محاور مرورية وإزالة العشوائيات والنهوض بسكانها «الهجانة».. فجر جديد

محاور مرورية وإزالة العشوائيات والنهوض بسكانها «الهجانة».. فجر جديدمحاور مرورية وإزالة العشوائيات والنهوض بسكانها «الهجانة».. فجر جديد

غير مصنف15-2-2021 | 09:41

على الرغم من تميز موقعها وتحديدا عند الكيلو 4.5 والذى يبدأ من شرق مدينة نصر حتى طريق «القاهرة- السويس» إلا أنها ظلمت مرتين، الأولى لحصولها على لقب «عزبة» والثانية بعد أن تركتها الدولة دون تخطيط حتى اغتالتها يد العشوائيات وحولتها لتجمع سكنى شديد الخطورة حتى على سكانه. وظلت هكذا عهود طويلة إلى أن هل عليها فجر جديد، طال انتظاره، فجر يحمل بين طياته آفاق المستقبل لينقذ سكانها من عشوائيات خلفت بيئة غير آدمية. الفجر الجديد رآه أهالى عزبة الهجانة عندما فتح بعضهم أبواب بيوتهم فى الصباح الباكر ليجدوا سيارة تقف وينزل منها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرفقته د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وعدد كبير من الوزراء الذين طالبهم الرئيس بسرعة وضع خطة عاجلة للتطوير، وتلبية احتياجات مواطنيها. «أكتوبر» التقت أهالى الجهانة للحديث عن ملامح الفجر الجديد. دار المعارف - عاشور الزيات و محمود درغام عزبة الهجانة إحدى المناطق العشوائية والممتدة من منطقة شرق حى مدينة نصر حتى طريق القاهرة السويس.. يحتوى مدخل العزبة على 4 مداخل رئيسية اثنان منها فى أطرافها الشمالية (على طريق القاهرة-السويس)، وهما مدخل «الكيلو 4.5» ومدخل «الصاعقة»، وواحد فى الطرف الغربى هو مدخل «التبة» أو «الحى العاشر»، وواحد فى الطرف الجنوبى الشرقى هو مدخل «السلاب»، على الجانب الأيمن من الطريق الحديقة الجديدة يجلس على مقاعدها الرخامية أو يفترش أرضها العشبية عدد من المواطنين، وخلفها العمارات المتراصة والمتلاصقة بعضها جوار بعض، متفاوتة الأطوال ما بين 3 و 4 أدوار وهناك ما هو أكثر، أما على جانب الطريق الأيسر فيوجد كوبرى الجيش وأسفله بعض المحال التجارية ما بين بائعى الخضار والفواكه و «إكسسوارات» المحمول والعصائر، وموقف الحافلات التى تنقل المواطنين إلى أى موقع داخل مدينة القاهرة أو إلى المدن الجديدة على طريقى السويس أو الإسماعيلية الصحراويين. داخل إحدى المحال التقينا الحاج صابر بائع خضار وفواكه وهو رجل فى الأربعينيات من عمره، الذى قال إنه يسكن «عزبة الهجانة» منذ مولده، وقد لمس الاختلاف الكبير بين أمس واليوم، فعلى سبيل المثال لم يكن أحد يجرؤ على المجيء لتلك المنطقة - يقصد الكوبرى والحديقة - بسبب أكوام القمامة المتراكمة أو بائعى المخدرات والحشيش الذين كانوا يمثلون خطراً كبيراً، أما اليوم فإنه لا يخشى أن يأتى بزوجته وأبنائه لتلك الحديقة من أجل التنزه. سكان العزبة من مدن ومحافظات متعددة من الوجه القبلى والبحري، جاءوا بحثا عن لقمة العيش، شاهدتنا الحاجة أم صابر 65 سنة والتى قابلت الرئيس السيسي فى زيارته السابقة وحكت ما دار بينها وبين الرئيس قائلة: (أنا مكنتش أعرف ممكن اشوفه حتى ولو فى الأحلام فوجئت به أمامى وقال لى خليكى مرتاحة انا اللى هجيلك. وبعدين