د. يحيى هاشم يكتب: زيادة السكان .. القاتل الصامت

غير مصنف21-2-2021 | 10:54

إن زيادة السكان المتسارعة دون سيطرة تقتل التنمية و ثمارها في المجتمع بصمت دون أن نشعر و نجد أننا مهما قدمنا من مشروعات و خدمات كثيرة لا تحقق الاشباع للاحتياجات التي يبحث عنها  الفرد داخل المجتمع و بذلك نرى أن مشكلة الزيادة السكانية يكمن حلها الحقيقي في وعي المواطن بالمشكلة و تداعياتها و تأثيرها السلبي على جوانب الحياة المختلفة . فالمواطن يريد أن يرى الفصل في المدرسة به عدد قليل من الطلاب و لكن كيف يتحقق ذلك مع زيادة سكانية سريعة تفوق الامكانيات المتاحة و يحتاج المواطن الى توفير علاج مناسب له و لأسرته و كذلك يحتاج الى حضّانات لحديثي الولادة و غيرها من الخدمات الطبية و لكن عليه ان يدرك أنه كلما زاد عدد السكان بشكل كبير سوف تزداد هذه المشكلة تعقيدا . كما أننا نحتاج الى فرص عمل تستوعب كل هذا العدد الكبير من السكان حتى يكون هناك توازن بين الاحتياجات و الموارد و الانتاج و الاستهلاك و هذا بالطبع يحتاج الى وعي من المواطن يجعل منه داعم لفكرة السيطرة على الزيادة السكانية التي تقتل احلامنا في صمت . و إذا نظرنا إلى احتياجاتنا من توفير السكن المناسب لكل هذه الاجيال الجديدة فسوف ندرك خطورة المشكلة لاننا نحتاج عدد مساكن يتناسب مع عدد السكان و هذا بالطبع ليس من السهل توفيره لما يحتاجه من تكاليف مالية عالية جدا تفوق الامكانيات و تحتاج إلى إدراك و وعي حقيقي لدينا كمواطنين لكي نستطيع أن نتصدى لهذه المشكلة . و علينا أن نتخلص من المعلومات الخاطئة عن الوسائل الطبية المستخدمة في تنظيم الأسرة و ما يشاع حولها من معلومات مغلوطة و لاعلاقة لها بالحقيقة و التي تؤثر بشكل مباشر في زيادة عدد السكان التي نعاني منها بشدة كما ان مفاهيمنا الثقافية و الاجتماعية حول انجاب الذكور و مفهوم العزوة و سباق الأقارب في زيادة عدد الابناء و الزواج المبكر للفتيات  كل هذا يحتاج إلى تغيير فعلي في هذه المفاهيم التي لا تتماشى مع متطلبات المستقبل و تقتل التنمية في كافة الاتجاهات بصمت . كما أننا لا يمكن أن نغفل الدور المهم للمسجد و الكنيسة في تصحيح المفاهيم حول تنظيم الأسرة و السيطرة على الإنجاب فنحن لا نمنع الغنجاب و لكننا نبحث عن تنظيمه حتى نستطيع أن ننعم بجودة الحياة الكريمة لكل المجتمع حاليا و مستقبلا . إن بناء مستقبل هذا الوطن الغالي مصر هو مسئوليتنا جميعا لأننا نحن من نعيش في هذا المجتمع و نحن من سيستفيد من ثمار التنمية الحالية و المستقبلية و لذا علينا أن نعبر عن حبنا لأنفسنا و لبلدنا بأن ندرك خطورة هذه المشكلة التي اصبحت هي التحدي الرئيسي أمام تحقيق أحلامنا جميعا في تحقيق الحياة الكريمة داخل المجتمع . إن مشكلة الزيادة السكانية التي اعتبرها القاتل الصامت للتنمية هي مشكلة اجتماعية ذات ابعاد ثقافية و أبعاد دينية وأبعاد اقتصادية وأبعاد صحية لذا علينا أن نضع استراتيجية وطنية للحد من الزيادة السكانية تتضمن كافة الأبعاد السابقة و تتضمن خطط فرعية تخص كل محافظة منفصلة وفقا لنوعية مسببات الزيادة السكانية بها . علينا أن ندرك جيدا أن تحدي الزيادة السكانية هو مشروعنا القومي القادم و نعمل جميعا على زيادة الوعي لدى المجتمع و ندعم كافة أنشطة الدولة في هذا الاتجاة حتى نتمكن من بناء مصر المستقبل التي نحلم بها و نتغلب على الزيادة السكانية القاتل الصامت لكل أحلامنا .
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2