فى 17 يونيو 1998.. رحل عن عالمنا شيخنا الجليل محمد متولي الشعرواى، أحد رموز وأكابر العلم فى مصروالعالم الإسلامي وأحد الذين أناروا بعلمهم قلوب وعقول ملايين المسلمين وما زال حتى بعد رحيله نرتوى من فيض علمه الغزير.
هذه الرجل هو الصورة الصحيحة لعالم الدين المصري وأحد أذرع قوة مصر الناعمة فهو من قال عن مصر: «من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟ إذن فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟ مصر هى التى صدّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدّرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام، هى التى صدّرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام.. أنقول عنها ذلك؟!، ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، وأما دفاعاً عن الإسلام فانظروا إلى التاريخ، من الذى رد همجية التتار عنه؟.. إنها مصر، من الذى رد هجوم الصليبيين على الإسلام وعلى المسلمين؟.. إنها مصر. وستظل مصر دائماً رغم أنف كل حاقدٍ أو حاسدٍ أو مستغِلٍ أو مستغَلٍ أو مدفوعٍ من خصوم الإسلام هنا.. أو خارج هنا.. إنها مصر.. ستظل دائماً».
وهو أيضا من قال للرئيس الراحل محمد حسني مبارك: «الملك كله بيد الله يؤتيه من يشاء فلا تآمر لأخذه، وكيد للوصول إليه، فلن يحكم أحد فى ملك الله إلا بمراد الله، فإن كان عادلًا فقد نفع بعدله، ومن كان جائرًا ظالمًا قبحه الله فى نفوس كل الناس فيكرهون كل ظالم، ومن طلب إلى شيء أعين عليه، ومن طلب شيئا وكل إليه».
أما فى 15 يونيو 2021.. فقد وقف محمد حسين يعقوب الذي يعتبره الإخوان و السلفيين وغيرهم من الجماعات صاحبة الفكر الإرهابي المتطرف أحد علمائهم بل من أكابر علمائهم يستقون عنه علمهم وتوجهاتهم وينفذون فتاويهم بحروفها دون جدل أو نقاش وكلنا نعلم ما هي النتيجة .. خراب ودمار ودماء فى كل مكان.
هذا الرجل الذى قال عن مصر «الفئة الممتنعة» ودعا إلى «غزوة الصناديق»، وقف أمام المحكمة خاويا، مرتبكا، مراوغا.. ومتنصلًا متبرئًا من أفكاره وفتاويه ومنهجه الذى بثه فى عقول الكثير من المنخدعين ومنهم المتهمين فى قضية «داعش إمبابة»، يقول للقاضي: معايا «دبلوم معلمين»، لا أعلم عن وجود القاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس، لا أعلم عن فكر سلفى تكفيرى، وصدقا لا أعلم، فالسلفى سلفى والتكفيرى تكفيرى، حضرتك ممكن تسألنى عن أنصار السنة، أنا قرأت ابن كثير والطبري والقرطبي»، وإجابات كثيرة موتورة ومنقوصة وغامضة من هذا النوع.
هل هذا هو عالِمكم؟ هل هذا هو شيخكم؟ هل هذا هو الرجل الذى ظل لفترة طويلة متصدرا الشاشات والندوات والمؤتمرات وغيرها؟
رحم الله الشيخ الشعراوي وكل علمائنا الأجلاء، صورة مصر الحقيقية، وحفظ الله لنا «الأزهر الشريف» منبع العلم الوسطي المعتدل ومنارة العلم فى العالم الاسلامي كله.. حفظ الله مصر.