العندليب وكوكب الشرق «أيقونة الحب»

العندليب وكوكب الشرق «أيقونة الحب»العندليب وكوكب الشرق «أيقونة الحب»

غير مصنف14-2-2021 | 16:54

دار المعارف _ شيماء مكاوى أكثر من 40 عامًا على رحيلهما ولا يزالا أحياء فى وجدان كل عاشق مع اختلاف القصص ومع مرور السنوات فهم يمثلون أيقونة للحب، العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، ومع الاحتفال بعيد الحب تظل اسطواناتهما الأعلى مبيعًا بين المطربين، ولا تزال أغانيهم تريندات فى عيد الحب، ولا يمكن أن ننساها ومازلنا نتغنى بها حتى وقتنا هذا، على الرغم من طرح العديد من الأغاني والألبومات للعديد من المطربين فى الوقت الراهن، إلا أن الأغاني الحديثة ننساها سريعًا وتظل أغاني العندليب وكوكب الشرق لدى المحبين والعاشقين لها سحر آخر.. كوكب الشرق أم كلثوم، بعد أربعين عامًا من وفاتها، لا تزال تحتل المراتب الأولى فى مبيعات أشرطة التسجيل والاسطوانات فى مصر، إلا أن أغنيتين لها فى رأس قائمة أفضل الأغاني العربية منذ تسجيلهما. أغنية «أنت عمري» التي ألفها أحمد شفيق كامل ولحنها محمد عبد الوهاب بيع منها 300 ألف شريط خلال 1994 لتظل بذلك الأولى فى أرقام المبيعات منذ صدورها فى عام 1965، بعدها أغنية «الأطلال» لإبراهيم ناجي من لحن رياض السنباطي، بيع منها 188500 شريط، وهذه الأرقام لا تشمل الاسطوانات المدمجة أو السي دي، وبالتالي فهو عدد خيالي. ورغم مرور 44 سنة على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ إلا أنه لا يزال يحتفظ ببريقه وقيمته كواحد من ألمع عمالقة الطرب فى الوطن العربي، وهو ما أكده عدد من أصحاب المؤسسات الفنية التي تنتج الأشرطة والأقراص المدمجة التي تطبع عليها الأغاني والأعمال الفنية. حيث قال بائعو السيديهات وأشرطة الكاسيت إن الطلب على أغاني عبد الحليم بقيت على حالها وهناك من يطلبها إلى الآن، وأشاروا إلى أن الإقبال الأكبر على أغاني عبد الحليم عادة ما يكون من خلال الإنترنت، وأضافوا أنه كلما تقدمت التكنولوجيا تغيرت أشكال الانتشار للمواد الفنية ومنها الأغاني، وأكدوا أن جمهور العندليب ليسوا فقط من الجيل القديم بل من الجيل الحالي من الشباب، وعادة ما يكون طلب الشباب على أغنية زي الهوى وحاول تفتكرني، بينما فى مصر يزداد الإقبال على أغاني عبد الحليم القديمة مثل حبك نار. ومن جانبه أوضح الناقد محمود قاسم، أن الموسيقى الخاصة بأغاني العندليب وأغاني أم كلثوم كان يجلس ليستمع إليها وتجدهم يصفقون فقط من أجل الموسيقى قبل سماع الأغنية، وهذا بسبب أنهم يختارون اللحن فى مدة لا تقل عن 4 شهور أو أكثر، والموسيقى كانت رائعة كان الاهتمام باللحن والكلمات يفوق الوصف. وأشار إلى أن المطرب كان لديه حالة إشعاع بينه وبين الجمهور، كان الجمهور له ذوق خاص ومن يستمر فى سماع هذه الأغاني لهم ذوق خاص فى سماع أغانيهم، أما الآن أصبحت الأغاني مجرد صخب ولا توجد موسيقى والتكنولوجيا أفسدت الموسيقى، والجمهور اختلف تمامًا، فقد كانت للموسيقى قدسيتها فممنوع منعًا باتًا أن يدخل الجمهور المسرح أثناء عزف الموسيقى حتى لا يتم التشويش عليها، لافتاً إلى إن كلا من عبد الحليم حافظ وأم كلثوم كانا يقدمان الغناء من أجل إثراء الفن والجمهور وليس من أجل التربح وحصد أعلى نسب مشاهدة أو مبيعات، كل هذه الأسباب أدت إلى أن تلك الأغاني أو تلك الموسيقى لا تزال الأعلى مبيعًا والأكثر انتشارًا حول العالم، ولا تزال تعيش حتى الآن بعد رحيل مطربيها. ويقول محمد شبانة، ابن شقيق العندليب عبد الحليم حافظ، إن هناك أسبابًا كثيرة تجعل عبد الحليم يتربع على عرش القمة رغم مرور أكثر من 40 عامًا على رحيله، لعل أبرزها أنه كان صادقًا مع نفسه كثيرًا ومع جمهوره، فلا يمكن أن يغني إلا الكلمات التي يقتنع بها ولم يوافق على لحن إلا بعد أن يشعر بأنه مناسب تمامًا للكلمة، عبد الحليم كان يقدم فنًا من أجل الفن لا من أجل الشهرة أو الفلوس، ولذلك لا يزال يقف على القمة حتى الآن لأنه فن صادق، بعكس مطربي الجيل الجديد الذين يسعون إلى الثراء والشهرة السريعة، فنجدهم  يقدمون أكثر من 20 أغنية فى السنة، فى حين أن عبد الحليم كان يستغرق سنة كاملة فى أغنية واحدة، ولذلك من الطبيعي أن تعيش أغانيه طويلاً وتموت أغانيهم بسرعة. وأكد أن الجيل الجديد من جمهور الشباب لو سألتهم عن أي أغنية لعبد الحليم ستجدنهم يحفظونها عن ظهر قلب، وهذا إن دل على شىء فيدل على النجاح الكبير للجهد المبذول فى أغانيه. وفى السياق ذاته، أوضح الموسيقار هاني نبيل، أن أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، كانت تستغرق عامًا كاملاً من أجل تحضيرها وإعداد اللحن واختيار الكلمات، أما الآن أصبحت الأغنية واللحن يمكن إعدادهم فى أقل من ساعة، الموسيقى كانت خالية من الطبلة وكان استخدامها قليلاً للغاية، فالموسيقى عذبة بعكس الأغاني الحديثة التي عندما تستمع إليها تصاب بالانزعاج الشديد.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2