خاص| أمين الفتوى: الصحابة قاموا بتنظيم الأسرة

خاص| أمين الفتوى: الصحابة قاموا بتنظيم الأسرةخاص| أمين الفتوى: الصحابة قاموا بتنظيم الأسرة

غير مصنف2-3-2021 | 23:16

دار المعارف

أكد الدكتور خالد عمران، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على مدى أهمية وخطور المشكلة السكانية قائلا: إنها أهم المشكلات التي يواجهها الوطن، بل إنه تقريبا لا توجد مشكلة من المشكلات الوطنية التى نعيشها إلا يظهر فى أحد محاورها مشكلات الزحام ونقص الغذاء، وهي من تداعيات المشكلة السكانية، إذًا فالأزمة السكانية، لها إسهام فى كل المشكلات الأخرى التي يعاني منها الوطن.

جاء ذلك خلال الندوة، التى استضافتها مجلة "أكتوبر" وبوابة "دار المعارف الإخبارية"، بعنوان "الوعى يحمى المجتمع"، ضمن سلسلة ندوات لمواجهة النمو السكانى المرتفع جدا. والتى حضرها الدكتور أسامة الزهرى مستشار الرئيس للشئون الدينية، والأب أرميا مكرم، كاهن كنيسة مار جرجس الساحل وعضو الأمانة العامة لبيت العائلة المصرية، والمطران منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقى. واللواء دكتور نصر سالم، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، والدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومى للسكان السابق، ومحسن عليوة، أمين عام عمال حزب حماة الوطن.

الدكتور خالد عمران

وقال عمران فى تصريحات خاصة: بما أننا ننطلق من الجانب الإفتائى والخطاب الدينى الذى يحمل على عاتقه مسئولية جزء كبير من الوعى، خصوصا فى المجتمع الذى نعيش فيه، فتوجد مشكلتان من الجانب الإفتائى.

مشكلتان المشكلة الأولى، هي أمر صار ينمو ويتنامى فى تركيبة الأسرة المصرية، وأعتقد بحكم تربيتى ومشاهداتى الكثيرة، إنه صار جزءا من تركيبة الأجيال الجديدة، وهو التنصل من المسئولية تجاه الأسرة والأولاد، فالزوج والزوجة يرمون بالمسئولية على الطرف الآخر غالبا فيما تتعرض له الأسرة من أزمات وما يجب اتخاذه لها من قرارات.

والمشكلة الثانية، وهي ليست جديدة بل تمتد منذ سنوات، هي محاولة التساقط من الخرافيين والمتطرفين لعقول المصريين فيما يبثونه لهم من حجج، وبعضها مقصودها ضال، فأنا أقرأ صياغات يكون ظاهرها الرحمة ولكن باطنها فيه عذاب. والمتطرفون والخرافيون يحاولون أن يتلاعبوا بهذه الحجج، مع حالة مطابقة من التنصل من المسئولية، وهذا مناف فى الشرع لقوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته». فمثلا جملة «الولد هيجى برزقه» تعد تنصلا من المسئولية، وكذلك من يقول «هات وخلاص».

تجويد النسل ونحن نتناول هذه المشكلة السكانية، أدعو إلى العمل على نشر وتوضيح مصطلح جديد بجوار مصطلحي تحديد النسل وتنظيم الأسرة، وهو مصطلح تجويد النسل.

وهذا المصطلح مقصود شرعى ومفهومه أن الإنسان ليس فقط عليه إنجاب ولد أو بنت، ولكن نريد «ولد متعلم متربى مكتمل نفسيا ومكتمل رياضيا» وهذا مقصود شرعى.

وأقدر أن تأخذ هذه الندوة زمام المبادرة، لتبني تلك المعالجة للأزمة، ونستدل على الدليل الشرعى فى أن المقصود الشرعي جاء لتجويد النسل، ومن ثم العناية بالإنسان ورعايته، وهذا شىء مهم جدا ولكن الذى يتنصل من المسئولية غير واع بذلك فى بعض الأحيان.

وأيضا تأتى حجج أخرى، مثل أن هناك رزقا يوزعه الله على جميع خلقه، نعم الله هو الرازق، ولكن فى نفس الوقت هناك «السعى للرزق» مكلف به الإنسان ليستحق رزق الله له، والسابقون لخصوها فى جملة عبارة لطيفة، وهي: «أبدر الحب وقول يا رب»، وكذلك لخصها الرسول صلى الله عليه وسلم فى قوله: «اعقلها وتوكل».

إدراك الصحابة والصحابة الذين تعلموا من الرسول عليه الصلاة والسلام، أخذوا بالأسباب، قاموا بتنظيم الأسرة، ولكن يأتى بعض الخرافيين والمتطرفين، ويحاولون انتزاع هذا الفهم الرشيد ودسوا على التدين المصرى الصحيح مقولات دخيلة عليه تخالف المقاصد الشرعية الحقيقية.

