محسن عليوة يكتب: عندما تتحدث مصر

محسن عليوة يكتب: عندما  تتحدث مصرمحسن عليوة

الرأى15-5-2021 | 09:13

من منبر الأزهر الشريف منارة العلم ومهد العلماء المصلحين ورمز الوسطية والاعتدال ، وفى ظل الاعتداءات الصهيونية المستفزة للمشاعر وبعد أن صرحت سى إن إن بالتفاؤل الدولى للمفاوضات التى تقوم بها مصر لوقف اطلاق النار فى الاراضى الفلسطينية

، كانت خطبة الجمعة التى تعبر عن دور مصر الرائد وأنه عندما تتحدث مصر فعلى الجميع أن يستمع ، فقد خرجت كلمات خطيب الأزهر د. احمد عمر هاشم عالم الحديث وعضو هيئة كبار العلماء لتعلن للعالم أجمع أن مصر لن تسكت وكما هو العهد بها عن أى مساس بمقدساتنا وانه لابد من وقف ذلك الغرور والصلف الصهيونى فى رسالة واضحة المعالم لإحقاق الحق .

لقد لاقت خطبة الجمعة اليوم والتى تحدثت عن ضرورة انشاء قوات ردع إسلامية لمواجهة اسرائيل ، لاقت الخطبة قبولاً واسعاً لدى كل متابعى القضية الفلسطينية الأوساط السياسية والإعلامية المصرية والعربية .
إن خروج هذه الخطبة من منبر الأزهر يُعبر عن دور الدولة المصرية بقيادتها السياسية فى تحديد الرسالة لهذا الصلف الصهيونى تماشياً مع الدور المصرى عبر الزمن من الدفاع عن القضية الفلسطينية ، ورسالة الى أولئك الصامتون بأن صمتهم صمت مخز وجبان.. وأنه صمت لا يليق بعالم التنوير.
انه عندما تتحدث مصر الأزهر فلابد أن يعلم صُناع القضية الغير متوحدين ان يتوحدوا خلف قيادة واحدة إذا كيف تنتصرون وأنتم فرقاء متفرقون ، لابد ان تكون بداية الحلول هو تخلصكم من تفرقكم وتوحدكم نحو هدف واحد هو حل قضيتكم وذلك لا يتأتى إلا بوحدتكم والتخلى عن العنجهية والخلاف الذى أضاع الكثير من الوقت والجهد و أوصلنا الى هذا الوضع المخزى .

ان رسائل خطبة اليوم كثيرة ولعل من أهمها ان مصر تفهم اللعبة والمخطط بذكاء يمكننا من الحفاظ على أمننا القومى ،لذا فقد حملت الخطبة كل قادة العرب مسئوليتهم تجاه وضع حلول إيجابية والتخلى عن الصمت الرهيب تجاه القضية .

لا ينكر أحد أن الشعب المصرى يتمزق قلبه تجاه الشعب الفلسطينى والمقدسات الإسلامية بالقدس الشريف ولكن شعبنا يثق فى أن قيادتنا على دراية بكيفية التعامل مع هذا الكيان .

كما لا ينكر ولا يخفى اى مصرى وعربى فرحته بهذه الكلمات القوية الصادحة التى تعبر عن قوة مصر وقيادتها وعلماؤها وخصوصاً عندما تأتى على لسان عالم من علماء الأزهر وعلى منبره .

وعندما يذكرهم الشيخ صادحاً عن يوم يختبئ فيه اليهودى خلف الشجر والحجر ، مذكراً هذا الكيان بأنهم هم الظالمين وأنهم شذاذ الأرض الذين دنسوا ارض اقصانا وساحته ، وفى رسالة واضحة لأوضاع كثيرة تمر بمصرنا استوجبت الإشارة بقوة بيان أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة .

إنها مصر القيادة السياسية الحكيمة ، مصر العلم والعلماء تتضح من رسالة شيخ الأزهر وبخمسة عشر لغة التى وجهها الى قادة العالم من ضرورة مساندة الشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة و المشروعة وبخمسة عشر لغة ، كما اوضح فضيلة الإمام من خلال موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقًّا من أجل السلام.

فهذه مصر التى على مر تاريخها تحمل هم المنطقة وتحمل هم قضايا الأمتين العربية والاسلامية فعندما تغضب تتبدل الإبتسامة الى زئير كزئير الأسود التى تدافع وتحمى عرينها ، ومن قرأ تاريخ مصر وجُندها يعلم أن مصر لا تدافع عن أمنها فقط بل تدافع عن أمن الأمة وصفحات التاريخ شاهدة على ذلك ، إنها مصر التى طالما خاضت معارك فاصلة دفاعا عن أمتها العربية والاسلامية وانتصرت لأنها لا تدافع مطلقاً عن باطل بل على حق ضد باطل .

حفظ الله مصر قيادة وشعباً

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2