حسام عبد القادر يكتب: السفر وسنينة «14» سفراء الوطن.. حجاجوفيتش نموذجًا
من أهم مفاهيم السفر التي يجب أن نستوعبها ونعيها جيدا، أنك ستصبح سفيرا لبلدك بمجرد أن تسافر، فمعظم تصرفاتك هي محط أنظار الآخرين، ودائما ينسبون تصرفاتك سلبية كانت أو إيجابية لبلدك، فيقولون "المصري يفعل كذا.." و"المغربي والجزائري والكويتي، وهكذا لكل الجنسيات" ولا تتخيل مدى أهمية أشياء تبدو لك صغيرة جدا، ولكنها كبيرة جدا خاصة في المجتمعات الغربية.
من أهم الملاحظات أننا تعودنا ألا نربط الحزام بالسيارة، حتى بعد وجود قانون يفرض ذلك، ولكن إن ركبت تاكسي مثلا في أوروبا أو أمريكا لن يتحرك من مكانه حتى تضع الحزام، وسيظل منتظرك حتى تضعه، لأنه سيدفع غرامة معك عند المخالفة.
دائما يوجد مكان لسير المشاة بالشارع، ومكان لعبور الشارع، لا يمكن أبدا أن تخترق هذه القواعد، فحتى إذا غفل عنك رجل البوليس ولم ينتبه لك، فستكون موضع تعجب واندهاش من كل الناس حولك، سينظرون إليك كأنك كائن فضائي جئت من كوكب تاني، وصدقوني أنا لا أبالغ.
طبعا من البديهيات –وأكرر من البديهيات- أن رمي المخلفات لابد أن يكون في صندوق القمامة، والبصق في الشارع قد يؤدي بك إلى السجن لأنك لن تتحمل مبلغ الغرامة، وكلمة في أذنكم أن النظرة الخاطئة إلى النساء محرمة دينيا عندنا، وقانونيا واجتماعيا عندهم.
وحتى لا أتهم بالمبالغة، لابد أن أقول أنه يوجد مخالفون بالفعل، وكل مكان به الملتزمون وغير الملتزمون، وهناك من لا يهتم بنظرة الناس، وطالما رجل البوليس غير موجود فيفعل ما يريد، ولكن تذكروا أن حديثنا أننا سفراء لبلدنا، فأي فعل تفعله ينسب لكل الشعب مع الأسف، فتخيل مثلا أنك مسؤول عن كل الشعب المصري في الغربة وأنت لا تعلم.
ومن النماذج الرائعة جدا التي يهمني الحديث عنها وكان سفيرا لبلده عن حق الشاب المصري "حجاجفويتش"، وهو رحالة مصري ومغامر اشتهر بلقب ابن بطوطة القرن 21 والسفير غير العادى لمصر وسفير السلام العالمي، وهو أول شخص يسافر إلى كل دول العالم بغرض نشر قيم السلام والمحبة ومحاربة العنصرية وتصحيح الأفكار الخاطئة عن دول العالم رافعا العلم المصري في كل مكان، حيث كان حلمه منذ صغره أن يرفع علم بلده في جميع دول العالم.
وحجاجفويتش هو اسم شهرته، الذي أطلقه عليه في بداية رحلاته صديقه الصحفي الروسي مارسال تيبوف، ولقى هذا الاسم صدى إعلاميا واسعا حيث أن فيتش تعنى المنتصر، واسمه الحقيقي أحمد حجاج.
سافر حجاجوفيتش حتى الآن إلى أكثر من 136 دولة حول العالم ووثقها بالصورة والفيديو كما أعطى محاضرات كثيرة لأطفال المدارس وشباب الجامعات في جميع هذه الدول مروجا لرسالة السلام، وظهر في أكثر من 1500 مؤسسه إعلامية مرئية ومسموعة ومقرؤه بجميع الدول التي زارها.
بعد تخرجه من الجامعة عام 2007، بدأ طريقه نحو حلمه حاملا رسالته من سفره للعالم وهي: الحرية، الفرح، السلام، عالم واحد متحد بلا عنصرية، عالم واحد متحد بلا حدود، عالم واحد متحد على حب مصر.
واجه ولا يزال صعوبات مادية ومعنوية كثيرة، فقد أضطر في بدايه رحلاته أن يبيع سيارته وبيته ليكمل سفره، ودائما في جميع محاضراته يحث الشباب على عدم اليأس والتجربة أكثر من مرة وكل ذلك تحت شعاره "إحلم.. إحمى حلمك وانطلق".
هذا الشاب الرائع يستحق عن جدارة لقب سفير مصر، واستطاع أن يعطي صورة جميلة جدا عن بلده من خلال تصرفاته وأفعاله، والمحاضرات التي ألقاها.
أتمنى أن يكون حجاجفويتش قدوة للشباب المصري المسافر لتكون صورة مصر صحيحة أمام العالم أجمع.