أميرة خواسك تكتب: عودة محمد علي

غير مصنف14-2-2021 | 15:14

أتذكر جيدًا وغيرى كثيرون، حين خرج علينا منذ عامين شخص يدعى محمد علي، أخذ يصيح ويصرح ليجمع الناس من حوله معتقدًا أن المصريين سيتبعونه إلى ثورة جديدة تمكّن الإخوان ومن ورائهم الأتراك للعودة إلى حكم مصر، ويومًا بعد يوم وڤيديو بعد آخر، ينطفئ محمد على ويتحول إلى أضحوكة، ثم يطويه النسيان مثل غيره من الأدوات المؤقتة، التى تستخدم لغرض ما ثم تلقى ويتم التخلص منها. لكن المصريين يتميزون بخفة ظل لا مثيل لها فى الدنيا، كما يملكون من سرعة البديهة ما لا يضاهيهم أحد بها! وبعد أن نسينا محمدعلى وغباءه، يقوم أحد المواطنين المصريين خفيفى الظل منذ عدة أسابيع بعرض ڤيديو وهو فى هولندا حيث يعمل ويسير فى أحد الشوارع، فالتقى صدفة بالمقاول محمد على قائد ثورة ٢٠١٩، التى لم ولن تتم، والذى فى يوم ما أخذ يصيح ويهذى ويدعو المصريين للثورة ولم يترك أحدًا إلا وتطاول عليه، ولم يجد وسيلة ليشكك بها فى كل شيء إلا واتبعها! بدا محمد على فى الڤيديو هزيلا شريدا فاقد الوزن والثقة، وكان المصرى الذى التقطه هو وصاحبه يصوران ويضحكان ويرددان هذا هومحمد على قابلناه فى هولندا ووجدناها فرصة لنقول له نحن نحب السيسي وهو فى قلبنا، فقال لهما محمد على أنتما أحرار لكنى لا أحبه! فأخذا يزيدان لكننا نحبه ونعشقه ولا نتصور مصر كيف سيكون حالها لو لم يكن هو! أما الأكثر طرافة أن هذا المصرى أخذ يدعو محمد على ليردد هتافا للرئيس ويقول له أنا أعشق السيسي وهو أصلح من يحكم، والآخر يرفض، والمصريان مصران على إظهار حبهما للرئيس. كل ما يهمنى فى هذه الواقعة أمران، الأول أن العملاء الذين تستخدمهم بعض الدول والأجهزة للضرب فى وطنهم هم فى النهاية ملفوظون مشردون، لا سند لهم ولا ملجأ وسينتهى أمرهم إلى الضياع فى شوارع وأرصفة الغربة لا بيت ولا وطن ولا أهل! وسيكتبون علىأنفسهم نهايتهم، فيظلون أحياء الجسم أموات الروح، وفارق كبير جدا بين من ينتقد فى داخل بلده وبين أهله وعلى أرضه، وبين من يتاجر بوطنه ويبتذل لمن يدفع أكثر! الأمر الثاني، أن الدولة المصرية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أدار مواجهة هذه الفتنة باقتدار، على الرغم من أن إدارتها قداتخذت وسيلة لم تكن مألوفة من قبل فى السياسة، وهى الصدق والمواجهة والصراحة وهو ما ممثل تحفظا للكثيرين الذين كانوا يرون أن تتجاهل الدولة محمد على وأمثاله، لكن الرئيس وبشجاعة تحسب له، وعلى غير المتوقع تناول الأمر على الملأ، وكان الشعب فى كل يوم يرى بعينيه صدق كلامه، وساد شعور بعدها أن الجميع لديه الرغبة فى الاعتذار للرئيس وأسرته. المهم أن هذا الڤيديو الذى بثه مصرى وطنى أصيل، لم يجعلنا ننتظر كثيرا لنرى عجائب قدرة الله فيمن يخون ومن يبيع نفسه، لكنناعشنا ورأينا نهاية الخونة، ولن يكون محمد على هو الأخير، فالدور قد اقترب على فريق اسطنبول، وقريبا جدا سنراه ضائعا فى الشتات يتمنى أن يجد وطنِا ولا يجد من يأويه!
    أضف تعليق

    رسائل الرئيس للمصريين

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2