مهنى أنور يكتب: منظومة الأمن المصرية وحفظ السلام الدولى
مصر تشارك بالفعل فى حفظ السلام الدولى والإقليمى منذ عشرات السنين، بل تشارك بأعداد كبيرة من رجال الشرطة المدربين فى عمليات دعم حفظ السلام عن طريق الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي وغيره، فقد شاركت مصر بضباط ورجال شرطتها المدربين تدريبًا عاليًا ويجيدون اللغات والمهارات الأجنبية إجادة تامة فى حفظ سلام دول كثيرة، بدأت منذ تسعينيات القرن الماضى فى كوسوفو، والبوسنة والهرسك، والصومال، وأوغندا، ورواندا، وإريتريا، وجنوب السودان، وغيرها من الدول الإفريقية والأوروبية التى تفككت، وكان لتلك المهمة التى تقوم بها الشرطة المصرية خارج حدود مصر دور كبير فى الاعتراف الدولى والأممى والإقليمى بدور رجال الشرطة المصرية، لدرجة جعلت الكثير من الدول الإفريقية والعربية والإسلامية والدول التى استقلت عن الاتحاد السوفيتى يرسلون ضباطهم للتدريب والدراسة وكسب المهارات فى أكاديمية الشرطة المصرية، وهى مصنع الرجال بالنسبة لرجال الشرطة فى مصر مع جيشنا العظيم الذى يتخرج منه آلاف الأبطال سنويًا، حيث يتم تدريبهم على أحدث نظم الأمن والمهارات الشرطية لكى يعودوا إلى بلادهم بعد انتهاء دراستهم وتدريبهم للاستفادة بها فى حفظ الأمن فى بلادهم.
ومن هذا الدور الأممى والدولى لمنظومة الشرطة المصرية قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم جهود وزارة الداخلية، بعد أن وضع محمود توفيق، وزير الداخلية، فى خطة الوزارة إنشاء مركز للتدريب على عمليات حفظ السلام الدولى.
وكانت احتفالات الشرطة المصرية بعيدها التاسع والستين فى 25 يناير الماضى هى مناسبة وطنية لافتتاح هذا المركز المختص بتدريب رجال الشرطة على عمليات حفظ السلام، حيث شارك المستشار الشرطى بإدارة عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة لويس كاريلهو، الذى جاء لزيارة القاهرة لحضور هذه المناسبة باحتفالات الشرطة المصرية، وافتتاح مركز التدريب على عمليات حفظ السلام بأكاديمية الشرطة المصرية، وقد شارك المستشار الأممى فى الحفل وأشاد بكفاءة واحترافية الشرطة المصرية، ووجه هذا المسئول الأممى التحية إلى كوادر الشرطة المصرية مؤكدًا تقديره لأدائهم المتميز فى مهام حفظ السلام الأممية المنتشرة بالعديد من دول العالم، مما يعكس كفاءة واحترافية المنظومة التدريبية بوزارة الداخلية المصرية، ثم استقبل وزير الداخلية المسئول الأممى الشرطى لعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة بمبنى وزارة الداخلية،الذي أشاد بتطور برامج التدريب التى تواكب أحدث المعايير العالمية، مما يسهم بفاعلية فى تأهيل الكوادر الشرطية من مختلف الجنسيات للعمل بمهام حفظ السلام الأممية وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل وفقًا لمعايير العمل الشرطى بالأمم المتحدة، وقد أشاد المسئول الشرطى الأممى بتطوير علاقات التعاون القائمة بين الإدارة التى يترأسها فى الأمم المتحدة ووزارة الداخلية المصرية بما فى ذلك تبادل الخبرات الشرطية والتدريبية ذات الصلة بهذه المهام الأممية.
فى حين أكد وزير الداخلية محمود توفيق على عمق الروابط فى مجالات حفظ السلام الدولية والتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، وحرص الوزارة على الإسهام بإيجابية فى مهام حفظ السلام والتى تلعب فيها الشرطة المصرية دورًا محوريا، حيث تقوم بحفظ الأمن والاستقرار بعدد من دول العالم، وقد أكد الوزير أن مركز التدريب الذى تم افتتاحه سيمثل مرتكزًا جديدًا للتعاون مع الأمم المتحدة بما سيتيحه من إمكانيات تدريبية راقية ومتطورة لعناصر الشرطة المصريين والوافدين المرشحين للعمل بتلك المهام الأممية، وأن مصر ترحب وتدعم تطوير آليات تبادل الخبرات الأمنية والتدريبية مع المنظمة الأممية للإسهام فى أنشطة ومهام حفظ السلام والاستقرار الدولى والإقليمى.
وهنا نقول إن مصر أيها السادة بشرطتها الوطنية تساهم أيضًا فى حفظ السلام على المستوى الإقليمى والدولى والقارى لأن مصر بلد السلام وفى نفس الوقت هى الدولة القوية بجيشها وشرطتها وشعبها وقيادتها الوطنية، وأن مصر لها دور دولى حتى فى عمليات حفظ السلام والاستقرار العالمى.