فتح تأخر الكونغولى والتر بواليا فى إثبات قدراته الهجومية كمهاجم لفريق الأهلى وعدم تسجيله سوى هدف وحيد حتى الوقت الحالى، ملف نجاح الأندية الصغيرة بمصر فى بيزنس ظهر منذ سنوات طويلة لكنه بدأ يتوهج فى العصر الحالى، وهو تصدير بضاعتها من اللاعبين الأفارقة الذين تشتريهم بأبخس ثمن للأندية الكبيرة بأعلى سعر بعدما يتألقون ويجذبون الأنظار فتتهافت تلك الأخيرة عليهم وتدخل فى سباق على ضمهم، لكن معظمهم سرعان ما يثبت أنهم أقرب فى الجودة إلى «البضاعة الصينى».
دار المعارف _ مصطفى يحيى
فى إحدى محافظات شمال الصعيد تعرفت على أحد العاملين بشركة تسويق لاعبين، يأتون بهم من أندية صغيرة بأفريقيا ويتم تسويقهم لأندية مصرية صغيرة، حتى لو كانت تلعب بالدرجات الأدنى من الممتاز، وذلك بأسعار ضئيلة ومرتبات سنوية زهيدة، على أمل تألقهم وبيعهم بأثمان أعلى للأندية الكبرى، وذلك كله مقابل العمولة لتلك الشركة.
شطارة الأندية الصغيرة المصرية فى نصب الفخ لمثيلتها الكبيرة، خاصة الأهلى والزمالك، عديدة على مر السنوات الماضية، لكنها أيضا بدأت تظهر من أندية خارج مصر عند بيعهم للاعبين إلى القطبين.
الأمثلة كثيرة تحتاج لصفحات لحصرها، لكننا سنكتفى فى هذا التقرير بإلقاء الضوء على بعض النماذج التى حدثت مؤخرًا وكانت لافتة للنظر..
بواليا والأهلي
بواليا اشتراه الجونة من نكانا رد ديفلز الزامبى موسم 2019-2020، بما لا يزيد على 250 ألف دولار، فى وقت باعه للأهلى بحوالى 2 مليون دولار فى يناير الماضى لمدة 4 سنوات ونصف.
تألق بواليا «25 عاما» مع الجونة الموسم الماضى وسجل 13 هدفًا، كثالث هدافى الدورى دفع القطبين للهث خلف اللاعب لخطفه، حتى ضمه الأهلى على أن يحصل على 500 ألف دولار بالموسم الأول، 550 فى الموسم الثانى، و٦٥٠ فى الموسم الثالث و750 بالموسم الرابع.
والتر مع الأهلى سجل هدفا وحيدا فى 6 مباريات بالدورى، بينما اكتفى بصنع هدف فقط فى 3 مباريات بكأس العالم للأندية، بمعدل 437 دقيقة لعب.
الزمالك يذوق نفس الكأس مع كابونجو
الزمالك وقع أيضًا فى هذا الفخ من ناد ساحلى آخر هو الاتحاد السكندرى، عندما تعاقد مع مهاجمه الكونغولى أيضًا كابونجو كاسونجو موسم 2017-2018، بحوالى مليون دولار، لمدة 4 سنوات، قبل فسخ عقده نهاية الموسم الماضى.
كابونجو «26 عاما» كان يحصل من الزمالك على 250 ألف دولار سنويًا بزيادة 25 ألف فى كل موسم، يأتى ذلك فى وقت قد اشتراه الاتحاد موسم 2016-2017 من فريق كالوم ستار الغينى بـ25 ألف دولار.
مع الزمالك لعب كاسونجو 74 مباراة فى كل المسابقات بمعدل دقائق لعب 4.507، لم يسجل سوى 22 هدفًا وصنع 3، فى حين خلال مشاركته فى 24 مباراة مع الاتحاد بجميع المسابقات، بمعدل 1.857 دقيقة لعب، سجل 12 هدفًا وصنع 3.
الأندية الخارجية «تستنصح» على القطبين الأهلى فى تجربته مع الأنجولى جيرالدو دا كوستا، يبدو وكأنه اشترى «بضاعة صينى» مغشوشة، بعدما فشل بضراوة فى تقديم أى مردود فنى مميز، خاصة أنه ضمه يناير 2019 مقابل حوالى مليون دولار من نادى أول أغسطس الأنجولى لمدة 4 مواسم ونصف، رغم أن الأخير ضمه فى صفقة انتقال حر.
وكان يتقاضى 650 ألف دولار بالموسم الأول وتزيد 50 ألف كل موسم، قبل أن يتم الاستغناء عنه مجانًا بالتراضى فى يناير 2021 مقابل حصوله على ما يقرب من نصف مستحقاته المتبقية له عند الأهلى.
جيرالدو «29 عامًا» رحل غير مأسوف عليه لعدم تقديمه أى مردود سواء كأداء أو تهديفيًا، فخلال 45 مباراة بجميع البطولات بمعدل 2.334 دقيقة لعب، سجل فقط 5 أهداف وصنع 7.
المثلوثى «بضاعة صينى»
رغم أن الزمالك ضم حمزة المثلوثي، ظهير الصفاقسى التونسى السابق، فى صفقة انتقال حر بعد انتهاء تعاقده مع الأخير، إلا أن كثرة إصاباته منذ ضمه وما يتردد عن معاناته من إصابة مزمنة بالركبة، خاصة مع عدم مشاركته إلا فى مباراتين مع الفريق من أصل 12 لقاءً بجميع المسابقات، جعل البعض يعتقد بأن الزمالك اشترى «بضاعة صينى».
صاحب الـ28 عامًا وقع للزمالك 3 مواسم، يتقاضى فى أول موسم 650 ألف دولار، مع زيادة راتبه فى العامين الثانى والثالث بجانب الحوافز.
وحول ذلك يقول هانى العقبى، لاعب الأهلى السابق، إن ما يحدث شطارة من الأندية الصغيرة فى تسويق لاعبيها حتى لو لم يكونوا على المستوى المطلوب، فهم غير مسئولين عن لهث الأندية الكبيرة خلف بعض لاعبيهم لمجرد تألقهم فى فترة ما.
وأكد العقبى على ضرورة التعامل باحترافية حقيقية عند التعاقد مع أى لاعب مثلما يحدث بالأندية الأوروبية، فالأمر لا يتوقف فقط على مجرد أداء فنى مميز فى توقيت ما، لكن هناك أمور أخرى تؤخذ فى الحسبان كنسبة إصابات اللاعب خلال فترات لعبه السابقة، وكم عدد الدقائق التى شارك فيها والأهداف التى أحرزها أو صنعها إذا كان يلعب فى الصفوف الهجومية؟
وطالب العقبى من القطبين بضرورة تقنين عمليات التهافت على شراء اللاعبين، خاصة الأفارقة أو الأجانب بشكل عام، نظرًا لأنه يتم شراؤهم بالعملة الصعبة، ما يكبد خزائنهما ملايين الجنيهات وقد يكون دون فائدة فيما بعد.