«ماما حامل».. محاولة لتقديم كوميديا اجتماعية

«ماما حامل».. محاولة لتقديم كوميديا اجتماعيةماما حامل

ثقافة وفنون20-6-2021 | 16:59

لا يخلو هذا الفيلم من ملاحظات هامة وأساسية، ولكنه عموما فيلم مبهج وظريف، حاول بقدر الإمكان الاستفادة من قدرات أبطاله، وأراد، ببعض النجاح، أن يقدم كوميديا اجتماعية، ليس مكتملة تماما، ولكنها أيضا ليست رديئة أو سيئة.

الفيلم بعنوان «ماما حامل» من تأليف لؤى السيد، وإخراج محمود كريم، وهو العمل الذى عادت به ليلى علوى بعد غياب إلى السينما، حيث تؤدى دورا كوميديا وسط ممثلين عرفوا بالكوميديا، مثل بيومى فؤاد وحمدى الميرغنى ومحمد سلام وإيمان السيد وسليمان عيد، وتنجح فى ذلك إلى حد معقول، أما معالجة الفيلم فمحورها مفارقة طريفة، حيث يفترض أن يؤدى مولد أطفال صغار، إلى إعادة تربية رجال كبار، وإصلاح حياتهم، وتغيير نظرتهم إلى مستقبلهم، أى أن الصغير يقوم بتربية الكبير وليس العكس، ولأن الأفكار متواترة، فإن الفارق يظهر فى المعالجات قبل أى شيء آخر، ورغم وجود أصداء فى بعض مناطق الفيلم من أعمال معروفة، أو من خليط من هذه الأعمال، إلا أن «ماما حامل» يتميز عموما بالتماسك، وإن كانت أوضح الملاحظات تتعلق بتناقض واضح بين انتقاد الإنجاب فى الجزء الأول من الفيلم، ثم الانتهاء بالحديث عن نعمة الأولاد، بل والاعتراف بدورهم فى تغيير نظرة الأخوة والآباء للحياة، ومن أبرز الملاحظات أيضا أن اختيار الأبطال خضع أولا وأخيرا إما إلى شهرتهم، أو إلى مهاراتهم الكوميدية، دون انسجام جيد بينهم وبين أدوارهم، فمن الصعب مثلا أن تتقبل الثنائى سلام والميرغنى أبناء للفنانة ليلى علوي، وهما فعلا أكبر مما ينبغى للدورين، ولكنهما بذلا جهدا كبيرا فى محاولة أداء الدورين بطريقة مرحة، خففت من الصورة، وإن لم تستطع حلها بطبيعة الحال، والحقيقة أن الدورين وملامح الشخصيتين مكتوبان بشكل جيد من الأصل.

الفيلم أيضا فيه بناء جيد، وتطوير معقول للفكرة، وهو أمر ليس مألوفا فى كثير من الأفلام الكوميدية، كما أن كثيرا من المشاهد ظريفة ومضحكة، والانتقالات سلسة بداية من التعريف بالشخصيات، إلى حدوث حمل الأم، ثم محاولات ولديها الشابين رفض الفكرة، والتخلص من الطفل القادم فى بداية الحمل، ثم إنجاب الأم لتوأم، وتورط الشابين فى رعاية التوأم، وتغيير الشابين فى تجاه المسئولية، والتفكير فى الزواج، وأخيرا مفاجأة النهاية، التى توضح دور ظهور الأطفال فى تغيير سلوك الكبار.

قد يرى البعض أن مفاجأة النهاية مفتعلة وليست ضرورية، ولكنى أراها مرتبطة بالفكرة المحورية، وقد حلّت مشكلة أساسية، وهى محاولة الشابين تدبير التخلص من الطفلين القادمين، كما أنها نهاية تعاقب الشابين بعد أن أحبا الطفلين، وتجعلهما أحرص على عمل أسرة، وإنجاب أطفال، لاستعادة التجربة الخاصة بالأبوة.

تعيش سمية (ليلى علوي)، وهى صاحبة أتيليه للأزياء، حالة من السعادة الدائمة مع زوجها كامل (بيومى فؤاد)، الذى يبدو رومانسيا ومرحا، ولكن الاثنين يشعران بالقلق والغضب من رفض ولديهما الزواج، الولدان هما طبيب الذكورة عاصم (محمد سلام)، وشقيقه صاحب شركة الإعلانات باسم (حمدى الميرغني)، الأول خانته خطيبته مع صديق له، فأصابته عقدة من المرأة، والثانى يفضل أن يعيش حياة بلا مسئوليات، يستمتع فيها بالنساء، رغم أن شريكته فى العمل وابنة خالته ياسمين (هدى الإتربي) تحبه فى صمت.

بعد «ليلة عسل»، وهو بالمناسبة اسم فيلم شهير، تحمل سمية من زوجها كامل، ورغم أنها حالة نادرة، إلا أن طبيب أمراض النساء ( شريف دسوقي) يؤكد حدوث الحمل، مما يشعل غضب الابنين عاصم وباسم.

ربما يكون غضب باسم هو الأكثر إقناعا، حيث حصل على امتياز حملة إعلانية لوزارة الصحة عن تنظيم الأسرة، بينما أمه التى تجاوزت سن الشباب، تنتظر طفلا جديدا، بينما يبدو غضب عاصم لأسباب نفسية بالأساس، نتيجة خجله من أن يكون له أخ وهو فى هذه السن، كما أنه يكره الأطفال، ويتشاجر دوما مع زميلته طبيبة الأطفال (نانسى صلاح)، التى يصرخ زبائنها الصغار فيزعجونه أثناء تطعيمهم.

يتطور الصراع من رفض فكرة حمل الأم، إلى محاولات التفكير فى وسيلة للتخلص من الجنين، بصورة لا تؤثر على صحة الأم، ثم مفاجأة إنجاب الأم لتوأم مرة واحدة، لتتضاعف أزمة عاصم وباسم بإسناد مهمة رعاية التوأم لهما، نتيجة لسفر الأم مع زوجها، فى نفس الوقت الذى تتطور فيه علاقة عاصم مع زميلته الطبيبة، وعلاقة باسم مع زميلته وشريكته ياسمين.

ينجح التوأم فى تغيير الشابين، ويبدو الإنجاب أمرا محوريا وأساسيا، بل ويبدو كما لو أن الفيلم يبرر ذلك مهما كان السن، ولكن الحكاية واللعبة تظل مسلية ومضحكة حتى النهاية، وخصوصا ونحن نرى ليلى علوى فى شخصية مختلفة، ونشاهد الثلاثى المرح بيومى والميرغنى وسلام يقدمون مواقف ظريفة، وإن كانت الملاحظة على الثنائى سلام والميرغنى فى الصوت المرتفع، وهو بالتأكيد من تأثير عملهما فى المسرح، بينما يمتلكان القدرة والموهبة على أداء أهدأ وأقل صخبا، يناسب أكثر عملهما فى السينما، كما لفتت نظرى نانسى صلاح فى دور طبيبة الأطفال زميلة عاصم، هى ممثلة جيدة، ولها حضور مميز، وتتميز بوجه مصرى مألوف.

«ماما حامل» ليس فيلما كامل الأوصاف، ولكنه محاولة لافتة لتقديم دراما اجتماعية كوميدية، تعتمد بشكل كبير على الموقف، تضحك المشاهد، وتدعوه أيضا إلى التفكير.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2