محمد نجم يكتب: كتائب التطوير!

غير مصنف8-2-2021 | 16:42

نعم.. على قدر أهل العزم.. تأتى العزائم. نعم.. أعتقد أن مبادرة "التطوير الشامل" لكافة القرى والنجوع والعزب المصرية، هو "المشروع القومى" الذى يجب ما قبله ويتحدى ما بعده. لقد طال الزمن واستمر الحرمان على أهلنا فى الريف المصرى (قبلى وبحرى) فى الحصول على نصيبهم المستحق من عوائد التنمية فى البلاد تحت دعاوى وحجج مختلفة لم تكن مقنعة أو مبررة. لقد صدعنا متكلمى "لجنة السياسات" فى الحزب الوطنى المنحل بضرورة العمل بنظرية "التساقط" الاقتصادية، حيث يمنح القطاع الخاص كافة الامتيازات، ومن خلال المشروعات الاستثمارية التى يقيمها، سوف تتساقط "فرص" العمل والمنافع للفقراء ومحدودى الدخل!..، أى يظل أهلنا فى القرى والنجوع "أجرية" لدى الغير ويحصلون على ما يتبقى من فتات على موائد الكرام! ومن قبل "متكلمى" لجنة السياسات الانفتاحيين والداعين إلى الرأسمالية المتوحشة..، صدعنا بعض "مدعى" الناصرية والاشتراكيين والشيوعيين ومن دار فى فلكهم بشعارهم الفضفاض "كفاية فى الإنتاج وعدالة فى التوزيع"، وهو الشعار الأثير لثوار يوليو الذين لم تتح لهم الفرصة لتطبيقه بشكل كامل، ومن ثم عانى الكثير من أهلنا فى الريف من عدم التعليم والخدمات الصحية والمياه النظيفة للشرب، وقضاء الحاجة بشكل آدمى! ومنذ سنوات قليلة.. طالب البعض بالاهتمام بالمدن السياحية وضرورة الاهتمام بالطرق ووسائل الانتقال إليها والتى يستخدمها أثرياء البلد وأصحاب الصوت العالى بحجة أن السياحة هى قاطرة التنمية. طيب يا أهل الخير.. ويا منظرين أو مدعين ألا يجب الاهتمام بهؤلاء البشر المطلوب منهم أن يعملوا وينتجوا، وألا يجب أن يكونوا أصحاء ومتعلمين ويسكنون فى بيوت آدمية ويحصلون على غذاء صحى مع تسهيل تحركاتهم وانتقالاتهم؟ وهؤلاء البشر الذين ينظر إليهم البعض أنهم "وقود التدفئة" أو الأيدى العاملة تحت الطلب أين يقيمون؟ أليس فى الريف المصرى.. القبلى والبحرى الذى أهملتموه كثيرًا، فاضطر هؤلاء للبحث عن أى سبيل للرزق من خلال أنشطة عشوائية، وأقاموا فى أطراف مدنكم النظيفة ومن ثم تراكمت العشوائيات.. التى يتم استبدالها حاليا بمساكن لائقة. أقصد من كل ما تقوم أن "العشوائيات" والأمراض المتوطنة، والأمية.. كلها "نتائج" لسنوات طويلة من إهمال الريف المصرى الذى يعيش عليه وفيه أكثر من 85% من المصريين، وقد جاء من يصلح كل ذلك.. لأنه "واحد مننا" بجد، وبالفعل وليس بالخطب الرنانة والكلام المعسول، إنه المواطن المصرى الأصيل عبد الفتاح السيسي الذى كّلفه الشعب بتحمل المسئولية فكان عند حُسن الظن وزيادة. أقول ذلك.. لأنى من أصول ريفية.. وقضيت أكثر من 12 عاما فى قريتى، ومازلت فى تواصل مع أهلى، فضلا عن طبيعة عملى التى تتطلب "التجوال" فى كافة أنحاء البلاد، ومن ثم كنت متابعا لأهلنا فى قبلى وبحرى، ورأيت كيف عانى الكثير منهم فى تعليم أبنائهم، أو رعايتهم صحيا، إلى جانب معاناتهم الكبرى والمستمرة من نقص مياه الرى، وخاصة للأراضى الواقعة فى أطراف الترع والمصارف، واضطرارهم لاستخدام المياه الجوفية مما رفع التكلفة عليهم، فضلا عن تناقص منسوب تلك المياه تدريجيًا. ومن هنا.. تأتى أهمية ما أعلن عنه الرئيس من توجه "كتائب التطوير" إلى كافة القرى المصرية على مراحل زمنية متتالية لتشمل أكثر من 4500 قرية وما يزيد على 32 ألف عزبة ونجع وكفر وتحويلها إلى "شكل تانى"، حيث يتم تغيير "نمط" الحياة فى الريف ولن يضطر البعض منهم "للتمرغ" فى تراب الميرى إذا فاته. نعم سوف يكون التطوير شاملا ومتكاملا.. صحة وتعليم وإسكان، ومياه شرب، وصرف صحى، وكهرباء، وطرق، ومواصلات، والأهم هو تدريب الشباب والفتيات فى القرى والنجوع على العمل المنتج أو تطوير ما يقومون به حاليا من أعمال. أدعو أن نلتف جميعا حول هذا "المشروع القومى" الكبير والذى سوف يحقق "أخيرًا".. شعار كفاية الإنتاج وعدالة التوزيع. لقد انتهت المبادرات العشوائية تحت مسمى الاستهداف الجغرافى، وأصبح لدينا الآن "استراتيجية واضحة"، قائمة على خطط ممتدة، يتم تنفيذها ببرامج زمنية محددة.. فلتسقط الشعارات الزائفة وكل التحية للعمل الجاد على الأرض. حفظ الله مصر.. وألهم أهلها الرشد والصواب  
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2