مهنى أنور يكتب: نادى القضاة.. سبعون عامًا من التاريخ الوطنى
فى منتصف فبراير عام 1951 افتتح الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ومعه قضاة مصر برئاسة المستشار محمود فهمى يوسف باشا أول رئيس لنادى قضاة مصر رسميا مبنى نادى قضاة مصر بعد أن توافق القضاة على إنشاء أول نادى للقضاة بجوار مبنى دار القضاء العالى بعد أن عقدت أول جمعية تأسيسية منذ عام 1939 بإنشاء رابطة للإخاء والتضامن للقضاة وتوثيقها كنادى يجمعهم حيث استمرت هذه الجهود لمدة 12 عامًا.
ويأتى شهر فبراير الحالى 2021 ليكون الذكرى السبعون لإنشاء نادى قضاة مصر وافتتاحه رسميًا فى فبراير عام 1951 ليحتفل القضاة بتاريخهم الوطنى طوال سبعين عامًا فى رحلة التاريخ الوطنى ومؤازرة الدولة المصرية باعتباره إحدى المؤسسات الفاعلة فى الوطن تجمع القضاة وتعبر عن دورهم التاريخى والنضالى وخدمتهم فى المجال الاجتماعى والصحى ورعايتهم مهنيًا وصحيًا واجتماعيًا.
وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 حيث كان لنادى قضاة مصر موقفه الوطنى ووقوفه بجوار ثورة الشعب التى قام بها الضباط الأحرار وأيدها شعب مصر ليأخذ نادى القضاة دوره المنوط له خدمة القضاة وحمايتهم ورعايتهم اجتماعيًا وصحيًا فى إطار مؤسسات الدولة المصرية.
كانت ثمانينيات القرن الماضى فترة ذهبية فى هذه المؤسسة المصرية الوطنية وهى نادى قضاة مصر بعد أن اتسع دوره فى جمع القضاة حيث بدأت متابعتى للشأن القضائى فى منتصف الثمانينيات وبالتحديد خلال عام 1986 وما بعده حينما كان المرحوم المستشار محمود بهى الدين عبد الله رئيسًا لنادى قضاة مصر أقوم بمحاورته فى حوارات صحفية بمجلتى الإذاعة والتليفزيون ومجلة أكتوبر واستمر عمل المستشار محمود بهى الدين لفترتين متتاليتين جاء بعده المرحوم المستشار مقبل شاكر رئيس مجلس القضاء الأسبق الذى توفى منذ أسبوع تقريبا وكان العصر الذهبى لنادى قضاة مصر حيث كان المستشار مقبل شاكر رحمه الله محبوبًا من الجميع من الوسط القضائى ومن خارج الوسط القضائى وقدم خدمات جليلة للقضاة كافة واستمر تولى المستشار مقبل شاكر لفترتين لرئاسة نادى القضاة إلى أن جاء الإخوان بقضاتهم أوائل العام 2000 واختطفوا نادى القضاة برئاسة زكريا عبدالعزيز ومعه أعضاء مجلس الإدارة الإخوانى.
وكان معهم المستشار هشام جنينة الذى تولى سكرتير عام نادى قضاة مصر فى نفس الوقت كان أحمد مكى وشقيقه محمود مكى يعدان نادى قضاة الإسكندرية للاختطاف أيضا بوصول محمود الخضيرى لرئاسة نادى قضاة الإسكندرية ومعه مجلس إخوانى ليبدأ نادى القضاة فصلاً جديدًا من أخونة النادى على أيدى الإخوان بقيادة مستترة يقودها من خلف الستار المستشار حسام الغريانى ويبدأ مجلس الإدارة ورئيسه فى مهاجمة الدولة المصرية وتبدأ الوقفات الاحتجاجية وخروج القضاة بأوشحتهم ومهاجمة الدولة المصرية واستقبال المنظمات الأجنبية وعلى رأسها هيومان رايتس ووتش الإخوانية وكتابة تقارير ضد الدولة المصرية، إلا أن أغلبية قضاة مصر كانوا ضد هذا التوجه الذى يخدم الجماعة الإرهابية ومرشدها حتى كانت المفاجأة بأن صحح القضاة طريقهم وأعادوا نادى القضاة لهم مرة أخرى برئاسة المستشار الجليل أحمد الزند ليكون رئيسًا مميزًا بدءًا من عام 2008 ولفترتين متتاليتين ويقود النادى أول شرارة ضد الإخوان ومرشدهم بعد أحداث الفوضى فى 28 يناير 2011 ليشارك القضاة المصريون فى ثورتهم الشعبية فى 30 يونيو 2013 والتى قام الشعب والجيش والقضاء والشرطة بعزل الإخوان لتبدأ رحلة جديدة من الدور الوطنى لنادى قضاة مصر بعد ثورة 30 يونيو فى الدفاع عن الدولة المصرية ومؤازرتها ضد التدخل الأجنبى فى شئونها الداخلية، ويأتى رجل المرحلة المستشار الجليل محمد عبد المحسن منصور رئيسًا لنادى القضاة لفترتين متتاليتين ويقوم النادى بالرد سريعًا على أى مغالطات وتدخلات فى الشأن القضائى المصرى من أى منظمات مشبوهة أو ادعاءات مغلوطة رافضًا التدخل فى الشأن المصرى والقضائى.
وهنا وجبت التحية لجميع قضاة مصر الذين يحتفلون فى شهر فبراير الحالى بالسنة السبعين لافتتاح ناديهم العريق كأول نادى لقضاة مصر وتحية للمستشار الجليل محمد عبد المحسن منصور رئيس مجلس إدارة نادى القضاة وكل أعضاء المجلس الأجلاء ونقول لهم عقبال العيد المئوى للنادى إن شاء الله.