أمل إبراهيم تكتب: هل أصبح التعليم المنزلى - فى مصر - ضرورة ؟

أمل إبراهيم تكتب: هل أصبح التعليم المنزلى - فى مصر - ضرورة ؟أمل إبراهيم تكتب: هل أصبح التعليم المنزلى - فى مصر - ضرورة ؟

* عاجل1-10-2017 | 13:06

عندما كنت طالبة جامعية كنت أدرس فى المعهد البريطانى وفى أحد فصوله كان المدرس بريطانى الجنسية ونشأت بينه وبين المجموعة صداقة وألفة ، دعانا إلى منزله فى أحدى المرات للتعرف على زوجته، وأطفاله، وكانت المرة الأولى التى أسمع فيها عن مصطلح الهوم سكولينج "homeschooling", وكيف كانا بحكم إقامتهما فى مصر يقومان بالتدريس لأطفالهما وأطفال أصدقاء لهما بالتبادل، وفى نهاية الفصل الدراسى فقط يذهب الأطفال للمدرسة للإمتحان وأعجبتنى الفكرة وقتها .
و ليست هذه المرة الأولى التى أكتب فيها عن التعليم المنزلى، وربما لن تكون الأخيرة فالتجربة تستحق الاهتمام والنظر إليها بعين الجدية خاصة بعد أن تخطت كثافة الفصول الحد المعقول، وفى ظل ما نسمعه عن تكاليف ومصاريف المدارس الخاصة والأجنبية فى مصر.
الحقيقة أن مصير أطفالنا فى رحلة التعليم المرهقة يحتاج إلى نظرة تعاطف، وشفقة، بعد تدهور أحوال التعليم وما آلت إليه مدارسنا من نقائص ، فبعض المدارس تفتقد إلى علم من قماش لتحية الصباح وبعضها لا يستطيع توفير مقاعد للتلاميذ وغيرها.
كل هذه المشاكل تحتاج إلى تصحيح أوضاع وتغيير قوانين وتحديد أولويات وتخطيط ودراسة يطول أمرها فى بلادنا
ولكن بدل أن نقف مكتوفى الأيدى لابد أن نواجه ونفكر خارج الصندوق ونحاول أن نكسر حاجز الخوف تجاه أى تجربة جديدة أو مختلفة، مع العلم أن التعليم المنزلى أحد طرق التعلم فى دول كثيرة، كما أن هناك دراسات قارنت بين تحصيل طلاب التعليم المنزلي وطلاب المدارس الأخرى، وكانت النتيجة أن طلاب التعليم المنزلي أعلى من الطلاب الآخرين و بشكل واضح ، وبعيدا عن الأسباب التى يتخذها الآخرون فى بلدان أخرى، إلا أننا فى مصر أشد احتياجا منهم لتعميم التجربة وإلقاء الضوء عليها ونشرها كحل مساعد وعلاج لمشكلة قائمة بالفعل.
التعليم المنزلى يعنى أن يقوم الأبوان بمهام التدريس لأطفالهم، والمناهج سهل الوصول إليها من خلال محرك البحث جوجل، كما أن هناك مجموعات على مواقع التواصل نشأت خصيصا لنقل الخبرات والتجارب بين الأسر التى تمارس التعليم المنزلى لأبناءها، وتعويض الجانب الاجتماعى لتنظيم لقاءات ورحلات تهدف إلى خلق بيئة مناسبة للأطفال.
مزايا التعليم المنزلى هو أنه أقل كلفة من المدرسة النظامية، سوف يوفر تكلفة المواصلات، والزى، وأعباء المدارس، التى لا تنتهى، كما يتميز بالمرونة من حيث تخصيص وقت الدراسة مع الطفل فلا وجود لجدول ثابت أو مواعيد اختبارات وتمارين، تبتعد عن زحام الفصول والعدوى بين الصغار، واختيار مناهج مناسبة حيث أن الأغلبية غير راضية عن جودة التعليم وسلامة المناهج فى مصر.
كم أم وأب يريدون واقعا مختلفا لأطفالهم بعيدا عن طابور الصباح، وتحية السارى بلا علم، وطرق التعليم التى تعتمد على الحفظ لا الفهم، والإنفاق المبالغ فيه حتى ينضم إلى ملايين من حملة الشهادات؟!
 «الطفل الذى اقتصر تعليمه على المدرسة هو طفل لم يتعلم».. مقولة شهيرة ظهرت منذ القرن التاسع عشر، للروائى الأمريكى «جورج سانتايانا».. جملة عادت إلى الحياة على أيدى مجموعة من المهتمين بالتعليم، أرادوا تغيير واقع التعليم.
    أضف تعليق

    المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2