عاطف عبد الغنى يكتب: ضربة على رأس الثعلب.. ليست كافية للقضاء على شره!

عاطف عبد الغنى يكتب: ضربة على رأس الثعلب.. ليست كافية للقضاء على شره!عاطف عبد الغنى يكتب: ضربة على رأس الثعلب.. ليست كافية للقضاء على شره!

* عاجل16-9-2017 | 14:38

بعد قليل.. أو كثير، من الوقت – لا أعرف متى بالضبط – سوف نكتشف أن بنيامين نتنياهو هذا الداهية من أخطر رؤساء الحكومات الذين قادوا الكيان الإسرائيلى فى حقبة ما بعد جيل الرواد الذين أسسوا الدولة العبرية وخاضوا حروبها، واشتغلوا بالسياسة، وآخرهم شمعون بيريز المتوفى فى مثل هذا الشهر (أغسطس) من العام الماضى. ورغم اختلاف الأجيال إلا أن هناك مشتركات كثيرة بين بيريز ونتنياهو، ولسنا فى مجال مقارنة بينهما، فليس هناك اختلافات بين إسرائيليين، وصهيونيين بامتياز إلا فى أسلوب ممارسة الحرب والسياسة، أما الهدف والتوجه والسعى فهو واحد عبر كل أجيال الصهاينة.. ودعونا نتحدث عن الحاضر والقادم، فقد أفرطنا فى الكلام عن الماضى.

(1)

نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى يجوب أركان الدنيا الأربعة، يحشد العالم، للتخديم على مصالح إسرائيل السياسية والاقتصادية بالأساس، وتمهيدًا لكارثة قادمة اسمها الدولة اليهودية.. ونتنياهو ساعة كتابة هذه السطور يكون فى زيارة لأمريكا اللاتينية.. أقصى الجنوب الغربى للكرة الأرضية، فى جولة هى الأولى من نوعها منذ تأسيس إسرائيل.. يزور الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك ويلتقى رئيس باراجواى. نتنياهو لا يتحرك إلا بصحبة وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين يمثلون تقريبًا كل قطاعات التنمية الحيوية (الزراعة – الطاقة – الاتصالات – المياه) وهو نفسه كبير التجار.. لا يحمل فى جرابه بضاعة حقيقية ! ولا يصدّر للآخرين - فى الغالب - إلا كوادره ونظرياتهم عن تعظيم الموارد الطبيعية والثروات من مثل .. كيف تجعل حبة القمح التى تنبت من الأرض أردبًا..؟! وكيف تعيد تدوير مياه الصرف الصحى لتصبح مياهًا معدنية..؟! وكيف تبادل الأرض بالغذاء؟! أما النظرية الأخيرة فهى مصدرة بالأساس للعرب، الذين يتاجر نتنياهو أينما ذهب برضائهم عنه، وعن كيانه إسرائيل، ويتحدث عن صداقات العرب له، والتى لا يعرف عنها العالم الكثير، وقبل سفره الأخير إلى القارة الأمريكية، اجتمع نتنياهو وحاشيته فى مقر الدبلوماسية الإسرائيلية (وزارة الخارجية) فى مناسبة الاحتفال بقرب حلول رأس السنة العبرية (روش هاشناه) وخطب فى الحاضرين فقال إن ما يحدث اليوم فى علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، وأضاف أنه لم يتم الكشف عن هذا التعاون بعد – مستدركا - ولكنه أكبر من أى وقت مضى. وفى ذات الاجتماع أكد نتنياهو على ازدهار علاقات إسرائيل مع دول أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وكذلك روسيا والصين.. وافتح قوسين وضع بينهما ما تستطيع من علامات التعجب.. حتى روسيا والصين اشتغل عليهما نتنياهو دون أدنى اعتبار لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية!

