟ ما هى مهنة الاعلام؟ كيف يتعامل مع تلك الجائحة؟ ما هى المصادر الرسمية التى يستقى منها المعلومات؟ من هم الأشخاص الواجب أن يتم استضافتهم؟ كل هذا يحدث فى مهنة الإعلام لرفع وعى المصريين توافقا مع الرسالة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل يسير فيها بهذا الاتجاه، الأمر الآخر لا بد أن تكون متابعا جيدا ثانية بثانية هذا ما قام به الإعلام فى الفترة الراهنة.
مرصد إعلامى
ذكرت أن النقابة لديها مرصد لتقييم أداء الإعلاميين، فإلى أي مدى هناك رضاء عن الأداء الإعلامى من خلال التقارير التى تخرج من المرصد فى ضبط المشهد، لا سيما مع ترديد البعض خروج بعض الإعلاميين عن الرسالة المنشودة؟
- المرصد الإعلامى يتابع المشهد فى وسائل الإعلام المصرية وأيضا غير المصرية التى تتناول الشأن المصرى، فيما يخص الإعلام الداخلى أو أداء الاعلاميين المصريين ويتعلق الأمر بتطبيق ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى على كل من يمارس المهنة التى تكون خاصة بضوابط المهنة التى تتشعب فى خمس نقاط الإعداد والتقديم والتحليل والإخراج والمراسلة الإعلامية.
والآن شهر بعد شهر، وسنة بعد سنة، يتقلص عدد المخالفات فى الخروج عن النص فى الرسالة الإعلامية، والذى يخرج عن النص، وفقا للمعاير السابقة يتخذ ضده قرار من الجهة القانونية والقرار له شقان إذا كان عضوا فى النقابة فيحول إلى تحقيق ثم مجلس تأديب ابتدائى ثم مجلس تأديب استئنافى.
القانون وفر هذا بشكل لائق للإعلاميين، فى مقر المجلس بتواجد اثنين من القضاة من رئيس مجلس الدولة وثلاثة من القامات والخبرات فى المجال الإعلامى من أعضاء الجمعية العمومية، إذا صدر عليه حكم فى هذا الموضوع أو عقوبة وتم إدانته، ولم يكن له الرضى عن ما صدر ضده، يوجد مجلس التأديب الاستئنافى ويتكون من ثلاث نواب رئيس مجلس الدولة واثنين من قامة الخبرات فى مجال الإعلام من أعضاء الجمعية العمومية، المجلس الاستئنافى إما أن يقر العقوبة أو يرفعها أو يخففها، فله السلطة فى الحكم حسبما يقر قانون 93 لسنة 2016.
قانون محاكمة الإعلاميين لم يحرم أصحاب المهارات الخاصة والإبداعات، إذا كنت طبيبا أو محاميا أو دكتورا أو أستاذ جامعة أو لاعب كرة، من الممكن أن تقدم تلك الخبرات إلى المجتمع عن طريق التقدم إلى النقابة والحصول على تصريح لمزاولة المهنة وفقا لما تنص عليه المادة رقم 12 من قانون النقابة.
كيف تعاملت النقابة مع أعضائها من مصابى كورونا؟
- بالتأكيد الإعلاميون كانوا فى الصفوف الأولى وهناك أعلاميون ليس لهم نفس شهرة المذيع، وأصيبوا بكورونا وتعامل النقابة مع المصابين يكون من خلال أكثر من محور، فالنقابة تمتلك ملفا طبيا غير تقليدى بالتعاقد مع أكبر المستشفيات على مستوى الجمهورية، ومعامل التحاليل الكبرى ومن شهر مارس القادم سيتم عمل المسحات للإعلاميين فى منازلهم بتخفيضات تصل إلى 50% ، ويتم عمل عضوية شاملة للعضو والزوجة والأم والأب والأبناء ودون أى اشتراك للعضو، فقط بالبطاقة الشخصية أو كارنيه الإعلاميين دون أن يدفع رسوم كشف وفيما يخص العزل تم التعاقد مع أكبر المستشفيات فى مصر.
هناك أيضا ما يسمى العلاج الموازى، بقيمة رمزية وهو علاج منزلي، بمتابعة طبية من خلال أطباء يقدمون الرعاية الكاملة للمريض داخل منزله والنقابة أيضا توفر أسطوانات الأكسجين والماسكات، والكحول الطبى وترسلها إلى الزملاء إلى منازلهم.
وأنت عضو مجلس الشيوخ، ما هي الموضوعات التى ستكون على رأس أولوياتكم؟
- بالنسبة للقوانين والتشريعات الخاصة بالإعلام، فهى عمل بشرى، فالقوانين التى صدرت من قبل مثل قانون 93 لسنة 2016 الخاص بنقابة الإعلاميين أو قانون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 180 لسنة 2018 أو 178 لسنة 2018 الخاص بالهيئة الوطنية للإعلام أو القانون 179 لسنة 2018 الخاص بالهيئة الوطنية للصحافة ستكون هناك اقتراحات لتعديل بعض المواد، فالبعض منها لا يسهل سرعة العمل ومنها ما يحتاج التركيز فى المحتوى الاعلامى.
