نشهد تطورا هائلا في عالم التكنولوجيا و وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد هي مصدر المعرفة و المعلومات الأول لملايين البشر حيث يمكنهم في لحظة واحدة تداول خبر أو صورة أو منشور ليتصدر التريند و يصبح حديث العالم في لحظة واحدة بغض النظر عن أهميته ومدى تأثيره المباشر على حياة الناس.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للجميع و لكن مكمن الخطورة في الفئات المجتمعية البسيطة التي تدخل هذا العالم بكل قوة و قد يتسبب لها في كوارث اجتماعية تؤدي في أحيان كثيرة لتدمير حياتهم .
إن وسائل التواصل الاجتماعي و التكنولوجيا الحديثة مهمة قطعا و بلا شك و لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها و إنما يجب علينا أن نتفهمها جيدا و نتعلم آليات التعامل معها حتى نستخدمها لمصلحتنا و لا ندعها تستخدمنا لأهداف الغير .
هناك فئات مجتمعية بسيطة تجد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو وسيلة للتربح المالي و لكن للأسف الشديد كم المشاهدات العالي الذي يصل لملايين البشر ليس لان المحتوى مهم أو لأنه هادف و لكن للأسف المحتوى في احيان كثيرة يكون غير متوافق مع كل العادات و التقاليد المجتمعية بل يعمل على محوها و تدميرها .
لقد استطاع صناع وسائل التواصل الاجتماعي الذين يصدرون لنا كل هذه التكنولوجيا ان يجعلوها آلية في ايديهم لتشكيل الوجدان المجتمعي و رسم الصور الذهنية التي تخدم مصالحهم التي تبنى على هدم قيم المجتمع الاصيلة و تفكيك عاداته و تقاليده لينهار اجتماعيا و انسانيا من تلقاء نفسه .
و هناك جانب آخر ممن يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي فقط لمجرد معرفة تفاصيل حياة الآخرين و النظر لهم بعين حاسدة حاقدة أما على نعمة أو على نجاح فهم فقط يرون اللقطة الأخيرة من فيلم الحياة الطويل دون اي معرفة بباقي الظروف التي سبقت هذه اللحظة التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي و التي لو علموا بها لما حسدوا أو حقدوا صاحبها .
إن أخطر آليات هدم و تفكيك المجتمعات هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمحو الهوية المجتمعية و تفكيك منظومة القيم و العادات و التقاليد و تشتيت المجتمع ذهنيا و الخلط بين الصح و الخطأ و بين الحلال و الحرام حتى يصبح مجتمع بلا بصمة جينية مجتمعية .
ويأتي هنا دور مهم لكل مخلص محب لهذا الوطن أن يسهم في زيادة الوعي المجتمعي بخطورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بدون علم و فهم لكل آلياتها حتى لا نكون سجناء و مدمنين لهذه التكنولوجيا دون أن نستفيد منها و من جوانبها الإيجابية في حياتنا.
لقد حان الوقت لكي نتسلح بالعلم و المعرفة و الوعي في مواجهة أي محاولات قد تضر بمجتمعنا و حياتنا لنحافظ على تماسك المجتمع الذي هو عصب الحياة لنا جميعا و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين .