نختتم هذه السلسلة من المقالات عن روحانيات رمضان بأمتع ما تسمعه من كتاب الله، وهو القصص القرآني الذي يخبرنا من خلاله الخالق بتاريخ الأمم السابقة، وماذا حدث منها ولها، وذلك على سبيل المعرفة أو التحذير أو العبرة واستخلاص الحكمة مما حدث.
وأحيانا يأتى القصص القرآني كاملا، مثل سورة يوسف، أو بذكر جوانب محددة من القصة وتأتى بقية الجوانب فى سور أخرى، وأحيانا تتكرر القصة فى أكثر من سورة.
وتتنوع القصة طبقا للموضوع ومنها - مثلا - قصة خلق آدم، وقصص الأنبياء: نوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل وغيرهم.
وأحيانا يتناول القصص القرآني تاريخ الأقوام وما حدث لهم مثل قوم ثمود، وعاد، وأصحاب الرس، وأصحاب الكهف هؤلاء الذي وصفهم القرآن (فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، أو كالذي دخل جنته وقال ما أظن أن تبيد هذه أبدا!
وأيضا هناك القصص الذي يتناول الحيوانات والطيور وغيرهما؛ ومنها قصة أصحاب الفيل، وبقرة بني إسرائيل، وناقة صالح، وحوت يونس ونملة سليمان، وكبش إسماعيل وغيرهم.
كذلك تضمن القصص القرآني حياة وتصرفات بعض الجبابرة ومنهم فرعون موسي والذي تجمع الكثير من كتب التفسير وكذلك بعض الأثريين على أنه كان من الهكسوس والذين أقاموا فى الشرقية، وكان بنو إسرائيل يقيمون فى صان الحجر (تانيس القديمة)، ويحكي القرآن أيضا عن هامان، وقارون الذي كان مفاتيح خزائنه يصعب على أولي العصبة حملها!
وبالطبع لا يمكن أن نتجاهل قصة السامري الذي صنع للإسرائيليين عجلا من الذهب له خوار، وكذلك قصة إبرهة الحبشي، وأبو لهب، والنمرود، وغيرهم.
وبالطبع يفضل بعض مشاهير القراء قراءة بعض القصص دون غيرها، فقد اشتهر عن الشيخ رفعت حبه لقراءة سورة مريم، وعبد الباسط عبدالصمد سورة يوسف، ومصطفى إسماعيل سورة النمل والتحريم والحاقة.
ولذلك فإن بعض السور وصفت بأنها أحسن القصص، كما جاء فى بداية سورة يوسف (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، كما يجب الإشارة هنا إلى ما قاله رب العزة إلى نبيه فى سورة هود؛ (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ).
وما ورد فى ذات السورة أيضا (هود)؛ (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِى هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).
نعم، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ولو سألت ماذا أحب أن أسمع من القصص القرآني، فعلي الفور أقول سورة النمل بصوت الشيخ مصطفي، ويوسف من الشيخ عبد الباسط، وبالطبع كل ما يقرأه الشيخ رفعت، وكذلك بعض مما جوده محمد صديق المنشاوى.