(2)

و كان ينقص نتنياهو أن يسمى أيضًا إيران وتركيا، فى خانة الأصدقاء، ولا تستبعد أى شىء فى عالم السياسة، ومع إسرائيل تحديدًا الشىء الوحيد الذى يمكن أن تستبعده هو الشعور بالدهشة.

(3)

نتنياهو يلاحق تحركات مصر شبرا بشبر.. وذراع بذراع.. ولا أعرف إن كان هذا هاجسًا بالغت فى تقديره.. أم حقيقة، بعد أن لاحظت أنه بمجرد أن يتوجه أو يزور الرئيس السيسى بلدا فى الشرق أو الغرب، أو يحضر قمة أو تجمعًا إقليمى أو قاريًا أو دوليًا، إلا وتأتينا الأخبار بزيارة نتنياهو لها. .. يذهب الرئيس إلى موسكو ويلتقى فلاديمير بوتين.. فيذهب نتنياهو ويجتمع ببوتين فى منتجع سوتشى الروسى على البحر الأسود.. يذهب الرئيس إلى المجر.. فيزورها نتنياهو.. يحضر الرئيس قمة «بريكس» ويجتمع برؤساء الدول والحكومات المنضوية فى المجموعة، فيحاكيه نتنياهو، يسعى الرئيس لإحياء العلاقات التاريخية بمجموعة عدم الانحياز فيندفع نتنياهو للتقارب مع الهند!!.  وخذ من هذا الكثير، لكن يبقى أن أفريقيا هى الدائرة الأقرب والملعب الأكثر تأثيرًا الآن وفى قادم الأيام فى الصراع والتنافس العربى – الإسرائيلى.

(4)

وأحدث الأخبار التى أثلجت صدرى، بل وأسعدتنى فى موضوعنا هذا هو الإعلان عن تأجيل قمة أفريقيا وإسرائيل التى كان مقررًا لها أن تقام فى «لومى» عاصمة توجو خلال الفترة من 23 إلى 27 من شهر أكتوبر القادم. وجاء فى طيات الإعلان عن التأجيل، الذى صدر عن إسرائيل، أن توجو هى التى اعتذرت لأنها تنشد انعقاد هذا الاجتماع التاريخى (حسب وصف إسرائيل له) فى جو من الهدوء، بينما تعانى توجو من اضطرابات ناتجة عن أزمة بين المعارضة والحزب الحاكم! لكننا نستطيع أن نضيف للسبب السابق أسبابًا أخرى تتعلق بتحركات قادتها الجامعة العربية وشارك فيها دبلوماسيون وساسة فلسطينيون، وتمخضت فى النهاية عن إفشال الحدث، ولكم أن تتخيلوا لو انعقد المؤتمر، وما يمكن أن يترتب على ذلك من خسارة العرب للمزيد فى هذه القارة، والذى يغيظ أكثر أنه كان مرتبا أن ينعقد على هامش قمة «لومى» هذه منتدى للشباب الإسرائيلى الأفريقى، وعلى الموقع الرسمى للمؤتمر يمكنك أن تقرأ هذا الكلام: (ويقدّر شباب إسرائيل هذه الفرصة التاريخية لحضور مؤتمر قمة لومى، حيث ستتاح لنا فرصة فريدة للقاء شباب أفريقيا من توجو والبلدان الأخرى المماثلة).. فهل ترى أن إسرائيل سرقت الفكرة من مصر التى خططت لعقد مؤتمرها العالمى للشباب فى شهر نوفمبر القادم فى شرم الشيخ؟! ربما.. والجولات لم ولن تنتهى بيننا وبينهم.. والموقعة القادمة ميدانها الأمم المتحدة، حيث خططت إسرائيل للحصول على مقعد فى مجلس الأمن العام القادم.. وضمان أصوات أمريكا اللاتينية وأفريقيا فى هذه المعركة مهم جدا، أما ضربة إلغاء قمة إسرائيل أفريقيا التى نزلت على رأس نتنياهو فليست كافية لإصابته بالدوار أو الذهول عن هذا الهدف.
    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2