السد الإثيوبي.. لا بديل عن اتفاق ملزم

غير مصنف9-2-2021 | 19:48

«لا بديل عن بلورة اتفاق قانوني ملزم يضم مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن سد النهضة، وبما يحفظ حقوق مصر المائية».. تلك هي الثوابت المصرية التي تنطلق من خلالها مفاوضات سد النهضة، التي تجرى على المستوى الثلاثي أو تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، التي تسلم رئاستها رئيس الكونغو الديمقراطية، ويمثل الأمن المائي مسألة شديدة الحساسية في مصر، ولا يقبل التعامل معه بشكل أحادي، لذلك تلجأ مصر دائمًا للحلول الدبلوماسية والخيارات السياسية لإنهاء الأزمة. دار المعارف - تامرعبد الفتاح قبل تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي بساعات، وصل رئيس الكونغو الديمقراطية، إلى القاهرة، وتم عقد جلسة مباحثات أعقبها مؤتمر مشترك، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر المشترك: أجرينا مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة تبادلنا خلالها الرؤى ووجهات النظر تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى نحو عكس إرادتنا السياسية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين فى مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين. كما أكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المصرية فى الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الاتفاق على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين فى أقرب فرصة. مصدر للتعاون وأضاف الرئيس، اتفقنا كذلك على تكثيف التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية فى الكونغو الديمقراطية الشقيقة فى مختلف القطاعات، كما تناولت مباحثاتنا تعزيز التعاون القائم بين البلدين فى مجال الموارد المائية والري وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدنا على رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل مصدرًا للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا آخر المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد. وقال الرئيس، أعدت التأكيد خلال المباحثات على موقف مصر الراسخ حيال دعم كل جهود تثبيت السلام والاستقرار فى جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، واستمرار مصر فى العمل بشفافية وبدافع من اعتبارات الصداقة والأخوة على مساندة الجهود الكونغولية الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلي، وبما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع الشعب الكونغولي ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها للاستمرار فى مسار التحول الديمقراطي المؤسسي. وقال الرئيس: لقد تزامنت زيارة الرئيس تشيسيكيدي مع قرب تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي، وأود التأكيد على دعمنا الكامل له خلال فترة رئاسته للاتحاد وثقتنا فى قيادته الحكيمة للعمل الإفريقي المشترك، ونجاحه فى قيادة القارة خلال تلك المرحلة التي تشهد عددًا من التحديات، وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة. من جانبه أكد رئيس الكونغو الديمقراطية «فليكس تشيسكيدى» أنه ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبادل الخبرات فيما يتعلق بمياه النيل. وأكد «فليكس تشيسكيدى»، أنه أحاط الرئيس السيسي علمًا باستقباله مؤخرًا فى كينشاسا لرئيسة إثيوبيا ووزيري الخارجية والري السودانيين، كل على حده، حيث تبادل معهم موضوع المياه وسد النهضة، وأكد على موقفه وهو الالتزام التام بالتزامن مع توليه رئاسة الاتحاد الإفريقي، ببحث الأمر حتى لا تشهد الدول الشقيقة تصاعدًا فى التوتر. وأشار إلى أنه تحدث معهم للخروج من هذه الأزمة، وتفادي التصعيد من خلال الحوار والإنصات للرئيس السيسي.  وعبر رئيس الكونغو عن تفاؤله بالوصول إلى حل للدول الثلاث لنستمر فى التعايش السلمى. الاستقرار السياسي وقال إن الرئيس السيسي وعد بانخراطه الشخصي حتي يعود الاستقرار والسلام للكونغو الديمقراطية، مؤكدًا أن الرئيس السيسي شجع وثمن الجهود التي نقوم بها فى الوقت الحالي على المستوى الوطني من أجل إحداث الاستقرار السياسى والأمني فى الكونغو. وأشار إلى أن التنمية لا تتم بدون الاستقرار ومكافحة الفساد والانفلات الأمني، وأنه تقاسم مع الرئيس السيسي خبرة مصر فى هذا الصدد والتي شهدت فى 2011 موقفًا مماثلاً لكنها اليوم تشهد تقدمًا علي الصعيد الاقتصادي. وعبر عن تطلعه لأن تؤدي الاستثمارات المصرية التي سيتم ضخها فى الكونغو الديمقراطية إلى خروج دولته من الحصار الاقتصادي ومكافحة الفقر. وأضاف أنه بحث مع الرئيس السيسي تبادل الخبرات بشأن تطورات فيروس كورونا المستجد، مضيفًا: «الحمد لله فى إفريقيا لم نشهد خسائر كبيرة مثل دول أخرى، وهذا يجب أن يجعلنا نشطين لمواجهة هذا الوباء». من ناحية أخرى، أكد رئيس الكونغو الديمقراطية أنه سيستغل زيارته لمصر للقيام بجولة سياحية، وأجرى زيارة للعاصمة الإدارية الجديدة، مضيفًا: «أود إنشاء نسخة منها فى كينشاسا»، ووصف رئيس الكونغو، الأهرامات التي زارها أيضا بـ «مفخرة لإفريقيا كلها». الدعم المصري وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،  اتصالًا هاتفيًا من «سيريل رامافوزا» رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول استعراض الاستعدادات الجارية للقمة الإفريقية السنوية المقبلة، التي من المقرر لها أن تنعقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وهنأ الرئيس نظيره «رامافوزا» على الرئاسة الناجحة للاتحاد الإفريقى خلال عام 2020، التى تواكبت مع العديد من التحديات الإقليمية والعالمية فى مقدمتها جائحة فيروس كورونا، وكان لها تداعيات وآثار سلبية واسعة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من جانبه، أعرب الرئيس رامافوزا عن خالص التقدير والعرفان للدعم المصري لبلاده فى مختلف جوانب العمل القاري خلال فترة رئاستها الاتحاد الإفريقي، وهو ما عكس حرص مصر بقيادة الرئيس السيسي على إعلاء المصالح المشتركة للدول الإفريقية والبحث عن حلول للقضايا والأزمات التى تواجه القارة. كما تناول الاتصال التباحث بشأن تطورات قضية سد النهضة، حيث أعرب الرئيس رامافوزا عن تقديره جهود مصر الإيجابية التي لمسها فى إطار مسار المفاوضات الثلاثية تحت رعاية الاتحاد الإفريقى بهدف الوصول إلى حل للقضية. وأعرب الرئيس عن التقدير للرئيس رامافوزا على جهوده فى هذا السياق خلال الفترة الماضية، مؤكدًا التطلع لأن يشهد هذا الملف الحيوي التقدم المنشود خلال الفترة المقبلة، بالتعاون مع الرئاسة الجديدة المرتقبة للكونغو الديمقراطية للاتحاد الإفريقى، على نحو يساعد على الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يحفظ الحقوق المائية لمصر فى مياه نهر النيل.
    أضف تعليق

    المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2