حكاية مغارة هدايا الملك فاروق

دار المعارف- محمود درغام يعد متحف ركن فاروق بحلوان من المتاحف التاريخية المنسية فى القاهرة نظراً لبعد المسافة بينه وبين مركز المدينة فهو يقع على بعد ستة كيلو مترات تقريبا، والمتحف هو إحدى استراحات الملك الأسبق فاروق الأول التي يرجع تاريخها لعام 1942م، وقد اشترى الملك هذا المكان لكي يبني استراحته التي كان يلجأ إليها للاستجمام بعيدا عن مشاق ومسئوليات الحكم، ويتميز المتحف بواجهته وبوابته الحديدية الخضراء التي تعلوها الشارة الملكية ويتوسطها اسم الملك فاروق، ثم مبنى الاستراحة والذي شيد على الطراز الحديث بحيث يشبه من الخارج شكل اليخت ليتلائم مع موقعه على النهر الخالد وسط حديقة شاسعة يحيط بها سور من الحجارة. وينقسم المتحف إلى قسمين، الشرقي ويضم غرفتي نوم الملك والملكة والحمامين والتراس، والقسم الغربي ويحتوي على قاعات الاستقبال والسفرة والتدخين، وتضم الحديقة مجموعة من أزهار الزينة والعديد من أشجار الفاكهة خاصة المانجو بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى النباتات العطرية مثل «الروزماري» والريحان، كما تتوسطها نافورة من الرخام على الطراز الروماني فى شكل مجموعة من الأطفال تعزف على آلة البوق، وقد تم تصوير العديد من الأفلام عندها مثل فيلم «نهر الحب» للراحلين فاتن حمامة وعمر الشريف. وكان الملك الأسبق فاروق الأول يقوم بجمع كل الهدايا التي قدمت إلى أسرة محمد علي بدءًا من الخديوي إسماعيل ووصولا إليه فى تلك الاستراحة، ومن بين تلك الهدايا ساعة مكتب من البلور يتوسطها قرص من الذهب يحيط به 12 فصا من الزمرد، ويحليها شرائح ذهب لمنظر من الفن المصري القديم لملك محمول على المحفة، وقاعدة الساعة من حجر «المالكيت» مثبت عليها شريحة ذهب مدون عليها إهداء للملك فاروق من ثلاث سطور باللغة الفرنسية، وهذه القطعة فازت مؤخراً فى استفتاء قطعة الشهر عبر صفحة المتحف الرسمية بعد حصولها على أكبر عدد من الإعجابات والتعليقات.