أما فيما يتعلق بمخافة أن يقع من يقوم بتنظيم أسرته، تحت قوله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ» أو قوله تعالى: «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ»، فنحن لا نصل إلى درجة القتل، ونحن جميعا متفقون على أن قتل الأبناء حرام شرعا، ونحن حريصون جدا على حفظ الحقوق، حتى حقوق الجنين فى بطن أمه، ولكننا نتكلم عن مرحلة الثقافة من أول الارتباط، ولا ننتظر وصول العلاقة الزوجية إلى مرحلة تكوين الجنين.

هذا الكلام المغلوط والمقصود تحريفه عن مقصوده الشرعي، ظهر مع بداية الأزمة السكانية، فى فترة الستينيات، مع ظهور الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وازداد فى الثمانينيات والتسعينيات، مع توغل نشاطها فى مختلف القرى والنجوع فى أنحاء الجمهورية.

صورة جماعية لحضور ندوة الوعى يحمى التنمية

مبادرة دار الإفتاء وعندما أطلقت دار الإفتاء مبادرتها وحملاتها لمواجهة هذا الوعي الديني المشوه، والإفتاء كشأن المؤسسات الدينية الأخرى فى مصر، تتضافر جهودها مع الدولة، لأن فعلا المشكلة حقيقية وكبيرة وخطيرة إذ إن تلك الزيــــادة السكـــــــــانية العشوائية، تعد وقودًا للجماعات المتطرفة والإرهابية.

وكان من أهم بنود مبادرات وحملات دار الإفتاء والتي نتمنى أن تتبناها تلك الندوة، هو مصطلح تجويد النسل، وتجويد هذا الإنسان المصري بمختلف مراحله العمرية، حتى لا نكون كثرة ينطبق عليها تحذير رسول الله «كغثاء السيل»، حتى لا تساعد أعداءك على التلاعب بك وبمستقبل وطنك، بعدم تحملك المسئولية.

ودار الافتاء، وعلى رأسها فضيلة المفتى، فى فترات سابقة، بدأت الدعوة لتصحيح مفهوم التكاثر والتناسل، تقريبا بدأت من سنة 1980 ولدينا فتاوى فى سجلات دار الافتاء منها الفتوى التى أعيدت نشرها على موقع دار الإفتاء وأعقبها الهاشتاج الأخير (تنظيم النسل جائز) عن تنظيم الأسرة، وهي فتوى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، المفتي الأسبق وشيخ الأزهر الأسبق، والتي قالها لتفنيد الدعاوى والحجج التى ظهرت منذ سنة 1980 ويحاول البعض تجديدها مرة أخرى، فى إطار تلك الحرب التي تشنها الجماعات التكفيرية والمتطرفة على الدولة المصرية منذ سنوات عديدة، وهذه الأيام انتقلت الحرب للسوشيال ميديا.

«اثنين كفاية» وأشار د. خالد عمران، إلى أن فضيلة المفتى خصص أحاديث كثيرة له وللعلماء للتوصية فى هذه المسألة، حيث شاركت دار الإفتاء فى حملة (اثنين كفاية) والتى دشنتها وزارة التضامن، وكنا من أوائل المتضامنين والمنضمين لها، وما زلنا مع الحملة من منطق دينى ومسئولية دار الإفتاء المصرية المجتمعية.

وهنا نطرح فكرة ونوصى بها وهى أن المعركة القادمة، ضد الزيادة السكانية العشوائية، ينبغى أن تشهد مزيدا من التنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني، والنزول إلى الشارع للوصول للناس أصحاب المشكلة للإسهام فى حلها، بمعنى أن نتوقف عن سياسة «الجزر المنعزلة» وهذا يجعلنى أشكر القائمين على الندوة، لحرصهم على تنوع الحضور وما يمثلونه من مؤسسات وملفات، فهذا الجهد يجب أن يكون نواة مثمرة لعمل أكبر يساعد الدولة فى علاج تلك المشكلة.

تجربة دار الإفتاء وأضاف د. خالد عمران: فقط أريد أن أطرح عليكم تجربة دار الإفتاء المصرية قامت بها على نحو ١٠ دفعات خصوصا بعد ظهور مشكلة الطلاق، فقد قامت دار الإفتاء بتدريب ١٠ دفعات من المقبلين على الزواج وجزء كبير من التدريب الذي يحدث يتحدث عن الثقافة الإنجابية والسكانية وقد أسفرت هذه الدفعات عن ثمرة كبيرة، حيث تشاركت فيها جهود تثقيفية متضافرة من الشيوخ لحديثهم عن أحكام الأسرة والوضع الديني فى مثل هذه الأمور وأيضا الجانب النفسي والاجتماعي حتى الوصول إلى ميزانية الأسرة وكيفية التعامل معها وجزء كبير منها فى التثقيف الإنجابي وكيفية الاعتناء بالأطفال.

https://www.youtube.com/watch?v=DZV2VCoSakA
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2