سوريا.. وإن طال الغياب!

الرأى5-6-2021 | 09:23

لدى تفاؤل كبير أن الشقيقة سوريا سوف تعود كما كانت – قبل عشر سنوات – قلب العروبة النابض.

كنت وما زلت أحب سوريا (الجزء الشمالى) من الجمهورية العربية المتحدة التى كانت، فلقد زرت أغلب دول العالم ولم أجد من يحب مصر والمصريين مثل الأشقاء السوريين، وهل يمكن أن ننسى أنهم حملوا سيارة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فوق رؤوسهم فى زيارته لها عام 1958؟

وهل يمكن أن ننسى العلاقة القوية تاريخيًا وجغرافيًا بين سوريا ومصر، سوريا التى حكمها المصريون فى فترات زمنية طويلة كان آخرها فى عهد المحارب العظيم إبراهيم باشا ابن محمد على؟ وهل يغيب عن الكثيرين أن علاقات القرابة والمصاهرة ممتدة ومتشعبة بين العديد من العائلات فى البلدين، وألا يعلم بعض "الأخوة المتنطعين" والذين علّقوا على انتخابات الرئاسة السورية الأخيرة، أن الأخوة الشوام هم الذين أسسوا وأنشأوا الصروح الإعلامية الحالية التى ينشرون فيها "كلامهم الممجوج"، لقد أسس آل تقلا الأهرام، وآل مترى دار المعارف، وآل زيدان دار الهلال، إن كنتم لا تعلمون!

وهل يجوز للبعض أن يُنصب نفسه "وصيًّا" على الشعب السورى، وأن يتدخل فيما لا يعنيه بالاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية؟

لقد قرأت للبعض؛ كيف يفوز بشار الأسد فى الانتخابات ويحصل على نسبة 95% من أصوات من شاركوا فيها، وهو الذى هجّر أكثر من 11 مليون سورى للخارج؟

وأقول لهذا "الجهول" وغيره إن عدد سكان سوريا الشقيقة يتراوح من 18 إلى 21 مليون حيث لم يتم أى إحصاء للسكان منذ عام 2010، وكان عدد السكان وقتها حوالى 17 مليونًا، كما أن أرقام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحصر من هاجروا هربا من الحروب والنزاعات وحفاظا على أرواح أبنائهم لا يتجاوز 7 ملايين سورى فى جميع أنحاء العالم، هذا بخلاف وفاة حوالى 500 ألف، وإصابة حوالى 2 مليون،

ومن ثم فمن لهم حق التصويت لا يتجاوز 14 مليون مواطن، حوالى 80% شاركوا فى التصويت، 95% منهم أعطوا أصواتهم للرئيس بشار الذى لم يترك البلاد ويهرب إلى الخارج، كما فعل غيره، بل أصيبت زوجته بالسرطان وعانت أسرته من الحصار، وصمم على الحفاظ على بلده رغم الحرب الدولية بالوكالة التى حدثت فى كافة المدن السورية من قبل المعارضة المسلحة، والجماعات الإسلامية، والتنظيمات الدينية المتشددة، فكل التحية للجيش السورى الذى صمد فى مواجهة الجيش الحُر، وتنظيم داعش، وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الضالة التى حظيت بالتسليح والتمويل من العديد من الدول الأجنبية والعربية، للأسف الشديد!

فهل يجوز بعد كل ما تقدم أن نصمت على غياب سوريا الشقيقة عن جامعة الدول العربية؟ وهل يصح أن تظل الشقيقة سوريا بعيدة عن كل "المصالحات" التى تتم حاليا بين دول وكيانات عربية وأجنبية مختلفة؟

ألا يجب على الذين "قادوا" عملية طرد سوريا من الجامعة؛ أن يستغفروا ربهم على ذنبهم، ويعودوا إلى رشدهم ويطالبوا بسرعة عودتها إلى الجامعة؟

لقد أعلن الرئيس السورى أن إعادة إعمار سوريا سوف تتكلف حوالى 400 مليار دولار، فلماذا لا تتعاون الدول العربية فى ذلك مع الدول الأجنبية والمنظمات المانحة، ولماذا لا تقوم الشركات المصرية الكبرى المشهود لها بالجدية والنزاهة بتلك المهمة القومية الإنسانية.. وهى إعادة إعمار سوريا بما يمكن الأشقاء من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء وطنهم والمساهمة فى عمليات التنمية المطلوبة؟

ألا يكفى ما يحدث فى اليمن والعراق ومن قبله ليبيا، فلماذا لا نساعد الشقيقة سوريا فى التئام وتضميد جروحها تمهيدًا للعودة مرة أخرى كسابق عهدها.. جزءًا عزيزًا من أمة عربية واحدة؟

حفظ الله سوريا وألهم أهلها الرشد والصواب

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2