جمال رائف يكتب: أنتفاضة دبلوماسية .. وتضامن فلسطيني !

جمال رائف يكتب: أنتفاضة دبلوماسية .. وتضامن فلسطيني !جمال رائف

الرأى10-5-2021 | 13:51

نعم اسرائيل محتل وهناك تضامن عربي مع القضية الفلسطينة طوال الوقت وعلي كافة المستويات الشعبية والحكومية، ولكن هل هناك يتضامن الفلسطينين أنفسهم مع قضيتهم ؟! .. للأسف الصراع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية علي مدار العقود الماضية هو ما أوصلنا لما نحن عليه الآن، فهل ساعدتم أنفاسكم عبر وحدتكم لنتمكن نحن من الالتفاف حولكم ودعمكم ؟! للأسف الشعب الفلسطيني أهدر الكثير من الفرص ومازل يهدر المزيد منها ما دام لم يوحد صفه ليخوض معركة دبلوماسية حقيقية تمكنه من الانتصار لقضيته، يكفي هذا القدر من الشعارات والمتاجرة بالقضية فالعرب أجمع لن يسامحوا الشعب الفلسطيني ان لم ينتفض لبناء دولته ومؤسساتها حتي يتمكن من استرداد حقوقه التي هي حقوق العرب أجمع، انتفاضة دبلوماسية تجعل العالم يستمع ويتحرك لنصرة الحق.

مصر علي مدار التاريخ الداعم لأول للقضية الفلسطينة عبر كافة السبل والوسائل ومؤخرا حشدت جهودها لدعم المصالحة الفلسطينة واحتوت اجتماعاتها كما استضافت مؤخرا إجتماع الحوار الوطني ودعمت انجاز الانتخابات الفلسطينية كما انها تتحرك وفق رباعية ميونخ التي تضم ألمانيا وفرنسا والأردن وتسعي بكل قوة لوضع القضية الفلسطينة في صدارة المشهد العربي أيمناً منها بكون حلحلة تلك الازمة المزمنة سيتبعه حلحلة لكافة الأزمات العربية، فهل يساعدنا الفلسطينين أنفسهم ويلتفوا حول قضيتهم ليساعدهم العرب ومن ثم يمكن تحريك المجتمع الدولي وحشد أصوات العالم لدعم صوت فلسطيني موحد بعيدا عن التشرذم الحادث داخلياً والذي استهلك الكثير من الوقت في صراع علي سلطة هي في الأساس مريضة وتحتاج لعلاج ناجع وفعال يمكنها من إعلان الدولة وفق مبدء حل الدولتين والذي لا بديل عنه ،بينما بقاء الوضع الرهان يضعف فرص هذا الحل ويذيب مع الوقت فرص خروج الدولة الفلسطينية الي النور، ربما هو كلام موجع ولكنها الحقيقية التي يجب ان يدركها كافة المخلصون للقضية الفلسطينة فلم يعد هناك رفاهية الوقت ولن يصبح العالم كما كان في الماضي في ظل متغيرات جارية ستبدل من شكله خلال العقد القادم خاصة بعد الهداية المجانية التي حصل عليها الجانب الاسرائيلي إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

الفرصة الأخيرة لإنقاذ القضية الفلسطينية والحفاظ علي هوية القدس والمسجد الأقصي هي اليوم وليست غدا، فرصة لا تستوعب الشعارات والخطابات الرنانة والتلاعب بالمشاعر الدينية تحقيقا لأهداف فصائل أدمنت الوضع الراهن وحققت من وراءه مكاسب أيدولوجية، فرصة تحتاج فقط لحلًا سياسيًا يضمن إعلان الدولة الفلسطينة والقدس الشرقية عصمة لها مهما كانت تنازلات الفصائل الفلسطينية عن مغانمهم ومصالحهم الضيقة، اما ان ضاعت الفرصة فستنخرط فلسطين في التهويد القائم الان وستسرع نحو محو الهوية حتي تتلاشي مع الوقت الذي هو اشرس عدو لتك الأزمة التي لن تسير وفق أهواء النخب الفلسطينة بل يجب ان تسير وفق الرغبة الفلسطينة والعربية جمعاء ،تلك الرغبة الساعية لإيجاد حلاً حقيقيا يضمن الاستقرار للمنطقة بالكامل.

    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2