الطفولة حجر أساس المستقبل

الطفولة حجر أساس المستقبلصورة موضوعية

أحوال الناس17-5-2021 | 16:00

نظراً لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلاً، وبما أن لها دوراً كبيراً في توافق الإنسان، في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية أهمية دراسة مشكلات الطفل وعلاجها في سن مبكرة قبل أن تستفحل وتؤدي إلى انحرافات نفسية وضعف في الصحة النفسية في مراحل العمر التالية
وقد أوضحت نتائج الدراسات في مجالات علم النفس المرضي وعلم نفس الشواذ دور مشكلات الطفولة في نشأة الاضطرابات النفسية والعقلية والانحرافات السلوكية في مراحل المراهقة والرشد، والمشكلات النفسية عند الأطفال
كما أخذت هذه الدراسات تتعدد وتتنوع، تبعاً لعوامل عدة قد تكون جسمية أو نفسية أو أسرية أو مدرسية فكل مشكلة لها مجموعة من الأسباب التي تتفاعل وتتداخل مع بعضها لتكشف عن نفسها لدى الطفل. ومن الصعب الفصل بين هذه الأسباب وتحديد أيا
منها كان سبباً رئيساً في هذه المشكلة
وقد يلاحظ الآباء والأمهات بعض التغيرات في سلوك طفلهما كعدم تكيفه مع زملائه في المدرسة أو مع أشقائه في المنزل لتنطلق بعد ذلك تجاهه سهام الاتهامات وتكثر الشكاوى منه لأنه مشاغب أحياناً، ومتأخر دراسياً أو منعزل عن أصدقائه على الرغم من أنه يعاني ما يسمى بالاضطرابات النفسية والسلوكية التي تتطلب مساعدة المختص النفسي في التخلص منها.
وترى الدراسات أن من السهولة على الأهل اكتشاف في ما إن كان ابنهم يعاني من اضطرابات نفسية أو سلوكية وذلك من خلال ملاحظة الطفل حين يتدنى مستواه الدراسي ويتأخر في المدرسة، من حيث الدرجات وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
وقد يظهر الطفل تخلفاً أو إهمالاً في واجباته المدرسية، وكثرة شكوى إدارة المدرسة، لعدم تفاعله معها، كما أن هناك بوادر أخرى، مثل انعزال الطفل بشكل تدريجي عن أقرانه، بعد أن كان اجتماعياً يحب اللعب، بالإضافة إلى إصابته بأحلام وكوابيس مزعجة متكررة، وأيضاً إصابته بعناد زائد وعدوانية على إخوانه وأخواته.
ورفض التعليمات الأسرية، والتعامل بسلبية مع ألعابه، يري المتخصصون أن للطفل فرصتان ترسمان الطريق القويم لحياته النفسية.
الفرصة الأولى: هي المنزل الذي يتلقى فيه أولى دروس التنشئة والتوجيه السلوكي.
والفرصة الثانية: هي المدرسة. ولأن ما تقدمه الأسرة للطفل، له التأثير ذاته الذي تتركه المدرسة في، فإن التوافق في ما بينهما أمر ضروري لإقامة حالة من التوازن، بين تأثير الفرصة الأولى والثانية. ولهذا يقتضي إقامة أكبر قدر ممكن من التعاون بين العائلة والمدرسة لتحقيق هذه الغاية.

أضف تعليق