(1)
قد يكون لديك ملاحظات على أولويات التنفيذ، قد نختلف على بعض التفاصيل، قد تكون محقا فى أن عائد التنمية المباشر لم يصل إليك حتى الآن، لكن فى كل الأحوال هل يمكن أن تنكر الإنجاز الذى تحقق فى كافة مناحى الحياة فى مصر؟!.. أو تنكر ضخامة حجمه، خلال السنوات السبعة التى تولى فيها الرئيس السيسي، حكم مصر؟.. سبع سنوات مدة قليلة فى عمر الأمم والشعوب، لكن ما حدث خلالها أشبه بالمعجزة، دون أى مبالغة.
(2)
كانت المعضلة أن ألخص حجم الإنجازات، فى حوالى خمس دقائق هى الزمن المحدد لمداخلتى فى نشرة أخبار (أحداث ٢٤ ساعة) كما طلب منى.. كيف أفعل وهناك عديد من القطاعات، فى كافة المجالات، السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية، والثقافية، والتشريعية، والبيئية، والقضائية، ويحوى كل مجال فيها -كما أسلفنا- العديد من القطاعات، وإذا ما تطرقنا إلى التفاصيل فسوف نغرق فى أرقام، تحتاج لساعات طويلة فى محاولة حصرها فقط، دون مقارنات بما كان قبلها، أو توضيح لأثرها ومردودها على الحاضر القريب أو المستقبل غير البعيد.
(3)
كان حل المعضلة أن أبدأ بالأهم، وبالكليات، وأهم ما واجه الرئيس السيسي عندما تولى السلطة قبل سبع سنوات، كان تثبيت أركان الدولة المصرية، التى تكالب عليها أعداء الداخل، والخارج، حتى صارت مهددة بالسقوط، والتفكك، أو الفشل والعياذ بالله، وأعداء الداخل والخارج يواصلون حربهم، ويتربصون لخطأ فى القيادة، لا يريدون أن يصدقوا بهزيمة مخططاتهم، فى أعقاب ثورتى ٢٥ يناير، و٣٠ يونيو، وخسارة رهاناتهم على تفكيك مصر، مرة، واستلابها ضمن كيان دولة الخلافة مرة أخرى . فى هذا التوقيت كانت مصر تحتاج إلى قائد يجمع الأغلبية على كلمة سواء، وهذا القائد لم يكن ليخرج إلا من المؤسسة العسكرية، التى لا تعرف التحزب، ولا الطائفية، ولا تميل لمصلحة أو هوى، ولم يطولها ما طال الآخرين من المؤسسات والأفراد من اتهامات.. ومن قيادة ثورة ٣٠ يونيو، التى صححت الأوضاع، وأعادت الوطن المختطف من قبل الجماعة الإرهابية، إلى حضن المصريين، وصارت المهمة التالية، بعد استعادة الدولة، وهى تثبيت أركانها، بإعادة بناء أعمدتها الدستورية، ومؤسساتها على أساس سليم، تتطلب اختيار قائد ثورة ٣٠ يونيو، رئيسا لمصر، ليكمل المهمة، التى تتعلق بالأمن القومى ومواجهة التهديد الوجودى للدولة المصرية.
(4)
كان التحرك السريع من القيادة الجديدة، فى اتجاه أن تمتلك مصر مقومات القوة والقدرة العسكرية التى تتيح لها أن تدافع عن نفسها، وتردع أعداءها فلا يطمعون فيها: "تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، وأنجزت مصر فى هذا المجال إنجازا هائلا، على مستوى التسليح، والتدريب، ورفع الروح المعنوية للأفراد، وكذا رفع جاهزيتهم للقتال، وحدث هذا فى زمن قياسى فى المجال العسكرى، بينما كان أعداء الوطن يرددون دعاياتهم المسمومة عن حجم الإنفاق على التسليح وجدواه فى ظل معاهدة السلام مع إسرائيل، ولم ينخدع القائد أو الإدارة بتلك الدعايات المسمومة. ومن امتلاك الدولة للقدرة العسكرية إلى امتلاك القدرة الشاملة، فلا أمن قومى، دون امتلاك مقدرات الحياة الضرورية، ومن هنا كان الانطلاق فى باقى مناحى حياة الإنسان المصرى، لنشهد ثورة فى بناء البشر والحجر، ومن وجهة نظرى، هى مشروع التنمية الثالث الكبير فى عمر مصر الحديثة، فبعد مشروعى محمد على، وجمال عبد الناصر، يأتى مشروع عبد الفتاح السيسي، وكل مشروع منها له ملامحه الخاصة، وكذا منطلقاته، وتوجهاته.
وللحديث بقية