الإنتاج الحربى.. قلاع توطين الصناعات العسكرية والمدنية

دار المعارف - سعيد صلاح مصر بدأت خطة كبيرة عقب ثورة يونيو 2013 لتوطين الصناعات العسكرية، وذلك بتنسيق كامل بين وزارتي الدفاع والإنتاج الحربي، بهدف تلبية احتياجات الجيش من مختلف الأسلحة والذخائر والمقذوفات، وبما يناسب استخدامه العملياتي ومهماته القتالية، بالإضافة لتوفير الصيانة اللازمة لمختلف الأسلحة والقطع العسكرية، وتوفير المليارات من العملة الصعبة، فضلاً عن رفع تصنيف الجيش المصري، ولا شك أن  ذلك يزيد الثقة في الصناعة المصرية، خاصةً وأن صناعات التسليح ترتبط بصناعات مكملة لها وهي صناعات تحقق انتعاشة في السوق وتوفر فرص عمل جديدة، ويمكن تصدير الفائض منها، مما يوفر الكثير من العملة الصعبة ويحقق مزيداً من نمو الناتج القومي ويرفع مكانة مصر عسكرياً واقتصادياً». سيناء 200 جميعنا يتذكر المدرعة «سيناء 200» التي يتم تصنيعها فى «مصنع 200 الحربي»، وقد تم تصنيعها بالكامل بأياد مصرية وعقول مصرية، وهي مناسبة للغاية لتلبية حاجات الجيش، وتتميز بالسرعة والمرونة وتمتلك شبكة قوية للوقاية من المخاطر خلال تنفيذ المهمات. الدبابة «M1A1» ولدينا أيضا الدبابة طراز أبرامز «M1A1»، وهى إحدى أفضل 3 دبابات على مستوى العالم، ومصر تُصنعها بداية من مجرد «لوح صلب مدرع» حتى تخرج «مُعدة دفاعية» جاهزة للمهام المكلفة بها، وذلك بنسب تصنيع محلية تزيد على 90%، عبر مصنع «200 الحربى»، وهى من أحدث الدبابات الموجودة فى العالم، وما زالت تحتفظ بحداثتها، وبعض الدبابات قد يكون لها نقاط تميز عنها فى أمور معينة، وتصنف تلك الدبابة باعتبارها من أوليات الدبابات الموجودة فى العالم. العربات المدرعة المدرعة «تمساح» من تصميم «إدارة المركبات فى القوات المسلحة»، ويتم تصنيع أعداد منها بمصنع 200 الحربي، وأيضا المدرعة «إس تى 100» و»إس تى 500»  فهما مصريتان بالكامل. رشاش مصري وفي «مصنع 300 الحربى»، يتم إنتاج «رشاش مصرى متعدد»، بعقول وسواعد مصرية تصميماً وتنفيذاً بنسبة 100%، حيث اجتاز كافة الاختبارات المعملية والميدانية، كما يتم فى «300 الحربى»  تصنيع جميع أنواع ذخائر الأسلحة الصغيرة المستخدمة بالقوات المسلحة ووزارة الداخلية، بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة فى هذا المجال، حيث إن بعض خطوط الإنتاج داخل «300 الحربى»، مزودة بـ«روبوت» ليعمل بشكل آلى، كما أن بعضها مزود بأجهزة لديها قدرات إنتاجية أكثر بـ10 أضعاف من الماكينات العادية. ذخيرة وخرطوش وهناك أيضا خطوط إنتاج ذخيرة بمصنع 300 الحربي، وأيضا خط إنتاج الخرطوش بأعيرة مختلفة بمصنع 10 الحربي الذى تم تحديثة مؤخرا، وكذلك مصنع 45 الحربي يقومون بتزويد الجيش والشرطة باحتياجاتهم من الذخيرة والخرطوش. الأتوبيسات الكهربائية وليس الصناعات العسكرية فقط التى تقوم بتوطينها وزارة الإنتاج الحربي، فهناك الصناعات المدنية، ففي نهاية أكتوبر قبل الماضي، أطلقت الوزارة مشروع توطين تصنيع الأتوبيسات الكهربائية لخدمة قطاع النقل والمواصلات، بالتعاون مع شركة (فوتون) الصينية، فى اتفاقية تتضمن تصنيع 2000 حافلة على مدى أربع سنوات، بحيث يتم تصنيع أول 50 حافلة فى الصين، على أن يتم تدريجيا نقل الخبرات الصينية إلى مصنع 200 الحربي. الديزل والآلات الزراعية كما بحث وزير الدولة للإنتاج الحربى مع مدير عام شركة، «منسك موتورز» البيلاروسية، توطين صناعة المحركات وإقامة خط تجميع لمحركات الديزل بقدرات من (15: 200) حصان، بالتعاون مع شركة حلوان لمحركات الديزل إحدى الشركات التابعة للهيئة القومية للإنتاج الحربى. كما اتفقت مصر وبيلاروسيا، على توطين إنتاج الآلات والمعدات الزراعية البيلاروسية بالمصانع المصرية، ويتم تعزيز التعاون فى مجالات صناعة الأوتوبيسات والجرارات الزراعية وأجزائها والإلكترونيات والمركبات ومكوناتها، وهناك مشاورات حول تعزيز التعاون فى مجال الري والصرف الصحي ونظام الري والصرف الصحي لنقل التكنولوجيا  وتوطينها. وليست الوزارة فقط بل أيضا تقوم الهيئة العربية للتصنيع بمجهود كبير فى هذا الإطار لتوطين عدد من الصناعات والتكنولوجيا الحديثة وهناك اتفاق مع شركات عالمية كبرى منها  على سبيل المثال  التعاون مع شركة «زيتور» التشيكية العالمية، لنقل وتوطين التكنولوجيا وتعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة، ونقل الخبرة الفنية وتدريب الكوادر البشرية، بهدف توطين تكنولوجيا صناعة الجرارات الزراعية وفقا لمواصفات الجودة العالمية، حيث تتولى الشركة التشيكية تدريب مهندسي وفنيي الهيئة على التصنيع والتجميع ومتطلبات الجودة واختبار المنتجات. كما أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة مؤخرا بين مصر وأشقائها الأفارقة ورئاستها للاتحاد الإفريقي، تعد حافزا قويا لتعظيم الاستفادة وتعزيز التعاون الثنائي، وخطوة رائدة لمصر وللمنطقة الإفريقية لتوطين التكنولوجيا العالمية فى مجال صناعة الجرارات الزراعية.