حسام عبد القادر يكتب: السفر وسنينه «12» أخلاقنا وأخلاقهم
مفهوم الأخلاق يختلف من مجتمع لآخر، ومن بلد لأخرى، وإياك أن تظن أن مفهومك للأخلاق هو المطلق، وأن ما تعرفه أنت أو تقتنع به من عادات وتقاليد هي الأخلاق المثالية ويجب على الجميع أن يتحلى بها.
أقول هذا لأني أعلم جيدا أن كثيرين ينظرون إلى الغرب أنهم سيئوا السمعة أو ليس لديهم أخلاق بمفهومنا الشرقي للأخلاق، خاصة إذا تحدثنا عن المرأة، فالرجل الشرقي ينظر إلى المرأة الغربية أنها امرأة سهلة ومتاحة، وأن حلال أن ينظر إليها كما يشاء، فهي كافرة وسافرة، وأنها كل يوم في فراش مختلف.
مع الأسف هذا الكلام هو ما يقتنع به عدد كبير جدا من الرجال –وعفوا المرأة- بالشرق، ولا أعمم بكل تأكيد، ولكن هذا المفهوم أساء إلينا كثيرا، ووسع الهوة بيننا وبين الغرب لأننا فعلا لا نفهمهم ولا نجتهد أن نفكر بطريقتهم أو كأننا مكانهم فقط لنفهم كيف يفكرون، خاصة أننا نريد التقرب منهم والسفر إليهم وتقليد الموضة خاصتهم وكل شيء يأتي إلينا من الغرب، إلا الأخلاق، فأخلاقنا هي النموذج المثالي وما عداها فهو كفر وخطيئة وانحلال.
إن كنت ممن يقتنعون بذلك فأياك وأن تفكر في السفر، لأنك ستعاني كثيرا، وستواجه مجتمعا سيقف كله ضدك، وقد تنعزل في بيتك دون حياة اجتماعية نهائيا.
قد تكون الدراما الأجنبية ساعدت قليلا في ترسيخ هذا المفهوم لدى الشرقيين، ولكن لو عكسنا الأمر فهل الدراما المصرية أو العربية تعكس مجتمعاتنا بالضبط، وهل كل ما يحدث داخل المسلسلات العربية محاكاة لما يحدث داخل البيوت العربية؟
لابد أن نفهم أن هناك اختلاف في أسلوب الحياة، وأن للغرب أسلوبهم الخاص في حياتهم والذي يختلف كثيرا عنا، وأن لهم عاداتهم وتقاليدهم الصارمة جدا، وأنه ليس صحيحا أن هناك تفكك أسري في كل دول الغرب، بل على العكس كثير من المجتمعات الغربية محافظين ومتشددين، ومن الطبيعي أن يكون كل مجتمع به الصالح والطالح، وهذا يشمل كل المجتمعات شرقية وغربية على السواء.
أرجو ألا تفهم الحرية بشكل خاطئ، فصحيح أنه يوجد حرية مطلقة، ولكن هناك قيود عائلية صارمة وقوانين تلزم الجميع.
إن كنت تعتقد أنك سوف تسافر لتجد فتيات أوروبا وأمريكا منتظرينك فاتحين أذرعهن ليستقبلوك، وأنك سوف تكون شهريار زمانه أو ديك البرابر، فأعلم أنك حالم، وأخبرك أنك لو نظرت نظرة خاطئة لأي امرأة سوف تطلب لك البوليس لتدخل السجن بكل سهولة، ليس فقط لأنك تحرشت بها، ولكن لأنها ترى أنك أهنتها بهذه النظرة غير المحترمة.
أرجوك افهم، أن لو امرأة ضحكت لك، فهذا ليس له أي معنى سوى أنها ترحب بك فقط، لا أكثر ولا أقل،وإن قالت لك كلمة ترى أنها جميلة فلا تأخذ من الكلمة إلا المعنى المباشر منها.
صديقي المسافر، أرجو أن تستوعب هذا الكلام جيدا، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
ونلتقي في المقال القادم