عرف الإنسان الحرب منذ بدء الخليقة بعد أن أصبحت هناك تجمعات وقبائل يحكمها أفراد أو عائلات وتدير احتياجات القبيلة أو التجمع البشرى بصورة أشبه بحكومة بدائية؟! أهم أهدافها الدفاع عن مقدرات التجمع البشرى وحماية أماكن الرعى والزراعة والمياه.. ولذلك تم تكوين ما يشبه الجيش وتسليحه بالمتاح من وسائل الدفاع والهجوم.
ثم تطور الأمر واتسعت نفوذ التجمعات البشرية لتصبح كيانات لها حدود وأملاك ومناطق نفوذ.. وبالطبع كان ينتج عن ذلك تحرشات تتطور إلى حروب قبلية أو بين تجمعات تضم أكثر من قبيلة.. ثم تطور الأمر لتصبح ممالك ودولا وأمبراطوريات.. ليتم وضع أسس ونظام دفاعى يضمن مصالح الدولة ومن هنا نشأت علوم الحرب والدفاع والأمن القومي.. فكل دولة لها الحق فى حماية أرضها ومواردها الطبيعية ومقدرات شعبها والدفاع عنها بالقوة العسكرية إذا لزم الأمر.. وهكذا تم تأسيس الجيوش النظامية والأكاديميات العسكرية ومصانع السلاح إلى آخر ما نعرفه عن الجيوش فى أى دولة قد تواجه خطر.
وبسبب أن تكلفة الحرب باهظة وينتج عنها خراب ودمار بسبب التطور الهائل فى نظم التسليح والذى أصبح مهلكا للجنس البشرى.. لذلك تطور علم السياسة لتتقدم على القوة؟! بمعنى أن الحرب أصبحت وسيلة لتحقيق هدف سياسى أو حماية مقدرات الدولة أو رد اعتداء من دولة أخرى سواء كان هذا الاعتداء عسكريا أو اقتصاديا أو غير ذلك مما يهدد الأمن القومى للدولة.. وتطور الأمر أكثر لتصبح القوة العسكرية هى أداة فى يد القيادة السياسية ويتم توجيه القوة العسكرية بواسطة القيادة السياسية للدولة فى اتجاه الدفاع وحماية المصالح.. وفى سبيل ذلك يتم وضع سياسات وأولويات الأمن القومى للدولة منها ما هو ثابت لا يتغير مثل الأرض والموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة والمعادن وغيرها.. وفى العقود الأخيرة أصبحت المياه من أهم أولويات الأمن القومى للدولة والتى من أجلها يحتمل أن تندلع الحروب.
ونحن فى مصر قامت حضارة وادى النيل على ضفاف نهر عظيم هو شريان الحياه وباعث الحضارة والتنمية لمصر منذ أن سكن المصريين هذا الوادى العظيم قبل عشرة آلاف عام وأقاموا حضارتهم التى يؤرخ لها منذ سبعة آلاف عام.. ولسنا فى حاجة إلى القول بأن نهر النيل هو أصل وجود المصريين والمساس به يهدد هذا الوجود.