ساعات وينتهي شهر الطاعة.. الفائزون في رمضان

ساعات وينتهي شهر الطاعة..  الفائزون في رمضانالصلاة

الدين والحياة11-5-2021 | 22:09

الجميع فى رمضان يجتهد ويدعو ربه أن يتقبل منه رمضان و الصيام والقيام، ولقبول الطاعة فى رمضان علامات إذا أردت أن يطمئن قلبك وأنك حقا كنت من الفائزين فعليك بها

قال الشيخ محمد عيد كيلانى، وكيل وزارة الأوقاف، إن من علامات قبول الطاعة المداومة عليها، فليس من المعقول أن تداوم على الطاعة فى رمضان وتنقطع بعده فربُّ رمضان هو رب كل الشهور، ومن علامات قبول الطاعة أن يتغير سلوك الإنسان من سيئ إلى حسن ومن حسن إلى أحسن وأن يترجم ذلك فى المجتمع والعمل وأن تترجم الطاعة والعبادة التى حافظنا عليها فى رمضان إلى سلوك راق ومعاملة طيبة بين الناس وتختفى العداوات والأحقاد.

وأوضح أن من أعظم طرق الثبات على الطاعة هى التنويع بين قراءة القرآن وصيام النوافل والمناسبات الدينية وقيام الليل واتباع الجنائز وعيادة المرضى وإطعام المساكين والتصدق والإصلاح بين الناس وصلة الأرحام.

ولفت إلى أن شهر رمضان غرس العديد من القيم فى المسلمين كالإخلاص والإرادة والمساواة وتوثيق الصلة بالله، وعلينا أن نصطحب هذه القيم فى كل مراحل حياتنا وليس فى رمضان فقط وبضرورة الحفاظ على أداء العبادات التى كان يؤديها خلال شهر رمضان الذى انتهى منذ أيام قليلة، وعلى رأس هذه العبادات الصلاة فى وقتها وقراءة القرآن وقيام الليل والتصدق بالسر والعلن وصلة الرحم، مضيفاً: إن الكثير منا ينصرف عن هذه العبادات فور انتهاء الشهر الكريم.

وشدد على أن حال المسلمين لن ينصلح إلا بطاعة الله، فييسر على المعسرين ويفرج الكروب، حيث نريد أمناً واستقراراً وطمأنينة والله يعطى ذلك بطاعته، مؤكداً أنه يجب أن ينشغل كل مسلم بقبول طاعته فى رمضان وبعده من صلاة وزكاة وطاعة، مطالباً المسلمين بالانشغال بالطاعة والمداومة عليها، كما كان يفعل فى رمضان.

وتابع: «يجب على كل مسلم أن يداوم على الطاعة فى غير رمضان، كما كان يفعل فى رمضان، والانشغال بالطاعة حتى الموت، وذلك أن الله لا يقطع الأجر والمثوبة، فيجب تطبيق أخلاق رمضان فى غيره من الشهور».

أما الشيخ على وصفى، من علماء الأزهر الشريف، قال إن رمضان فرصة، وروحانيات هذا الشهر والجو التعبدى به تساعد الإنسان على زيادة العبادة حتى ولو قليلاً ولا بد أن يستمر على هذه الأجواء الإيمانية ولا ينقطع عنها، لذا يجب التمسك بالطاعة والحفاظ عليها، مشيراً إلى أن غفران الذنوب يساعد على زوال المعصية ونزول البركة، وكذلك تسهيل الأمور وكثرة الخيرات، ومن يقع فى ذنب فعليه أن يسارع بصدقة أو بوضوء أو عمل خير يمحو الذنب.

وأوضح أن من اعتاد الطاعة فى رمضان، فالأمر سيكون سهلاً عليه بعده، وعليه أن يستغل ذلك للاستمرار فى طاعة الله سبحانه وتعالى، وكأن عبادة الله موسمية وقد يكون هذا التفكير غير مقصود، وعلى المسلم أن يعمل قدر استطاعته على حسن أداء العبادات كما قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..).

وأشار إلى أن هجر القرآن والطاعة بعد رمضان أمر سلبي، ولا بد من المداومة على الطاعة وإن كانت قليلة، فشخص يقرأ خمس آيات يومياً، أفضل من شخص يقرأ القرآن فى أسبوع واحد والانقطاع باقى السنة، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأعمال إلى الله تعالى أَدومها وإِن قَلّ».

وأكد أن من علامات قبول الطاعة فى رمضان، تغير سلوك الإنسان للأحسن، فليس معقولاً أن يكون سلوكنا بعد شهر رمضان، كحالنا قبل الصيام. إن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة «الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ».

وقال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، إن علامات قبول الطاعة يبحث عنها كل مسلم صادق يخشى الله عز وجل ويعمل لآخرته، وبعد كل طاعة وعبادة سواءً كانت عمرة، أو حجا، أو صياما، أو صلاة، أو صدقة، أى عمل صالح كلنا يردد هتاف على رضى الله عنه يقول: «ليت شعرى، من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه»، وبعد كل طاعة نردد أيضًا قول ابن مسعود رضى الله عنه: «أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك».

وأوضح أن عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة من أهم علامات قبولها، فالرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران، وقال يحيى بن معاذ: «من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول فى وجهه مسدود».

وأضاف أن علامة قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، واستصغار العمل وعدم العجب والغرور به وأن يدرك العبد المؤمن أنه مهما عمل وقدَّم من أعمالٍ صالحة، فإن عمله كله لا يؤدى شكر نعمة من النعم التى فى جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولا يقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئًا.

وتابع الأطرش أن من علامات القبول أن يحبب الله فى قلبك الطاعة، فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها قال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، وأن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي، ومنها أيضا التيسير للطاعة والإبعاد عن المعصية، وكثرة الاستغفار، والمداومة على الأعمال الصالحة.

أضف تعليق