خلال لقائهم بجنود وضباط الشرطة بجنوب سيناء:
- الشباب عماد الوطن وسواعده التي تحقق تقدمه وتصنع نهضته
- تماسك الأسرة وترابطها أهم أسباب استقرار المجتمعات
في إطار تفيذ المرحلة الثانية من برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الداخلية، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، انطلقت أمس الاثنين، فعاليات برنامج " التوعية الأسرية والمجتمعية" بمقر قيادة قوات الأمن بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، وذلك بحضور الدكتور حسن خليل، رئيس الإدارة المركزية للثقافة والدعوة الإسلامية بالأزهر، والدكتور محمود الهواري، مدير عام الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ونخبة من علماء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بحضور الأفراد والمجندين بقيادة قوات الأمن.
وتناول أعضاء قافلة الأزهر خلال النقاش مع المجندين صفات الأسرة السعيدة، حيث أكدوا على نقاط أساسية يجب مراعاتها في تكوين هذه الأسرة، تبدأ من حسن اختيار الزوج والزوجة، وضرورة أن تكون العلاقة بين أفراد الأسرة قائمة على الحب والود والمحبة، وأداء الحقوق والالتزام بالواجبات، والإرشاد والتوجيه، بما ينعكس على تماسك المجتمع واستقراره.
كما تناول أعضاء القافلة الحديث عن دور الإخلاص في العمل وتأدية الأمانة التي خُلق الإنسان من أجلها وهي إعمار الكون، موضحين أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض بما أنعم الله عليه من نعم لا تحصى ولا تعد، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، البقرة (30).
وأكد المناقشون أن العمل والإخلاص هما السبيل إلى تقدم الأوطان ورقيها، وأن الشباب هم عماد المجتمع وسواعده التي تحقق تقدمه وتصنع نهضته، مشددين على أهمية ترسيخ الهوية الوطنية، والقيم الأخلاقية، والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف في نفوس الشباب، باعتبارهم قوّة اقتصاديّة كبيرة يُمكن الاستفادة منها في التّنمية الشاملة، لإعداد أجيال قادرة على رسم مستقبل مشرق لهذا الوطن، مشيدين بجهود رجال الشرطة البواسل والجيش المصري وتضحياتهم في سبيل حفظ أمن مصرنا الحبيبة واستقرارها.
وشهد اللقاء تفاعلًا كبيرا من خلال تبادل طرح الأسئلة والإجابة عليها، وتطرق علماء الأزهر إلى تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، وتحصين عقولهم من محاولة العبث بها من خلال الأفكار الهدامة التي تعمل زعزعة الأوطان واستقرارها، كما قام علماء الأزهر في نهاية اللقاء بتوزيع مصاحف الأزهر الشريف على المجندين والأفراد المتميزين.
يذكر أنّ الأزهر أطلق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية بالتعاون بين قطاعات الأزهر المختلفة في مطلع مارس العام قبل الماضي تحت شعار: "أسرة مستقرة = مجتمع آمن" في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لأبناء الأزهر بمختلف تخصصاتهم، بالنزول لأرض الواقع ومعايشة الجماهير والوقوف على همومهم ومشكلاتهم الاجتماعية، والبحث عن حلول واقعية لها، وتلبية احتياجات المجتمع المعرفية في القضايا المعاصرة التي ترتبط بواقع الناس وتمس اهتماماتهم بشكل مباشر، وذلك انطلاقًا من الدور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، والذي يعد مكملا لدوره الدعوي والتعليمي.