أحمد عاطف يكتب: «التوك شو.. ما بين التوك والشو»

أحمد عاطف يكتب: «التوك شو.. ما بين التوك والشو»أحمد عاطف يكتب: «التوك شو.. ما بين التوك والشو»

*سلايد رئيسى26-9-2017 | 15:45

من المفترض أن برامج عرض الكلام " التوك شو " هي برامج تعرض قضايا مجتمعية هامة من منظور عملي مؤثر ، يضيف بالصوت والصورة حلول علي أرض الواقع من خلال مناقشات بناءة ومؤثرة ، ولكن من الواضح جليا أن معظم تلك البرامج حادت عن المفهوم الصحيح والهدف الصريح لإنتاجها ، فباتت علي وتيرة واحدة هي الإثارة الكلامية وتسخين أجواء الحلقات بعيدا عن المضامين الموضوعية.

الكل سمع تقريبا عن الحفلة الغنائية الشبابية التي أقيمت مؤخرا بالتجمع الخامس ، ورفع خلالها بعض الشباب الشاذ جنسيا ( علم الشواذ ) الذي يعبر عنهم ويعلن عن وجودهم ، وبالطبع وهو ضروري جدا للغاية أن يتم تسليط الأضواء الإعلامية علي تلك القضية من منظور مسؤوليتها تجاة المجتمع ، وكان من ضمن تلك البرامج برنامج 90 دقيقة الذي يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، واستضاف خلاله شابا قال انه يدافع عن حقوق الشباب مضطربي الهوية الجنسية بجانب ضيف ينآخر ينضد هذا الشاب.

الملفت في الأمر أن الحوار إتجة كعادة معظم برامج "التوك شو" إلي إشعال الأجواء وخلق الإثارة المفتعلة ، من خلال ضيف يمثل رأيا شاذا عن تقاليد المجتمع سواء ثقافيا أو دينيا ، والمشكلة هنا أن يتجة البرنامج بعيدا عن القضية ذاتها محور النقاش ، والتي يعتقد أن يطرح من خلالها البرنامج سؤالا هاما والإجابة بعمق علية و هو " من السبب فيما وصل إلية المجتمع من خلال تواجد تلك الشريحة المضطربة أخلاقيا ودينيا ، ليس هذا وحسب . بل وكيف تجرأت تلك الفئة الضالة من الشباب عندما أعلنت عن تواجدها بين مجتمع من المفترض انة متدين بطبيعته".

وللأسف الشديد أن يكون إعلامي كبير مثل الدمرداش وإعداده قد شذوا مهنيا عندما وضعوا خريطة غير مؤثرة لإتجاه البرنامج ليأخذ منحنى غير فعال في صبح مجرد "توك" مستهلك و "شو" للإثارة وفقط، حتي أن الشاب الذي كان محور الحلقة أو "الحفلة" تسبب بتصريح.

ليس له محل من الإعراب في خلق أزمة بدون لزمة . عندما قال بأن الشذوذ الجنسي موجود حتي بالدول العربية وأن المملكة العربية السعودية تعد من أكثر دول العالم شذوذا ، مما تسبب في إتصال أحد الإعلاميين السعوديين مستثارا ومنفعلا ومطالبا بمحاكمة هذا الشاب علي قولة . ومؤكدا بأنة سوف يقدم بلاغا للنائب العام ، ومن شد وجذب مع الشاب أضطر الدمرداش لطردة من البرنامج .

والسؤال هنا الذي أوجهة ليس لمعتز الدمرداش وحدة بل لمعظم مقدمي برامج "الإثارة شو"،  ما هو الطائل من وراء تلك الإستضافات غير المبررة والإستراتيجيات غير البناءة لبرامجكم ؟ . هل الهدف مناقشة قضايا مجتمعية هامة وطرح حلول لها وتحمل مسؤؤليات حقيقية ، أم مجرد توجة غير هادف إلا للفت إنتباة الشركات المعلنة لإبتلاع أكبر جزء من كعكتها!.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2