سلم علىّ. قلت له حمدالله على سلامتك. قال مالك. انتى زعلانة عشان خدوا الحاجة منك . قلت له لأ أنا مش زعلانة وبعدين الرئيس أمر اللواء مجدى بتسليمى محل تحت الكوبرى وأمر بعلاجى على نفقة الدولة. قلت له أنا موجودة هنا من 45 سنة وعلمت أولادى وجوزتهم. فالرئيس قال لى أطلبي. قلت له ربنا ينصرك ويخليك ويطرح البركة فيك ويصلح حالك ويرضيك وربنا يكفيك شر الطريق ويارب يخليلك أولادك يا نوارة مصر خليت مصر قد الدنيا أم صابر بتهنيك يا اللى ناصر مصر كلها نتمنى نشوفك تاني) وطلبت أم صابر بالحصول على معاش وخاصة أن زوجها مريض وملازم الفراش ويبلغ من العمر 75 سنة. وبسؤال الحاج صابر عن مدى توافر المرافق مثل المياه والكهرباء والغاز والتليفونات قال إنها متوفرة منذ زمن لأن هذا الأمر كان محل اهتمام عدد من المسئولين السابقين، مؤكداً رفضه إطلاق مسمى «عشوائيات» على منطقة 4.5 لأن الضابط والمهندس والمحامى وغيرهم من أصحاب المهن المحترمة يسكنون بها، إلى جانب أنها تضم أبراجا وهو ما يختلف مع رؤيته عن العشوائيات فى كونها تضم بيوتا من دور واحد بدون مسلح، لكنه شدد على أن المنطقة تعانى من سوء التنظيم مثل ضيق الشوارع وعدم التزام البائعين بالمساحات المخصصة لهم حيث يقومون بفرش البضائع أمام المحلات مما يساهم فى زيادة الأزمة، مؤكدا أنه إذا توافر التنظيم فسيتغير شكل «العزبة» إلى الأفضل وستصبح أجمل من «مصر الجديدة». أمام محل لإكسسوارات المحمول يقف أحمد شاب فى العشرينيات، قال إنه يسكن فى المنطقة منذ عام 2013 عندما كانت مقلباً للقمامة ووكراً لبيع الحشيش والمخدرات، لكن بعد التطوير أصبحت أجمل من السابق بكثير. وأضاف أنه يؤيد تطوير منطقة «عزبة الهجانة»، لكنه يتمنى ألا تكون هناك إزالات كبيرة، ويجب أن يتم توسعة الشوارع الضيقة التى لا تسمح بعبور السيارات، إلى جانب إيجاد حلول لمشكلة المحلات التى تفرش البضائع أمامها، مطالباً ببناء مستشفى عام بالعزبة، حيث إن المستشفيات الثلاثة الموجودة تقدم خدمات ليست بالمستوى المطلوب مما يضطر المريض إلى التوجه لمستشفيات تبعد عنهم بكثير وبالنسبة للمدارس فيقول إنه لا يوجد سوى مدرستين، الأولى تغطى المرحلة الابتدائية والثانية للمرحلة الإعدادية، لكن كثيرا من أهل «العزبة»، يذهب أبناؤهم إلى مدارس من خارجها غالباً مدرسة «الرشيدي» بمصر الجديدة. وداخل محل لبيع العصائر التقينا غريب أبو ضيف، وهو ليس من سكان منطقة 4.5 حيث قال إنه يأتى من المرج إلى هنا كى يعمل، وأنه سمع من أهل المكان كيف كانت حالته قبل التطوير من انتشار القمامة والأثاث المحطم والكراتين إلى جانب الأكشاك التى كانت موجودة مكان الحديقة الجديدة، مؤكداً أن الوضع كما يراه حالياً أفضل مما سمع كثيراً فالمنطقة تحت الكوبرى تم تنظيفها و استغلالها كمحال لكسب الرزق، بالإضافة إلى التواجد الأمنى من رجال الجيش والشرطة، حيث تم منذ أيام افتتاح قسم ثالث مدينة نصر. فى محل العصائر ذاته قابلنا محمد وهو صبى فى العقد الثانى من عمره من سكان منطقة 4.5 فيقول إن «عزبة الهجانة» أصبحت من الخارج جميلة، لكنها تحتاج إلى تنظيم من الداخل مثل إعادة رصف