في ذكرى رحيله.. لماذا سمي الشيخ النقشبندي بهذا الاسم؟
في ذكرى رحيله.. لماذا سمي الشيخ النقشبندي بهذا الاسم؟
دار المعارف - خالد عبد الحميد
تحل اليوم ذكرى رحيل الشيخ سيد النقشبندي، حيث ودع عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1976، ليترك خلفه ذكريات لا تعد ولا تحصى، ويصبح أحد أهم طقوس شهر رمضان المبارك.
لقبوه بقيثارة السماء، وسلطان المداحين، فهو من أمتع الأجيال المتعاقبة بابتهالاته التي تنعش النفس، فـ"النفس تشكو" و"مولاي" وغيرهما كلها ابتهالات ارتبطت بأذهان الجميع، خاصة في أوقات الصباح عند الاستيقاظ من النوم، أو خلال شهر رمضان الكريم على مائدة الإفطار.
ولد الشيخ الراحل في السابع من شهر يناير لعام 1920، بإحدى قرى محافظة الدقهلية، ودخل عن طريق الصدفة لعالم الإنشاد الديني، حيث قال عنه الموسيقيون إنه أحد أهم وأقوى الأصوات في تاريخ الإنشاد.
بدأت بآيات قرآنية وتلتها أغاني أم كلثوم.. تعرف على أشهر الأحداث التي مرت بها الإذاعة المصرية
"النقشبندي".. كلمة تتكون من شقين، الشق الأول، كلمة "نقش"، وتعني حب الله على القلب، والثاني "بندي"، وهي كلمة فارسية تعني الرسام، كما أن هناك فرقية صوتية تدعى بهذا الاسم، نسبة إلى الشيخ بهاء الدين نقشبند.
وبدأ صيته في الانتشار عندما استقر في مدينة طنطا وبالتحديد عام 1955 ، وتعلق بمدينة " طنطا " كثيرا ورفض الانتقال إلى القاهرة رغم ضغط أصدقائه وعائلته، وكان رده الدائم "أنا مش هسيب سيدي أحمد البدوي آبدا".
وبعد شهرته على مستوى حلقات الذكر والموالد، بدأت الإذاعات تتعرف عليه عندما قام الإذاعي الشهير مصطفى صادق بترشيحه لمدير إذاعة البرنامج العام بابا شارو، وذلك بعد أن كان يحضر بالصدفة مولد في مسجد السيدة زينب وكان يحيه النقشبندي فأنبهر بصوته الملائكي.
وفي 1968عام دخل النقشبندي عالم التليفزيون، وذلك عن طريق الإذاعي أحمد فراج الذي حضر الليلة الختامية للمولد النبوي الشريف وكان يحيها النقشبندي في مسجد الحسين، فسجل معه عدد من التسجيلات الشهيرة في برنامج '' في رحاب الله'' ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج ''دعاء''، الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب فارتبط صوت النقشبندي بالشهر الفضيل، ثم قدمه لبرنامجه الشهير '' نور على نور"، كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني ''في نور الأسماء الحسنى''.
رغم ارتباطه بطنطا، ولكنه زار جميع البلدان العربية التي تهافتت على دعوة أستاذ المداحين للاستمتاع بعزوبة صوته وإحياء عدد من الليالي الدينية، فسافر إلى حلب ودمشق والإمارات، لبنان، العراق، الكويت، السودان، الأردن، إيران، اليمن.
وقد يكون أشهر ابتهالات الشيخ الجليل هو "مولاي إني ببابك قد بسطت يدي"، والذي كان بأمر مباشر من الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأن يقدمه النقشبندي بالتعاون مع الملحن الكبير بليغ حمدي، بالإضافة غيره من الأناشيد والابتهالات، حيث إن السادات كان يطلب النقشبندي خصيصا ليستمع إلى صوته منفردا في بيته، والذي كانت بينهما علاقة صداقة قوية، وفي عرس ابنته التقى الشيخ النقشبندي مع الملحن بليغ حمدي وطلب الرئيس السادات من بليغ أن يلحن ابتهالات وأناشيد خاصة للشيخ، وفي عام 1979 كرمه الرئيس الراحل أنور السادات فحصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى، وفي عام 1989 كرمه الرئيس محمد حسني مبارك بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.
ورحل الشيخ الجليل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1976 بعد إصابته بأزمة قلبية، ليرحل جسده فقط ويتبقى أثره و40 ابتهالا وآيات قرآنية بصوته الذي لا يكرر.