محمد نجم يكتب: رسائل عزبة الهجانة!

غير مصنف12-2-2021 | 16:35

توقفت كثيرًا أمام "لقطة" اصطحاب الرئيس لأغلب أعضاء الحكومة ليتفقدوا معا "عزبة الهجانة" ويروا على الطبيعة نتائج التأخر فى التخطيط، والإهمال فى المتابعة، فضلا عن الفساد الإدارى فى المحليات! لقد كشفت هذه "اللقطة" أن الرئيس السيسي "ابن بلد" والعبرة عنده بالنتائج الواقعية وما يجرى على الأرض، ولا يعتمد كثيرًا على المذكرات والبيانات.. والكلام المترتب ! وكشفت أيضا أن الرئيس "مؤدب" وطويل البال، وإلا كان أحال كل "المسئولين عما حدث" إلى التحقيق، وطلب من بعض الوزراء ومسئولين آخرين تقديم استقالتهم ! وقد يكون الرئيس قد وجد "عذرا" للمسئولين الحاليين أنهم لم يكونوا "أصحاب قرار" فى السنوات السابقة وأن المسئولون السابقون كانوا يتركون الأمور "تجرى على أعنتها"!، فالمهم لديهم تحقيق شعار "الاستقرار من أجل الاستمرار"، ولسان حالهم يردد: ما هى المشكلة أن يقيم البعض فى عشوائيات غير آدمية طالما هو راض بذلك؟، وما هى المشكلة أن يعتدى البعض الآخر على الأراضى الزراعية ويبنى عليها فيلات وعمارات له ولأولاده.. للسكن وللإيجار؟، فالأرض أرضهم ورثوها عن أبوهم وجدهم، والمصرى حر التصرف فيما يملك! هكذا.. كان الوضع.. المجتمع يسبق الدولة والحكومة، ويحل مشاكله بنفسه سواء فى السكن (العشوائيات) أو الإنارة بسرقة التيار الكهربائى، أو مياه الشرب والصرف، بالاعتماد على الجراكن والطرنشات! المهم أن يحصل على "فتات" ما يتبقى من موائد هؤلاء القوم "المنعمين" المقيمين فى العاصمة العامرة،.. أصحاب الصوت العالى الذين يطوعون أغلب موارد الدولة لمصلحتهم! هذا الوضع.. فى طريقه للتغيير الآن، حيث رئيس الدولة لا يعنيه "السلطة" بقدر ما يعنيه تغيير حياة مواطنيه للأفضل.. وخاصة المهمشين على أطراف المدن والمراكز وفى القرى المنسية، إلى جانب "الغلابة" من الفقراء ومحدودي الدخل الذين "اتشعبطوا" فى حبال الأغنياء والوجهاء قاطنى الكامبواندات.. والقرى السياحية المتميزة.. وبعض الأحياء السكنية الراقية! نعم.. لابد أن يعاد النظر فيما كان يحدث ومازال البعض منه مستمرًا حتى الآن، وهو "إغماض" الأعين عن المخالفات التى تجرى وخاصة فى مجال الإسكان، والارتفاع فى المبانى إلى ارتفاعات شاهقة والإسراع بالتمليك والتأجير ووضع الدولة والأجهزة المختلفة فى مواجهة مع السكان أو ملاك تلك الوحدات السكنية. لقد حاول البعض "الاستهبال" المبكى، كما حدث فى الإسكندرية، حيث بنى مسجدًا أعلى عمارة من 14 دور وكانت النتيجة أن مالت العمارة بالسكان والمسجد.. واضطرت المحافظة لأخذ قرار بإزالتها! وهل مثال "المجمع السكنى" بشارع فيصل والملاصق للطريق الدائرى بعيد؟، كيف يسمح أولا بالبناء المكثف بهذا الشكل.. أكثر من خمسة عمارات متجاورة كل منها بها ما يزيد عن 100 شقة، فكيف "يتنفس" السكان عندما يكتمل الإشغال، ناهيك عن ركن سياراتهم أو حتى تحركهم على الأقدام؟ وهذه المبانى لم تكن ترتدى "طاقية" الإخفاء، وإنما الكل تابعها ورآها، ولكن لم يكلف أحد نفسه باتخاذ القرار الصحيح أو حتى المتابعة وتصحيح الأوضاع انتظارًا لما تسفر عنه الأقدار، وقد حدث واشتعلت النيران وكشفت المستور، وضاعت مدخرات السكان، واستثمارات المالك، فضلا عما يعنيه ذلك من غياب الدولة وأجهزتها المعنية "عما يجرى على الأرض".. مرة أخرى.. أقول زيارة الرئيس والوزراء لعزبة الهجانة، ليست مجرد زيارة تفقدية لمنطقة عشوائية مطلوب تصحيح الأوضاع فيها، وإنما هى "عبرة.. وإنذار" للبعض لعله يستفيق.. ويراعى ربنا فى عمله. حفظ الله مصر.. وألهم أهلها الرشد والصواب
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2