الطرق وتوسعتها، إلى جانب زيادة أعداد المدارس، فقد توجد مدرسة واحدة فقط فى «العزبة» بشارع الصاعقة للمرحلة الإعدادية، وهى حديثة نسبياً، فقد تم إنشاؤها من سنة أو اثنتين، وبالنسبة للمرافق فالعزبة تعانى من الطفح المستمر للمجارى والصرف الصحى إلى جانب عدم توافر مستشفيات. وفى شارع الشيخ شحاتة، كانت الجرافات والعمال يعملون أسفل أبراج الضغط العالي، مع وجود أنقاض لعدد من البيوت المهدمة وانتشار الحُفر وبحيرات الصرف الصحى فى مناطق عديدة. قال الحاج حسام رجل فى مقتبل الخمسينيات إنه يسكن فى المنطقة منذ ثلاثين عاما عندما كانت المياه تأتى فى عربات، أما الآن فكل المرافق متوفرة وإذا حدث عطل فإنه يتم إصلاحه فى أقرب وقت، مؤكداً أن أصحاب المساكن التى كانت موجودة أسفل أسلاك الضغط العالى تم نقلهم إلى مساكن أفضل من تلك التى كانوا فيها، فمنهم من كان يعيش فى عشة، إلى جانب أن تلك الأبراج كانت تمثل خطورة كبيرة على من يسكن أسفلها فهناك منزل احترق بالكامل ومات كل من فيه بعد أن سقطت إحدى كابلات الضغط العالى عليه، أما الآن فتم نقلهم إلى عمائر «أهالينا» فى شقق تتكون من ثلاث حجرات وصالة بأثاثها، مطالباً الحكومة بتوفير أماكن سكنية خاصة للعاملين بالمنطقة مثل الأفران حتى لا تزداد الأعباء الاقتصادية عليهم. أما عن ملامح الفجر الجديد كشف عدد كبير من مثقفى المنطقة عن اطلاعهم على ملامح خطة التطوير والتى تشمل أعمال تطوير محاور شرق القاهرة بما فيها عزبة الهجانة فضلا عن تنفيذ محور الوفاء والأمل «محور شينزو آبي» فى إطار سياسة الدولة بتطوير المناطق العشوائية والعناية بقاطنيها وربطها بالمحاور الرئيسية عن طريق توسعة محور رئيسى بها يكون بديلًا عن الممرات الضيقة التى يستخدمها المواطنون، ما يساهم فى إنهاء الزحام الشديد وينظم مداخل ومخارج المنطقة ويسمح بدخول عربات الإطفاء والإسعاف ومرور النقل الثقيل. وكشف السكان أن لجان التطوير تقوم بإجراء حصر جديد لتوسعة المحور ليشمل 6 حارات مرورية، حيث من المتوقع إزالة 137 عقارا ونقل ألف أسرة إلى وحدات مجهزة بكامل الأثاث والأجهزة الكهربائية، فضلا عن إزالة قرابة 500 عقار ونقل نحو 1200 أسرة خلال الفترة الماضية فى إطار أعمال إقامة المحور وأيضا انتشال الأسر من أسفل خطوط الضغط العالى التى تهدد حياة المواطنين القاطنين تحت هذا الخطر الداهم لتسكين الأهالى فى وحدات سكنية كاملة التشطيبات بها كل الاحتياجات من الأثاث والمفروشات والأجهزة الكهربائية والمنزلية داخل مشروعات الإسكان الجديدة. وأشاروا إلى أن مشروع تنفيذ محور الوفاء والأمل أهم المحاور التى سيتم إقامتها بمنطقة مدينة نصر، حيث سيربط مدينة نصر بطريق السويس والطريق الدائرى من محور مصطفى النحاس، حيث يبدأ من المنطقة الحرة الاستثمارية مرورا بخطوط الضغط العالى، وسوق السيارات داخل عزبة الهجانة ليتم ربطه بمحور الشهيد إلى أن يصل لطريق السويس مما يحقق السيولة المرورية والتخفيف عن المواطنين ويتم اختصار رحلة الذهاب والعودة بين مدينة نصر وطريق السويس بشكل كبير، وتطوير المنطقة من عشوائية إلى حضارية متكاملة الخدمات.
    أضف تعليق