فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية

فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربيةفاتن حمامه

فنون27-5-2021 | 15:48

في مثل هذا اليوم ولدت الفنانة فاتن حمامة، فهي من مواليد 27 مايو 1931، وعاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما، وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940.
نشأتها
ولدت في حي عابدين في القاهرة، وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم.
بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.
وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «يوم سعيد» 1940 وكان هنا الإنطلاقة للموهبه الفريدة فاتن حمامة، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم «رصاصة في القلب » 1944، ومع فيلمها الثالث «دنيا» 1946 استطاعت من إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور إبنته في فيلم «ملاك الرحمة» 1946، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكانت عمرها آنذاك 15 سنة فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها. واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم
«كرسي الاعتراف» 1949، وفي نفس السنة قامت بدور البطولة في الفيلمين «اليتيمتين » و «ست البيت» ، وحققت هذه الأفلام نجاحًا عاليًا على صعيد شباك التذاكر.
قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلمًا وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم «صراع في الوادي» 1954جسدت شخصية مختلفة لإبنة الباشا فلم تكن تلك الإبنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفي فيلم «الأستاذة فاطمة »1952 مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم «إمبراطورية ميم » 1972 مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم «أريد حلا» 1975جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم «يوم حلو يوم مر» ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباءً ثقيلة جدًا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.

تمرد المرأة
وقد ناقشت فاتن الحمامة من خلال أفلامها العديد من قضايا المرأة المصرية، واستطاعت أن تبرز كيف يمكن للمرأة أن تكون قادرة على التحدى ومواجهة تقاليد ومفاهيم المجتمع الخاطئة، وتستطيع أن تدافع عن حقها وتبرز دورها فى الحياة، وبمناسبة عيد ميلاد فاتن حمامة، نستعرض فى هذا التقرير، بعض الأدوار السينمائية للنجمة الراحلة التى أثبتت من خلالها أن المرأة قادرة على التحدى ومواجهة مخاوفها.
ومن أبرزهم
ليلى فى « الباب المفتوح » الذي كان من أهم الأفلام الذي يرفع من قدر المرأة المصرية وجعلها تنتبه بأهمية دورها في المجتمع حيث تدور أحداث القصة حول ليلى (فاتن حمامة) التي تعيش في أسرةٍ متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في المظاهرات لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة. تقع في حب ابن خالتها لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرًا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع. وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح فتُعجب به، لكن تتعقد الأحداث بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية. فتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به.
صاحب عودتها للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت بعام 2000 في المسلسل التلفزيوني وجه القمر والذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات بالمجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة بالتليفزيون، وكان في المسلسل تعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية عبر مشاهدة أبطال المسلسل للأحداث على أرض فلسطين إلى شاشات التلفزيون وتأييدها، خصوصًا عبر تعليقات المذيعة «ابتسام البستاني» التي تقوم بتأديه دورها) حول الانتفاضة وتجار السلاح، وكان سبب الضجة الإعلامية إقامة مؤلفة العمل ماجدة خير الله دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة للمسلسل بدعوى إن المسلسل أصابه التشويه من كثرة الحذف والإضافة في النص من قبل بطلته والتي وحسب المؤلفة كانت تتدخل في عمل المخرج سواء باختيار النجوم أو في عملية المونتاج، ولكن برغم هذه الضجة تم اختيار حمامة كأحسن ممثلة ومسلسل وجه القمر كأحسن مسلسل.
ونتج عن حبنا ل سيدة الشاشة العربية تولد لنا الفضول لكي نعرف عن حياتها الشخصية وبمن تزوجت؟
تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، كان الأول في عام 1947 حيث تزوجت من المخرج عزالدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي ، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج« فيلم موعد مع الحياة « وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها وظلّت منذ ذلك اليوم ولحد آخر أعمالها وجه القمر 2000صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات. انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف
واعتقد أن كل من يعرف فاتن و عمر الشريف يعلم بقصة الحب الرومانسية التي نشأت بينهم رجع قصة لقائها بالشريف والذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين «صراع في الوادي» وقام شاهين بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف حيث كان الشريف زميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، وكان عمر الشريف في ذلك الوقت قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب فوافقت على الممثل الشاب، وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وزوجها عز الدين ذو الفقار. كانت مشهورة برفضها أي مشهد أو لقطة فيها قبلة ولكن سيناريو الفيلم «صراع في الوادي» كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة، بعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما إلى عام1974.
وفي أحد المقابلات الصحفية وإستنادا لما قالته إنها كانت سعيدة مع الشريف وكانت تعيش في حلم لا تريده أن ينتهي، ولكن الشائعات من جهة وكونها وعلى لسانها كانت "شديدة الغيرة عليه" مما أدى إلى استحالة استمرار الزواج.
الزواج الثالث والأخير
وبعد انفصالها عن عمر الشريف بعام واحد فقط، تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبد الوهاب عام 1975، وظلت تعيش معه في هدوء حتى وفاتها.
حصلت فاتن حمامة علي العديد من الجوائز الفنية والتقديرية خلال رحلتها الفنية ومنها:-
أحسن ممثلة لسنوات عديدة
شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999
جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000
وسام الأرز من لبنان.
وسام الكفاءة الفكرية من المغرب
الجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001
ميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر
ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات
ميدالية لاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد
ميدالية الشرف من قبل إميل لحود
وسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري
عضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية وجاكرتا.
شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت
وقد توفيت في يناير 2015

أضف تعليق