كورونا خلقت مبررا للإعلام المعادى للهجوم على الدولة المصرية بخلق رسالة هلع وخوف لدى المواطن والتشكيك فى أداء الدولة، كيف نظرت لأداء الإعلام المعادي؟
- من خلال تقارير الرصد التى تصلنى يوميا للإعلام الداخلى والخارجى، ولدى صورة واضحة عن القنوات المعادية تستند على أمريين؛ الأول انه يجتزئ من الموضوعات بعض الجمل والعبارات ويصنع بعض الفيديوهات ويبنى عليها الأهداف التى يريد تحقيقها ونحن يقظين لذلك، لدرجة انه فى أحد البرامج قامت إحدى هذه القنوات وأخذوا عنوان الحلقة وصمموا الفيديوهات والمحتوى بشكل مختلف تماما ومنافٍ للحقيقة بشكل يجعل المواطن يتشكك فيما يعرض، ويجب أن نرفع درجة الوعى لدى المشاهد والمتلقى المصرى بأن هذه القنوات لا تريد خيرا للدولة المصرية، والأمر الثانى أنه كلما نجحت وحققت إنجازات زاد الهجوم والتشويه وهذ يؤكد أننا نسير فى الطريق الصحيح بدليل أعتى الاقتصاديات فى الدول الكبرى حدثت لها هزات اقتصادية بسبب الجائحة عكس ما تقوم به الدولة المصرية من مشروعات عملاقة فى نفس الفترة.
وهل ترى أن رسالتهم لا تزال تؤثر على المواطن؟
- نهائيا حتى من كان يصدقهم فى الداخل أصبح أمامهم على أرض الواقع أدلة لتكذيبهم، ودرجة الوعى أصبحت مرتفعة لدى المواطن من خلال المشروعات القومية المتنوعة التى تجرى على أرض الواقع وهى أمور مزعجة لأعداء مصر وبالتالى لا تزعج المثقف والواعى والمحب للوطن.
مستشفى دمنهور
أزمة كورونا ألقت الكرة فى ملعب المراكز البحثية والجامعات والإبصار معلقة بها على أمل علاج شافى لكورونا.. ما دور الجامعة فى هذا المجال؟
- شاركت جامعة دمنهور فى 4 أبحاث من ضمن 66 بحثا على مستوى الجمهورية عن كوفيد - 19، ونعمل وفق إمكانيتنا بالمشاركة مع كبريات الجامعات العالمية.
هل لدينا مشروع تطبيق موبايل فى جامعتنا؟
- هناك طالب فى كلية صيدلة قام بعمل تطبيق للموبايل خاص بالتعليم عن بعد، والبرنامج يحتوى على الكثير من المعلومات الخاصة بالكلية مثل المعامل والدراسة ورؤساء الأقسام ويسمى هذا البرنامج باسم الـ «BOOT».
وجامعة دمنهور قامت بالعمل وفق هذا النظام بكفاءة عالية وقمنا بعمل فريق متميز فى التعلم عن بعد الأمر الذى جعل جامعة دمنهور تتطور بشكل ملحوظ.
وما جعلنا متميزين فى الإلكترونيات أيضا هو تعاقدنا مع أعلى معهد فى الولايات المتحدة الأمريكية «معهد علوم الكمبيوتر وهندسة الآلات والذكاء الاصطناعي» فنحن نملك كل ما هو جديد فى هذا المجال ونقوم بالتطبيق على حسب حجم إمكانياتنا المادية التى تعقونا بعض الشيء، ولكننا نحاول الاعتماد على مواردنا الذاتية.
ماذا عن موقف مستشفى دمنهور من جائحة كورونا؟
- مستشفى جامعة دمنهور قد أنشئت فى ٢٦/١٠/٢٠١٠ بقرار رقم ٣٠٣ وأتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى سمح بالتوسعات فى الجامعة حيث كانت الجامعة تحتوى على حوالى ٨٠ ألف شخص من طلبة ومن أعضاء هيئة تدريس ومن عمال ومبانى على مساحة ١٣ فدان فقط، وتمت التوسعة بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وبناء على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي تم نقل الاستاد إلى داخل الجامعة، ولولا اهتمام الرئيس بتعليم وصحة المواطن ما كانت هناك مستشفى جامعى حتى الآن بالبحيرة، حيث قام الرئيس بتوجيه ضم الاستاد إلى مستشفى الجامعة وتم إقامة المشروع بتكلفة مليار و٢٧٥ مليون جنيه، والمستشفى الآن سعتها ٤٠٠ سرير بمواصفات الجودة العالمية كما أن بها مهبط طائرات وكلية طب ومبنى إدارى، تقوم بتنفيذه وزارة الإنتاج الحربى.
وهذه المستشفى ستقوم بخدمة ثلاث طرق؛ الزراعى والصحراوى والسكة الحديد، وبالتنسيق مع الجهات المعنية فى أى حادث سوف تكون سرعة الاستجابة أسرع نظرا لوجود مهبط طائرات.
الصحافة والإعلام
ماذا عن التعاون بين النقابة والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة؟
- التعاون موجود بالفعل بين نقابة الإعلاميين والهيئات الثلاث، والقانون بين النقابة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يوجد به بعض من التماس والتنسيق فيما يخص النقابة حيث إن النقابة دورها قائم على العنصر البشرى الموجود بالمنظومة الإعلامية المرئية والمسموعة سواء كانت قومية أو خاصة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو خاص بالوسائل الإعلامية فى تنظيم عملها سواء كانت مرئية أو مسموعة وسواء كانت رسمية أو خاصة، فهناك تعاون مستمر فى كافة المجالات، وأنا أثق أن القادم سيكون أفضل وتحديدا أن الإعلام الإلكترونى مدرج فى القوانين وموجود فى نقابة الإعلاميين، ومن المؤكد أن الإعلام الإلكترونى سيكون له دور فى الفترة القادمة.
https://www.youtube.com/watch?v=YdEDmULEiSo&t=2s
[gallery type="slideshow" size="full" ids="627661,627662,627663,627664,627665,627666,627667,627668,627669,627671,627672,627673,627674,627675"]