د. يحيى هاشم يكتب: الزيادة السكانية و الأمن القومي المصري

غير مصنف4-3-2021 | 10:34

ندرك جيدا  أن الزيادة السكانية السريعة التى تشهدها مصر تعد من المعوقات الأساسية التي تقف أامام شعورنا بجودة الحياة و تلتهم كل النتائج الايجابية التي تعود على المجتمع من خطط التنمية التي تنفذها الدولة و لكن علينا أن نسأل انفسنا هل كل الآليات التى نتبعها فى معالجة قضية الزيادة السكانية تحقق النتيجة التى نود الوصول اليها أم أنها لم تحقق لنا أهدافنا ؟ كما ينبغى علينا أن نسأل انفسنا أيضا هل هذه القضية فى المقام الأول اجتماعية أم أنها قضية صحية أو أنها قضية دينية ؟ حتى نتمكن من وضع استراتيجية مناسبة لتحقق لنا الاهداف المطلوبة . و من المهم أن يعلم المواطن المستهدف من هذه الخطط أن المشكلة هي تنظيم الاسرة و ليس حرمانه من الانجاب و علينا أن نشرح له بأن هذه الزيادة السكانية سوف تأثر سلبيا على جوانب اساسية كثيره من حياته هو و أسرته ومنها أن يجد لأبنائه فرصة تعليم مناسبة فى فصل به عدد قليل من الطلاب بدلا من هذه الاعداد الكبيرة التى تؤثر على جودة التعليم و كذلك احتياجه إلى توفير التطعيمات المطلوبة لأبنائه و الرعاية الصحية له هو وأسرته بشكل يحقق له الرضا بالاضافة الى تأثير هذه الزيادة السكانية على توفير المسكن المناسب له و التأثير الخطير على ايجاد فرص عمل لابنائه فى المستقبل . و ينبغى علينا أيضا أن نزيد من رفع وعي و ثقافة و معرفة المرأة بمزايا تنظيم الاسرة و المردود الصحى الكبير لذلك عليها هي و المولود الجديد حتى يتمتع كل منهم بصحة جيدة كما ينبغى ان نرفع وعي الرجل أيضا بهذه الثقافة المعرفية الضرورية التى تنعكس على أفراد الأسرة جميعا لكي يعيشوا حياة بلا أمراض ينفقون على علاجها جانب كبير من دخلهم . إن قضية الزيادة السكانية تهدد الأمن القومي المصري لأن المشكلات المترتبة عليها و يعاني منها المواطن يستغلها أعداء الوطن لخلق صورة ذهنية خاطئة لدى المواطن عن الدولة و يظهر الأمر له كما لوكانت الدولة هي السبب في هذه المشكلات في حين أن السبب الرئيسي لهذه المشكلات هو عدم وعي المجتمع بأهمية هذه المشكلة الكبيرة و علينا ان نزيد بل و نضاعف من خطط الاستثمار فى البشر الموجودين على ارض مصر ليكون لهم دور فعال فى البناء و التنمية نحو المستقبل و تكون هذه الخطط مبنية على علاج اسباب الزيادة السكانية التى يأتى على رأسها الفقر و الامية اللذان يدفعان الاسرة الى تشغيل الاطفال مبكرا و تسربهم من التعليم ليكونوا مصدر دخل للأسرة و كذلك الدفع بالاسرة الى الزواج المبكر للفتيات الذى يؤثر سلبا على صحة الفتيات نظرا لطول الفترة العمرية للانجاب مما يزيد من المواليد بشكل كبير  لكي نحمي عقول المواطنين من الاختراق الخارجي و نزيد من وعيهم بخطورة الزيادة السكانية . كما أن المفاهيم المغلوطة حول وسائل تنظيم الأسرة بأنها قد تسبب أمراض خطيرة يحتاج أيضا إلى مجهود كبير للتوعية و تصحيح المفاهيم لتكسر العائق و الحاجز بين استخدام هذه الوسائل و بين الفئات المستهدفة لنتمكن من تحقيق نتيجة فعالة إلى معالجة المشكلة السكانية . نعلم جميعا أن الثقافة و المعتقدات و الموروثات الشعبية التى تشكل وجدان المصريين تحتاج منا الآن إلى إعادة نظر لأن بها ما يعيق خططنا لتنظيم الأسرة و منها فكرة أن الانجاب عزوة و كذلك ثقافة انجاب الذكور التى تدفع الكثيرين إلى الاستمرار فى الانجاب أيا كانت عدد مرات الانجاب حتى ينجب الولد الذكر كما ان ضغط الاسرة على العروسين فى بداية الزواج بسرعة الانجاب يعد عاملا مؤثرا أيضا فى هذه المشكلة و يعد أيضا تعدد الزوجات من العوامل المؤثرة فى الزيادة السكانية و خاصة أن الدراما تعزز فكرة تعدد الزوجات و تظهرها بشكل يشجع عليها على عكس ما نعمل علية لتنظيم الأسرة . و لن ننسى أيضا أن المفاهيم الدينية المغلوطة و المتطرفة حول تنظيم الاسرة تقف عائقا امام نجاح خطط تنظيم الاسرة و معالجة مشكلة الزيادة السكانية فعلينا ان نوجه المزيد من الاهتمام الى توضيح صحيح الاديان فى هذه المشكلة ليكون الفهم الصحيح للدين دافعا لتحقيق التنمية من خلال تنظيم الاسرة . علينا ان نطرح حلولا غير تقليدية لحل هذه المشكلة السكانية و منها أن نفكر خارج الصندوق لنقترح مثلا أن نخفض المدة البينية بين درجات الترقى الوظيفى للعاملين بالدولة لمن يلتزم بانجاب طفلين او نمنح قروض بدون فوائد للاسرة التى بها طفلين او نجعل الاولوية فى الحصول على شقق سكنية من التى تطرحها الدولة لمن له طفلين اولا او نعفى الاسرة التى لها طفلين من اى نوع من الضرائب مثلا فكلما اطلقنا العنان للافكار غير التقليدية كلما استطعنا ان نحقق المزيد من النجاح فى حل المشكلة السكانية . و من الضرورى أن تكون استراتيجية حل المشكلة السكانية منفصلة لكل محافظة على حدة نظرا لاختلاف الاسباب التى تزيد من اعداد السكان فى كل محافظة و لتحقيق الاستثمار الامثل فى الموارد المنفقة على مشكلة الزيادة السكانية . و بذلك نصل إلى الحقيقة لنكون فاعلين فى مواجهة الزيادة السكانية و هى أن المشكلة السكانية فى المقام الأول هى مشكلة اجتماعية أى تحتاج إلى أان يكون من يقود استراتيجيتها من المتخصصين فى علم الاجتماع و يختار معاونية من القطاع الطبى و الدينى و غيرها من التخصصات المرتبطة بهذه المشكلة لكي تكتمل دائرة العمل الفعال من أجل تحقيق الأهداف المرجوة للحد من الزيادة السكانية والحفاظ على الأمن القومي المصري .
    أضف تعليق

    رسائل الرئيس للمصريين

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2